أمّ المصلين بالجامع الأزهر، أول تعليق من الطالب محمد أحمد حسن بعد نجاحه بالثانوية الأزهرية    9 بنوك تخطر البنك المركزى بخططها للتوافق مع ضوابط تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة    مطالب فلسطينية بعقوبات دولية على الاحتلال لوقف المجاعة وإنهاء حرب الإبادة بغزة    ‌ماكرون في اتصال مع الشرع: لا بد من حماية المدنيين وتفادي تكرار مشاهد العنف ومحاسبة المسؤولين عنها    مشادة كلامية بين فليك ولابورتا في مران برشلونة    الداخلية تكشف ملابسات ابتزاز فتاة من قِبل خطيبها السابق بالزقازيق    من ساقية الصاوي إلى المنارة.. كيف استقبلت القاهرة حفلات زياد الرحباني؟    زياد الرحباني.. الموسيقار المتمرد وآراء سياسية صادمة    ناهد السباعي تتربع على عرش التريند بسبب إطلالة جريئة    فحص 394 مواطنا وإجراء 10 عمليات باليوم الأول لقافلة جامعة المنصورة الطبية بشمال سيناء    كيفية علاج الإمساك أثناء الحمل بطرق فعالة وآمنة بالمنزل    بيراميدز يقترب من حسم صفقة البرازيلي إيفرتون دا سيلفا مقابل 3 ملايين يورو (خاص)    أحمد حسن كوكا يقترب من الاتفاق السعودي في صفقة انتقال حر    انتقال أسامة فيصل إلى الأهلي.. أحمد ياسر يكشف    انتقال أسامة فيصل إلى الأهلي.. أحمد ياسر يكشف    غدا آخر موعد للتقديم.. توافر 200 فرصة عمل في الأردن (تفاصيل)    إخلاء سبيل زوجة والد الأطفال الستة المتوفيين بدلجا بالمنيا    الداخلية تكشف ملابسات ابتزاز فتاة بالزقازيق من خطيبها السابق    حزب الجبهة الوطنية يختتم دعايته ب8 مؤتمرات جماهيرية قبل الصمت الانتخابي    ماكرون: دعم فرنسي كامل للمساعي المصرية لإدخال المساعدات إلى غزة    قصة الصراع بين تايلاند وكمبوديا.. خلاف حدودى قديم قد يتحول إلى صراع إقليمى    أكسيوس عن مصادر: أعضاء بإدارة ترامب يقرون سرا بعدم جدوى استراتيجيتهم بغزة    سميرة عبدالعزيز في المهرجان القومي للمسرح: الفن حياتي وكل مخرج أضفت من خلاله إلى رصيدي    الأزهر يرد على فتوى تحليل الحشيش: إدمان مُحرّم وإن اختلفت المُسميات    صور| ترامب يلعب الجولف في مستهل زيارته إلى أسكتلندا «قبل تظاهرات مرتقبة»    محافظ المنيا يضع حجر الأساس المرحلة الاولى من مبادرة "بيوت الخير"    نجاح جراحة ميكروسكوبية دقيقة لاستئصال ورم في المخ بمستشفى سوهاج الجامعي    وزير الأوقاف يحيل مخالفات إلى التحقيق العاجل ويوجه بتشديد الرقابة    "الزراعة" تعلن التوصيات النهائية لورشة العمل تنمية المهارات الشخصية للعاملين بالقطاع    لن توقف المجاعة.. مفوض «الأونروا» ينتقد إسقاط المساعدات جوا في غزة    أبو ليمون يهنئ أوائل الثانوية الأزهرية من أبناء محافظة المنوفية    بعد إصابة 34 شخصًا.. تحقيقات لكشف ملابسات حريق مخزن أقمشة وإسفنج بقرية 30 يونيو بشمال سيناء    مصرع سيدة أسفل عجلات قطار بمدينة إسنا خلال توديع أبناؤها قبل السفر    "القومي للطفولة" يشيد بقرار محافظ الجيزة بحظر اسكوتر الأطفال    الدفاع المدني في غزة يحذر من توقف مركباته التي تعمل في التدخلات الإنسانية    انخفاض سعر الدواجن المجمدة ل 110 جنيهات للكيلو بدلا من 125 جنيها بالمجمعات الاستهلاكية.. وطرح السكر ب30 جنيها.. وشريف فاروق يفتتح غدا فرع جديد لمبادرة أسواق اليوم الواحد بالجمالية    مركز التجارة الدولي: 28 مليون دولار صادرات مصر من الأسماك خلال 2024    سميرة عبد العزيز في ضيافة المهرجان القومي للمسرح    الإنجيلية تعرب عند تقديرها لدور مصر لدعم القضية الفلسطينية    حبس أنوسة كوته 3 أشهر وتعويض 100 ألف جنيه في واقعة "سيرك طنطا"    في ذكرى رحيله.. محمد خان الذي صوّر مصر بعيون محبة وواقعية    مصر تدعم أوغندا لإنقاذ بحيراتها من قبضة ورد النيل.. ومنحة ب 3 ملايين دولار    ما حكم تعاطي «الحشيش»؟.. وزير الأوقاف يوضح الرأي الشرعي القاطع    مطالبات في المصري بالتجديد لمحمود جاد    المدرسة الأمريكية تقترب من القيادة الفنية لرجال الطائرة بالأهلي    إنتر ميامي يتعاقد مع الأرجنتيني دي بول لاعب أتلتيكو مدريد    أسوان تواصل توريد القمح بزيادة 82% عن العام الماضي (صور)    محافظ أسوان يتفقد نسب الإنجاز بمشروعات المياه والصرف ميدانيًا (صور)    إصابة سيدة في انهيار منزل قديم بقرية قرقارص في أسيوط    الصحة تدعم البحيرة بأحدث تقنيات القسطرة القلبية ب46 مليون جنيه    تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء.. تحرير 154 مخالفة عدم الالتزام بغلق المحلات في مواعيدها    رسميًا إعلان نتيجة الثانوية الأزهرية 2025 بنسبة 53.99% (رابط بوابة الأزهر الإلكترونية)    مقتل 4 أشخاص في روسيا وأوكرانيا مع استمرار الهجمات الجوية بين الدولتين    وزير الثقافة ناعيًا الفنان اللبناني زياد الرحباني: رحيل قامة فنية أثرت الوجدان العربي    سعر الخضار والفواكه اليوم السبت 26-7-2025 بالمنوفية.. البصل يبدأ من 10 جنيهات    كيف احافظ على صلاة الفجر؟.. أمين الفتوى يجيب    الأوقاف تعقد 27 ندوة بعنوان "ما عال من اقتصد.. ترشيد الطاقة نموذجًا" الأحد    بعد «أزمة الحشيش».. 4 تصريحات ل سعاد صالح أثارت الجدل منها «رؤية المخطوبة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مسلسل "عمر": ضجة كبيرة وخلاف بين العلماء وصناع الدراما
نشر في المصريون يوم 22 - 08 - 2012

ضجة كبيرة أثارتها الأخبار المتناثرة التى سبقت عرض المسلسل الدينى التاريخى عمر، وقد امتدت هذه الضجة لتشمل ليس فقط الفضائيات المصرية والعربية بل ومواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك وتويتر..الخ، وعلى الرغم من اللغط "المثار سواء كان شرعيًا أو تاريخيًا أو فنيًا" بعد انتهاء بثه، إلا أن أحدًا لا ينكر مدى الإقبال عليه حيث وصلت نسبة مشاهدة الحلقة الأولى منه على سبيل المثال: 100 ألف مشاهدة على قناة اليوتيوب وذلك فى أقل من 24 ساعة!
وقد تعالت الأصوات المؤيدة للمسلسل وتزايدت أكثر فأكثر بعد بثه اعتمادًا على عدة اعتبارات منها تجسيد قصة حياة الفاروق رضى الله عنه بفكر وتناول عربى مسلم وهذا أفضل فى كل الأحوال من ترك الساحة للشيعة على سبيل المثال أو غيرهم علاوة على أن التقنيات المستخدمة فى صناعة المسلسل ساهمت فى تعميق وعى المتلقى للأجيال الجديدة التى تؤمن بالعلم والتكنولوجيا ودورهما فى الحياة.
والمسلسل الذى تناول تاريخ حياة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب ثانى الخلفاء الراشدين وعرض تحت عنوان "عمر" وبدأ عرضه مع أول أيام رمضان عبر قارات خمس وتوقع منتجوه أن تنال مشاهدته رقمًا قياسيًا حيث اقتربت بحسب استفتاءاتهم إلى أكثر من خمسمائة مليون مشاهد كما توقعوا بأنه سيدر أرباحًا كثيرة تفوق ما أنفقه منتجوه على صناعته والتى تقدر بأكثر من 50 مليون دولار!
وكالعادة، عندما يُقدم صناع الدراما على تقديم عمل يتناول قصص الأنبياء الكرام أو صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، خاصة العشرة المبشرين بالجنة، ولاحظنا هذا الجدل فى جواز تجسيدهم من عدمه.
ففى السنوات الماضية ولما تم عرض مسلسلات مثل: "الحسن والحسين ومريم ويوسف الصديق" ثار الجدل وها هو يعود لكنه هذه المرة بصورة أشد لم لا والشخصية التى تم تجسيدها هذه المرة هى شخصية فريدة ومؤثرة فى تاريخ الإسلام والمسلمين.. إنها شخصية ثانى خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم.. الفاروق.. عمر!
* ثلاثة اتجاهات!
ثلاثة اتجاهات تتجاذب هذا الاشتباك أولها: الفقهاء على اعتبار أنهم الأكثر دراية وتفقهًا فى أمور الدين ومعرفة بحلاله وحرامه وهم المنوط بهم تقديم المشورة والفتوى لعوام الناس ليبينوا لهم سبل الصواب، والطرف الثانى صناع الدراما وأهل الفن وهم الوسيط الذى يقدم مثل هذه الشخصيات بكل ما حولها من تاريخ وحضارة ونجاحات وقصور.. أما الطرف الثالث فهو المستقبلون أو الجمهور المتلقى الذى تباينت آراؤه فى هذا العمل الضخم.
مناهضة..
وأول الآراء التى ناهضت عرض مسلسل عمر نعرض منها لرأى المفتى العام بالمملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، الذى أفتى بالرفض فى إحدى خطبه قائلا: "إن أصحاب فكرة مسلسل الفاروق عمر ومَن شاركوا فيها ومَن تبنوها مخطئون، مضيفًا أن تحويل سيرة الخلفاء والصحابة إلى عمل سينمائى يعرّضها للحديث من كل ساقطٍ وساقطةٍ، والتجريح والنقد. وحذّر أصحاب الفضائيات من إنفاق أموالهم فى الباطل، وطالبهم بتقوى الله، وقال: إن ما يقومون به من أعمال محرّمة خطأ وجريمة.
وأضاف: إن صحابة رسول الله من المهاجرين والأنصار والسابقين الأولين هم خيرالناس بعد الأنبياء والرسل، وأثنى الله عليهم واستغفر لهم وذكر فضائلهم وجهادهم، ولن يكون مثلهم من الناس بعد، وأضاف: إن المجوس خصّصوا قنواتهم ومواقعهم ووسائل إعلامهم وكتبهم وأخذوا على عواتقهم التجريح والسب والتطاول على صحابة رسول الله ونقدهم بالأساليب السيئة، وهناك طائفة أخرى من بعض المسلمين أرادوا أن يأخذوا سيرة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب بالتحليل ويضعونها موضع النقد لهذه الشخصية الفذة، ووضعها بأسلوب سينمائى يتحدث عنه كل ساقط وساقطة بالنقد والتجريح وبأسلوب سيئ مبتذل فيقولون هذا إعرابى جلف، وهذا لا يجوز لأن صحابة رسول الله هم من خيار الخلق بعد الأنبياء فلابد من الترفع عن هذه الأساليب، ومَن يريد التعريف بسيرة الفاروق عليه أن يؤلف فى سيرته وخصاله ودوره وجهاده ويترجم هذه المؤلفات إلى اللغات العالمية، وقال المفتى العام إن مَن تبنى فكرة هذا المسلسل ومَن شارك فيها مخطئون، فالأفلام والمسلسلات عن هذه الشخصيات لا يُرجى منها خيرًا، وعلى أصحاب الفضائيات أن يتقوا الله وعدم إنفاق أموالهم فى الباطل، لأن هذا خطأ وجريمة.
كما أفتى الشيخ عبد الرحمن البراك بتحريِم عرض المسلسل فقال: "إن علماء العصر المعتبرين من أعضاء المجامع الفقهية وغيرها أجمعوا على تحريم تمثيل الصحابة رضى الله عنهم، وذلك للمفاسد الكثيرة المترتبة على ذلك". وأفتى بأنه: "يشترك فى الإثم كل من له أثر فى صناعة المسلسل وترويجه، من كاتب ومخرج وممثل ومموِّل وناشر، وأولى منهم بالإثم صاحب فكرة المسلسل، وهكذا من يقرّه وهو قادر على منعه".
كذلك تم رفض فكرة المسلسل ككل من ناحية الأزهر كونها أكبر مؤسسة دينية ليس فى مصر فقط بل فى العالم الإسلامى كله.
حدث هذا فى الوقت الذى أكد فيه المخرج حاتم على فى حواراته وأثبت ذلك عبر تترات المسلسل أن لجنة دينية رفيعة المستوى من كبار العلماء هى من وافقت على عرض المسلسل واللجنة برئاسه الشيخ يوسف القرضاوى والشيخ سلمان العود والشيخ الدكتور عبد الوهاب الطريرى والشيخ الدكتور على الصلابى والشيخ الدكتور سعد العتيبى والشيخ الدكتور أكرم ضياء العمرى.
وعلى الرغم من كل ذلك اللغط "سواء كان شرعيًا أو تاريخيًا أو فنيًا" والذي ثار حول المسلسل بعد انتهاء بثه، إلا أن أحدًا لا ينكر مدى الإقبال عليه.
وقد تعالت الأصوات المؤيدة للمسلسل وتزايدت أكثر فأكثر بعد بثه اعتمادًا على عدة اعتبارات منها تجسيد قصة حياة الفاروق رضى الله عنه بفكر وتناول عربى مسلم وهذا أفضل فى كل الأحوال من ترك الساحة للشيعة على سبيل المثال أو غيرهم علاوة على أن التقنيات المستخدمة فى صناعة المسلسل ساهمت فى تعميق وعى المتلقي للأجيال الجديدة التى تؤمن بالعلم والتكنولوجيا ودورهما فى الحياة.
المسلسل بالأرقام:
200 مليون ريال سعودى، تكلفة العمل بما يزيد على 50 مليون دولار أمريكى وهو بذلك أول عمل درامى عربى بهذا الإنتاج الضخم.
100 ألف مشاهدة فى يوتيوب فى أقل من 24 ساعة.
300 ممثل هم من قاموا بالأدوار الأساسية فيه.
300 إلى 400 كومبارس يوميًا فى المشاهد العادية.
120 يومًا ما استغرقه تصوير المشاهد الدرامية.
50 يومًا لتصوير المعارك.
31 هى عدد حلقات المسلسل.
عام تقريبًا استمر فيه العمل حتى اكتمل.
10 لغات هى التى ترجم إليها المسلسل منها: الدبلجة "التركية" والترجمة لكل من: الإندونيسية والماليزية، والإنجليزية لأوروبا وأميركا الشمالية كذلك اللغة الفرنسية.
10 هو عدد الطاقم الفنى الذى عمل بالمسلسل.
5 وهى القارات التى ينتمى إليها طاقم العمل.
3 مدن تم بناؤها لمصداقية الأحداث منها؛ مكة المكرمة والمدينة المنورة.
صُنَّاع العمل:
د. وليد سيف.. "المؤلف"
مؤلف المسلسل هو الدكتور وليد سيف.. وهو شاعر وكاتب فلسطينى شهير بل يعده البعض من أشهر مؤلفى الدراما التاريخية منها: "الزير سالم" و"الخنساء" و"شجرة الدر" من إخراج صلاح أبو هنود، و"صلاح الدين الأيوبى" و"ربيع قرطبة" و"ملوك الطوائف" و"التغريبة الفلسطينية" و"ملحمة الحب والرحيل" و"المعتمد بن عباد" و"صقر قريش"، وغيرها.
حصل على شهادة البكالوريوس فى اللغة والأدب العربيين من الجامعة الأردنية؛ كما حصل على شهادة الدكتوراه فى اللغويات من جامعة لندن عام 1975 م. وقد عمل بعد هذا التاريخ محاضرًا فى قسم اللغة العربية فى الجامعة الأردنية مدة ثلاث سنوات قبل أن يترك القسم ليعمل كاتبًا متفرغًا للدراما التليفزيونية.
حاتم على .."المخرج"
مخرج سورى شهير، أخرج العديد من الأعمال السورية والمصرية، فقد ولد عام 1962، وحصل على إجازة فى الفنون المسرحية من المعهد العالى للفنون المسرحية بدمشق قسم التمثيل عام 1986.
وقد عرف عن حاتم على عشقه الشديد للأعمال التاريخية وارتبط اسمه بأعمال عظيمة وناجحة منها "صقر قريش" و"ربيع قرطبة" و"صلاح الدين الأيوبى" و"ملوك الطوائف" و"الزير سالم" و"التغريبة الفلسطينية" و"الملك فاروق".
وقد أكد حاتم على، فى أكثر من حوار وتصريح، أهمية أن يكون الطموح عظيمًا "عندما تتناول شخصيات عظيمة مثل شخصية عمر بن الخطاب رضى الله عنه خلال فترة مهمة من تاريخنا الإسلامى، بل يكون طموحنا أكبر مما هو معتاد، ولابد من خدمة هذه الأفكار فى شكل فنى يكون الإنتاج الضخم عموده الفقرى".
ثم يؤكد على أهمية الإبقاء على عناصر العمل التاريخية قدر الإمكان وذلك حرصًا على مصداقية العمل ومقاربته للواقع، قائلاً: "هو ما دفعنا إلى استخدام فيَلة مدربة، بمشاركة مجازفين من دول عدة، وبمرافقة فريق جرافيك من فرنسا، لتصنع معًا هذا العمل الضخم فائق الجودة، سعيًا لنشره عالميًا حيث إنه يعتبر أضخم إنتاج درامى فى تاريخ الدراما بالوطن العربى..
كما يرى أن أهم أهداف بث المسلسل عبر قنوات عديدة وتعدد اللغات فهو "نشر رسالة الإسلام السامية، وقيم التسامح والمحبة والعدل والإحسان التى عمل عمر بن الخطاب رضى الله عنه على نشرها خلال خلافته، وهو ما سيساهم فى تغيير الفكرة المغلوطة التى رُسمت فى ذهن بعض المجتمعات الغربية عن الإسلام والمسلمين، ونتوقع أن يلقى المسلسل صدى كبيرًا فى كل الدول التى ستعرضه".
سامر إسماعيل.. "عمر"
وفى سياق متصل أشار الممثل السورى "سامر إسماعيل" والذي يقوم بتجسيد شخصية سيدنا عمر "رضى الله عنه"، أنه كان خائفًا من ردود الأفعال معتبرًا أن تجربته هذه وعلى الرغم أنها الأولى إلا أنها تعتبر مغامرته الكبرى خاصة والجدل حولها لم يهدأ بعد منذ بث الحلقة الأولى وحتى الأخيرة.. وقال فى غير موضع: "عندما عرض على الدور لم أتردد أبدًا فى قبوله، وبعد اختبارات عديدة أقامها المخرج لى ولممثل آخر علمت أننى سأقوم بأداء شخصية سيدنا عمر رضى الله عنه، فلم أتفاجأ بل كنت متحمسًا، فالدور حلم لأى فنان مهما كان صغيرًا أم كبيرًا، رغم كونها مغامرة خطيرة لعظمة شخصية سيدنا عمر وبالتالى لضخامة العمل الذى سيتمحور حوله".
ولفت سامر إلى أن بدايته هذه ستحتم عليه التدقيق فى اختيار أعماله المستقبلية حث لن يفكر فى القيام بأى دور من الممكن أن يسىء لهذه الشخصية العظيمة، بسبب وأنه سيضع معايير حرفية لاختيار شخصياته كأن تكون خيرة وتخدم المجتمع، علاوة على موضوع العمل وفريقه بداية من المخرج والكاتب..الخ.
النقاد وكُتَّاب الدراما:
فى الوقت الذى أكد فيه لكاتب والسيناريست وحيد حامد التزامه بقرارات المنع التى وافقت عليها وأفتت بها الهيئات الإسلامية وعلى رأسها الأزهر إلا أننا نجد موافقة ملحوظة من كل الفنانين والنقاد وصناع الدراما الذين التقتهم "المصريون".
فنرى مثلاً أن للناقدة ماجدة خير الله، رأى فى مسلسل عمر، حيث أوضحت كسر حاجز من أهم الحواجز التى كان صناع الدراما يتوقفون أمامها ويفكرون مما يدفعهم كثيرًا للتراجع والمتمثل فى تجسيد الشخصيات المقدسة.
وعن موانع تجسيد الشخصيات المقدسة تلفت خير الله إلى عدم وجود موانع لتجسيدها فى القرآن أو السنة النبوية. وعما إذا كان المخرج قد كسر ذلك الحاجز بشكل لافت تؤكد أنه لم يحدث بشكل غير لائق، بل بتقدير فائق، وهو جعل الجمهور يتفاعل بالمسلسل ويتأثر بأحداثه لدرجة البكاء فى بعض الأحداث، خاصة تلك التى دارت عبر الغزوات والمعارك.
كما تؤكد أن مسلسل عمر أعاد للمسلسل الدينى رونقه واحترامه ووضعه فى مكانته اللائقة مما يدفع المنتجين للتمثل به وعدم تقديم أى عمل بأقل من تلك الجودة التى تم تقديم عمر بها.
* يسرى الجندى: أؤيد المسلسل وأحذر من التعسف!
وها هو الكاتب المسرحى يسرى الجندى يتفق مع خير الله على تأييد المسلسل ولا يجد غضاضة فى كونه تم عرضه، وحذّر مما أسماه "زيادة التعسف" ضد الأعمال الفنية التى تتناول الشخصيات والأحداث الدينية، مشيرًا إلى أننا نتعرض لحرب شرسة كمسلمين هدفها ينصب فى تشويه صورة الإسلام السمحة على يد المتطرفين والمتشددين.
ورفض الجندى مبدأ المصادرة والمنع، مطالبًا جميع الهيئات والمؤسسات الدينية والرقابية بعدم الحكم قبل المشاهدة، مشددًا على أن الأمة الإسلامية بحاجة الآن لمن يظهر وجهها المشرق وصورتها المستنيرة.
وتابع الجندى: "قبل نصف قرن كنا نصنع أعمالاً دينية رائعة مثل فجر الإسلام، وبلال بن رباح وغيرهما، وحديثًا مثل رسالة الإسلام للرائع مصطفى العقاد وكذلك مسلسل القعقاع الذى جاءت فيه بعض شخصيات الصحابة دون تحديد ملامح وجوههم.. وهذا ليس من الأهمية بمكان".
طارق الشناوى: أرفض فقط تجسيد النبى محمد
محاولات المخرجين والمبدعين العرب لم تتوقف فى العزم على صناعة أعمال درامية تتناول سير حياة واحد من هؤلاء الخلفاء الراشدين –رضى الله عنهم- فقد سبق وجهز المخرج الأردنى الكبير"محمد عزيزية" مسلسلاً عن الخليفة أبى بكر الصديق رضى الله عنه بعد أن انتهى من مسلسل "خالد بن الوليد" بأربع سنوات، وقام ببطولته الفنان "باسم ياخور" وعن أسباب عدم استكمال مسلسل "أبو بكر" أكد الشناوى أنه سبب اقتصادى بحت.
هكذا قال الناقد طارق الشناوى معلنًا عن موافقته على تجسيد الشخصيات الدينية بما فيها الصحابة والعشرة المبشرين بالجنة مندهشًا من فتوى منع الأزهر لعرض المسلسل.. خاصة أن المخرج قام بإسناد دور الفاروق إلى أحد الوجوه الجديدة على ألا يقدم أية أعمال درامية لخمس سنوات مقبلة.
مع هذا يرفض الشناوى تجسيد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وإباحة تجسيد أية شخصية أخرى وأن موقفه يتعارض مع موقف الفتاوى التى اتسعت دائرتها لمنع عرض مسرحية "الحسين ثائرًا وشهيدًا" فى أواخر ستينيات القرن الماضى، كذلك منعوا ظهور سيدنا حمزة وظل فيلم الرسالة للراحل العظيم مصطفى العقاد ممنوع عرضه منذ أواسط الثمانينيات رغم عرضه فى كل الفضائيات حتى تم عرضه عام 2008م.
* علماء الأزهر يرفضون والبنا يخالفهم!
رأفت عثمان: "عمر" لم يعرض على مجمع البحوث!
وفيما يبدو أن هناك اتفاقًا شبه تام بين علماء الأزهر فى مسألة تجسيد الصحابة بخاصة المبشرين منهم بالجنة فها هو دكتور محمد رأفت عثمان، عضو مجمع البحوث الإسلامية، يؤكد أن المسلسل لم يتم عرضه على الأزهر الشريف أو مجمع البحوث الإسلامية، للحصول على الموافقة قبل عرضه لافتًا إلى أنه حتى لو تم عرضه على المجمع بما يحويه من تجسيد لشخصيات الخلفاء الراشدين، فلن نتردد فى رفضه، لأن ذلك موقفنا الثابت الذى لا نحيد عنه''.
د.عبد الحميد الأطرش: التجسيد حرام بالدليل!
ويتفق دكتور عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، مع فضيلة دكتور رأفت عثمان فى أنه لا يجوز تجسيد الأنبياء ولا أحد من الصحابة سواء كان مبشرًا بالجنة أو غير ذلك، مؤكدًا أن هناك نصوصًا صحيحة من السنة النبوية المطهرة فى قوله صلى الله عليه وسلم أصحابى كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم، وقوله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين من بعدى فعضوا عليها بالنواجز".
جمال البنا: كلام فارغ!
"كلام فارغ" هكذا بدأ جمال البنا كلامه مشيرًا إلى أنه إذا كان هناك معصوم من النواقص فهم الأنبياء، أما دون ذلك فهم أناس عاديون، وأن الجنة فيها أناس كثيرون مبشرون وغير مبشرين.. إذ إنه ليس من المعقول أن يكون فى الجنة عشرة أشخاص فقط!!
وأكد البنا أنه يخالف العلماءالذين أفتوا بعدم تجسيد الصحابة ويرى أنهم أناس لهم ضعفهم البشرى.
آراء الجمهور.. بين بين!!
وفى النهاية اخترنا آراء عشوائية ضمانًا للمصداقية تعريجًا على العديد من مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك وتويتر وبعض التعليقات على موقع المسلسل الرسمى: فها هو "بو خالد" يقول: هنالك مشهد بين سيدنا عمر رضى الله عنه وأرضاه وأخته عندما طلب منها الورقة المكتوب فيها القرآن فأعطتها له مباشرة.. هذا ما حدث بالنسبة للمشهد فى المسلسل أما ما نعرفه إنها قالت له: إنك مشرك نجس اذهب فتوضأ، وبعد أن توضأ أعطته الورقة وقرأ الآيات ثم أسلم.
كذلك يقول أحمد سعدى: عندما شاهدت المسلسل وجدت أنه يشمل سيرة حياة صحابة ويركز عليهم جميعًا بالإضافة إلى سيرة حياة عمر بن الخطاب رضى الله عنه وعن الصحابة جميعًا كما أن طريقة عرض المسلسل أكثر من رائعة ونشكر إدارة ال "ام بى سى" على هذا العمل الرائع ووفقهم الله لما يحبه ويرضاه.
أما Nafooa Ab فتقول: مسلسل سيدنا عمر (رضى الله عنه) جاء فى وقته المناسب بسبب ما نمر به من تشويه سمعة الإسلام ومحاولة الدس بين المسملين وبين بعض الطوائف الأخرى.. كما جاءت لتبين للناس وتوصل لهم الفكرة لأنها تعتبر مؤثر فى نفوس المتلقين أكثر من الخطب أو المحاضرات وخير دليل فيلم الرسالة الذى أثر فى نفوس الكثيرين وترك فى داخلهم طابعًا جميلاً عن الإسلام وهذا مسلسل سيدنا عمر يأتى بعده لتوضيح مفاهيم وجمالية الإسلام ورحمة الإسلام، خاصة الربط بالتآخى بينه وبين سيدنا على بن أبى طالب (رضى الله عنهما).
أما القارئ محمد حسين فيقول: المسلسل جميل جدًا وهو عمل جدًا جبار، ولكن اعتقد أن المخرج لم يوفق فى اختيار شخصية سيدنا عمر ولكم منى ألف تحية
وها هو القارئ فتحى يقول منتقدًا اختيار المخرج لشخصية بطل المسلسل: المسلسل أكثر من رائع لكن كان يجب الانتباه إلى تلاوة الآيات.. فلم يجيدها البعض.. كان يجب تدريبهم جيدًا على التلاوة.. فما رأيكم أنتم؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.