لقطة من المسلسل الايرانى »يوسف الصديق« لم يهدأ الضجيج الذي خلفه عرض مسلسل »يوسف الصديق« علي القنوات المصرية، والذي يظهر فيه شخص سيدنا يوسف عليه السلام، علي الشاشة حتي جاء مسلسل »عمر« عن حياة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليؤجج النار مرة أخري، ويفتح الجدل من جديد حول امكانية ظهور الأنبياء والرسل والصحابة علي الشاشة من عدمه. الأزهر الشريف متمثلا في مجمع البحوث الإسلامية كان له رأي في ذلك أيضا صناع ومبدعو الدراما . د. محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية، قال ان الأزهر ممثلا في مجمع البحوث الإسلامية اصدر عدة قرارات في مرات عديدة بمنع تمثيل شخصية الأنبياء وآل البيت والعشرة المبشرين بالجنة علي الشاشة، وأكد هذا القرار في كل مرة يسأل فيها او يعرض فيها تمثيل شخصية من هؤلاء وعلي هذا يمنع تمثيل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وذلك احتراما وتقديرا لهذه الشخصيات وتقديسا للرسل، ولكن للأسف مجمع البحوث ليس جهة تنفيذية وإنما هي جهة علمية تبدي الرأي في المسائل والقضايا والواجب علي الجهات المختصة وهي وزارة الاعلام بصفتها المسئولة عن القنوات الخاصة ان تتخذ الاجراءات اللازمة ضد أي قناة تعرض اعمالا تظهر بها هذه الشخصيات، ويضيف أريد الاشارة إلي ان إيران هي الدولة المتزعمة لهذه الموجة من الأعمال حتي تهدم الرموز السنية ففي المذهب الشيعي لا يمجدون الصحابة، ويضيف ولكن لا يعني قرار المنع الصادر من المجمع حرمانية مشاهدة هذه الأعمال، أو حرمانية تجسيدها علي الشاشة، وإنما كل الأمر انه لا يليق ان تجسد هذه الشخصيات علي الشاشة. المؤلف محمد السيد عيد اطلب من الأزهر ان يعيد النظر في قرار منع ظهور هذه الشخصيات علي الشاشة لان هذا المنع لا يطبق إلا علي الدراما المصرية فقط، فقد رأينا شخصيات انبياء في الدراما الإيرانية من خلال مسلسل »يوسف الصديق« وايضا قدمت السينما العالمية شخصية المسيح، أما آل البيت فقد ظهرت شخصية الحسن والحسين في عمل درامي العام الماضي وأخيرا جاء مسلسل »عمر« ليظهر احد الخلفاء الراشدين وهو عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبذلك فقد تهاوت كل القواعد التي وضعها الأزهر، ولذلك لابد من ان يرفع الأزهر قيوده لكي تدخل الدراما المصرية إلي الساحة وتقدم اعمالا عن هذه الشخصيات من وجهة نظر وسطية بدلا من ان تقدم من وجهات نظر تحتمل كثيرا من المناقشة وأحيانا تقدم بمستوي فني متواضع، فسياسة المنع ليست الحل ولكن لابد ان تدخل مصر الساحة وتقدم أعمالا فنية ناضجة عن هذه الشخصيات تحت رعاية الأزهر وبمراجعة علمية وفنية من مجمع البحوث الاسلامية. ويقول المؤلف محمد صفاء عامر، انه فيما عدا شخصية رسول الله صلي الله عليه وسلم لا توجد مشكلة حتي تجسيد العشرة المبشرين بالجنة فقد سبق ان قدمت شخصيات من الصحابة كشخصية عمار بن ياسر وعبدالله بن مسعود علي الشاشة، واعتقادي انهم لا يقلون قدرا من الصحابة المبشرين بالجنة، فإذا ما منع الأزهر ظهور البعض وقدم البعض فهو بهذا يضع ترتيبا للصحابة وهذا خطأ كبير، ويضيف ان ضد قرار المنع واطلب من الأزهر ان يشجع تقديم الاعمال الدينية لما لها من أثر طيب علي النفوس وتأثير عظيم. المؤلف محمد الغيطي يقول في ظل عصر التكنولوجيا تبقي فكرة المنع جاهلة، فرأيي ان كل الشخصيات يباح تقديمها علي الشاشة عدا شخصية رسول الله صلي الله عليه وسلم وذلك ليس لاسباب عقلية أو منطقية وانما لأسباب نفسية فلا استطيع ان اري شخصية رسول الله علي الشاشة، وإذا ما اردنا فلن يستطيع أي ممثل ان يجسد الابعاد الروحية للرسول الكريم، لذلك أرفض تماما حتي مناقشة هذه الفكرة، أما باقي الشخصيات فواجب علينا تقديمها هنا في مصر بدلا من ان نترك تنفيذها لجهات تزور الحقائق والتاريخ كما حدث في مسلسل »يوسف الصديق« حيث تم تشويه التاريخ الفرعوني، ولذلك يجب ان يتراجع الأزهر عن قرار منع هذه الشخصيات علي الشاشة، مع تشكيل لجنة مستنيرة لمراجعة الأعمال المقدمة للأزهر حتي نضمن وسطيتها. المخرج مجدي أبوعميرة يقول احترم رأي الأزهر في ذلك الأمر، فهو المخول الوحيد والمنارة لنا في الأمور الدينية، فإذا ما رفض ظهور بعض الشخصيات، فأكيد انه يحمل مبررات الرفض وإذا ما وافق علي ظهور أخري فهو أعلم بذلك وصاحب القرار، فقد سبق لي العمل في مسلسل »محمد رسول الله« مساعدا للمخرج، وكنا نقدم هذه الشخصية عن طريق الراوي، ولم يجرؤ احدنا مطالبة الأزهر بأن تظهر هذه الشخصيات علي الشاشة. ويري المخرج أحمد النحاس ان هذه ما هي إلا حرب بين السنة والشيعة حيث يقول ان الشيعة ترغب في هدم مفاهيم ورموز السنة من خلال تقديم هذه الشخصيات علي الشاشة لتفقد قدسيتها عند الجمهور، وهذا من أجل ان يسود المذهب الشيعي القادم بقوة الصاروخ في المناطق العربية، ويضيف انا لا أعرف بالتحديد ما أهمية ان تقدم هذه الشخصيات علي الشاشة أو خطأ ان يمنع ظهورها، ولكن اعتقادي انه لا ضرر من تقديم هذه الشخصيات عدا الأنبياء والرسل.