إذا وجدت صبيًا فى الخامسة عشرة أو حتى السابعة عشرة من عمره ينظر إلى صفحة فى كتاب ويستطيع أن يرى الحروف ويمكن أن يخبرك بأسماء تلك الحروف وكيفية نطق كل منها لكنه لا يستطيع قراءتها معًا بسهولة فاعلم أنك أمام شخص مصاب بالدايسلكسى، وهو خلل فى القراءة يستمر مع الشخص رغم ارتفاع مستوى التعليم والذكاء الطبيعى وربما الفائق أحيانًا. ويعتبر الدايسلكسى إعاقة تصيب مابين10% و20%من الشعب الأمريكى بينما لا يمكن تحديد نسبته فى أوروبا بسبب أن التشخيص مازال غائمًا وغير واضح المعالم هناك، بينما أشار باحثون إلى أن نسبة هذا المرض فى مصر2.5%. وقد تحير العلماء والأطباء والمدرسون وأولياء الأمور فى طبيعة هذه المشكلة فمن الصعب على من يجيد القراءة أن يتصور ماذا يعنى عدم القدرة على استيعاب الكلمات المكتوبة فوريًا ودون جهد لذلك فهم غالبًا ما يشكون فى أن المسألة كسل أو عناد أو عدم اعتراف أب بذكاء ابنه وأخيرًا بدأ اللغز يتكشف والغموض ينقشع مع تزايد ما يعرفه الباحثون عن الدايسلكسى ليكتشفوا أنه ليس عيبًا فى الشخصية وإنما خلل بيولوجى وبالتحديد فى بيولوجيا المخ. ليس أن المصاب بالدايسلكسى مصاب بتلف فى المخ فالأشعة توضح أن مخ المصاب بهذا الخلل طبيعى جدًا بل إن به علامات تفوق وعبقرية، لكن بعيدا عن مجال القراءة. ولكن ظهرت نتائج بعض الأبحاث الجديدة لتشير إلى وجود خلل ما فى التوصيلات العصبية للمصابين بالدايسلكسى تجعل من القراءة عملية شديدة الصعوبة بالنسبة لهم. وأشارت دراسات أمريكية إلى تأثير هذا الخلل فى الحالة النفسية للمصاب به حيث أكدت دراسة تابعت مجموعة من مصابى الدايسلكسى على مدى 17عامًا أنه مع وصولهم لسن الثامنة عشرة كان 25%منهم قد ارتكب أعمالا مخالفة للقانون ومعظمهم يعانى البطالة ويظهر التدهور عادة فى السن بين6-8سنوات التى يفترض أن قدرات الطفل على القراءة تتطور سريعًا خلالها وعندما يتخلف الطفل المتقد الذكاء فى القراءة يبدأ فى التساؤل ما العيب فيه؟ويفقد اهتمامه بالدراسة ويحاول التهرب منها ويكرهها ويعرف طريقة للاكتئاب.