الديسكلسيا أو عسر القراءة.. إعاقة ذهنية تتعلق بالقدرة على تعلم مبادئ وأساسيات اللغة. لا ترتبط بأى مظاهر التخلف العقلى أو غياب الذكاء، إنما تقف عند حدود عدم القدرة على تلقى مبادئ القراءة والكتابة وفقاً للقواعد التى يتقبلها الطفل العادى للتعلم. يبدأ رصد عسر القراءة غالباً فى الفصل الدراسى حينما يلاحظ المعلم أن أحد تلاميذه والذى يتمتع بنشاط وذكاء اجتماعى ربما فاق زملاءه يتعثر فى نطق الكلمات ولا يجيد حفظها أو قد يخلطها ببعضها ويستخدمها فى غير مواضعها، كما أنه لا يجيد الكتابة فالحروف تأتى مقلوبة لا تعرف الاستواء على السطر.
دراسة علمية حديثة نشرت هذا الأسبوع «الثالث من يناير 2012» عن مستشفى الأطفال بوسطن تفيد أن تشخيص عسر القراءة وارد فى سن الطفولة المبكرة وربما قبل أن تكتمل مظاهره باستخدام تقنين الرنين المغناطيسى.
نتائج الدراسة قد تتيح تدخلاً مبكراً فيما يسمى ببرنامج العلاج «رد الفعل للتدخل المبكر»، الأمر الذى معه يتحسن الطفل، ويبدو اندماجه فى المجتمع حوله سلساً بدلاً من تلك الانفعالات النفسية المتباينة التى تنتابه ومن حوله حتى التحقق من طبيعة ما يعانى منه.
قادت الدراسة نورا راشل ونفذتها بإجراء «nora raschle,ph.D» صور متتالية باستخدام الرنين المغناطيسى على المخ لستة وثلاثين طفلاًَ فى سن قبل سن المدرسة «متوسط أعمارهم خمس سنوات ونصف السنة» ولهم جميعاً نفس معامل الذكاء تقريباً «IQ» وذات المستوى الاجتماعى.
كان المطلوب من الأطفال أداء نشاطات ذهنية بسيطة ونطق بعض الحروف أثناء إجراء الاختبار الذى سجل نشاطات مختلفة لمناطق بعينها فى المخ عند الأطفال الذين يحملون تاريخاً مرضياً عائلياً لعسر القراءة.
الدافع لإجراء الدراسة كما عبرت الباحثة «اكتشاف الأطفال المصابين بعسر القراءة مبكراً قد يدفع المسئولين عن التعليم لاختصار مدة معاناة هؤلاء الأطفال وعائلاتهم ومعلميهم. إذ إن اكتشاف الدسكليسا فى سنوات الدراسة يعرقل الأمل فى تحسن سريع واضح وممكن فى سن أصغر».
عسر القراءة بالفعل إعاقة قابلة للشفاء ولنا أن نتخيل أن من المصابين بها المخرج الأشهر ستيفن سبيلبرج وصاحب إمبراطورية ميكروسوفت بل جيتس والمدهش داستن هوفمان».