شهدت الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية أحداثا مؤسفة تتحمل الحكومة وأجهزتها المسؤولية الأساسية عنها بعد أن أتاحت لمجموعات من البلطجية يلعبون بالسيوف والخناجر أمام صفوف الشرطة المتفرجة على المشهد " الجميل " أتاحت لهم التدخل بشكل سافر للسيطرة على اللجان الانتخابية من خلال ترويع الناخبين باستخدام الأسلحة البيضاء والسيوف والكلاب وزجاجات المياه النارية وحشد العديد من المسجلين خطر الذين سيطروا على العديد من اللجان تحملهم سيارات بدون لوحات معدنية ، كما أكد شهود عيان والعديد من لجان منظمات المجتمع المدني .. وعلى الرغم من كل ما حدث إلا أن وقائع مثيرة في إعلان النتائج وصلت إلى حد اللامنطق واللا معقول ، مثلما حدث في دائرة بندر دمنهور حيث امتنع رئيس اللجنة عن إعلان النتيجة بالرغم من انتهاء الفرز قبيل منتصف الليل ، وانتظر حتى صباح اليوم التالي ليتم تسريب أخبار عن إعلان فوز الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب ومرشح الحزب الوطني بدائرة بندر دمنهور ، رغم تفوق الدكتور جمال حشمت مرشح التيار الإسلامي عليه بأكثر من 27 ألف صوت ، وذكرت مصادر المصريون في مجلس الشعب أن الدكتور مصطفى الفقي اتصل قبل ظهر اليوم بمكتبه ولجنة الشؤون الخارجية بالمجلس ليعلنهم بأنه قد فاز !! ، وكانت تقارير ذكرت أن قرارا سياديا رفيع المستوى وجه بإعلان نجاح الفقي ، إلا أن مراجع أمنية عليا حذرت من خطورة اتخاذ هذه الخطوة ، ورأت إعلان إعادة مع الدكتور جمال حشمت ، لأن فارق الأصوات يصعب القفز فوقه أو تجاهله بدون وقوع كارثة ، وحتى هذه اللحظة لم يعن رسميا أي موقف تجاه دائرة بندر دمنهور ، وهو أمر بالغ الغرابة . على جانب آخر كشفت النتائج المعلنة حتى الآن عن تفوق مرشحي التيار الإسلامي رغم اعتقال العديد من مؤيدهم وطعن العديد من وكلائهم داخل اللجان بالأسلحة البيضاء ونقلهم إلى المستشفيات وذلك بعد أن نجح 13 مرشحا من التيار الإسلامي من الجولة الأولى ودخول 35 منهم جولة الإعادة السبت القادم ، ويأتي من بين الفائزين من الجولة الأولى أمس من مرشحي التيار الإسلام الدكتور حمدي حسن وحسين إبراهيم بدائرة منيا البصل بالإسكندرية وسعد خليفة وعباس عبد العزيز عباس بالسويس وعبد الحليم هلال وسعد عصمت الحسيني ويحيى المسيري . يأتي ذلك في الوقت الذي خرج فيه من حلبة المنافسة العديد من نواب مجلس الشعب الحاليين ومنهم الدكتور حسين الصرفي وكيل لجنة الصحة بمجلس الشعب ود. طلعت عبد القوي وكيل لجنة الصحة ومحمود عثمان وحمدي الكنيسي وكيل لجنة الثقافة بمجلس الشعب ومحمود معروف وكيل لجنة الثقافة والإعلام وهشام كامل وعبد الوهاب قوطة ومحمد عودة وصلاح عبد الغني وكيل اللجنة الاقتصادية بمجلس الشعب وإيهاب ضاحي وعبد السميع الشامي مرشح الحزب الوطني بالإضافة إلى عدد آخر من النواب المستقلين ومنهم محمد البدرشيني ورفعت بشير وفاروق متولي ومحمود الشاذلي . وكانت أقوى ملامح السقوط للحزب الوطني هما خالد أبو إسماعيل الذي حاربت القيادات الحزبية من أجل خوضه الانتخابات والدفاع عنه أمام المحاكم حول جنسيته الفلسطينية . وأيضا صلاح عبد الغني الذي أعلن اعتزاله الحياة السياسية ورفضه تقديم أوراقه للمجمع الانتخابي بالإسماعيلية إلا أن الحزب أبلغه بأن دخوله الانتخابات تكليفا . في حين نجحت بعض الوجوه في الاحتفاظ بمقاعدها البرلمانية وهم عماد الجلدة وكمال أحمد وطارق مصطفى . يأتي ذلك في الوقت الذي سوف يخوض فيه البدري الإعادة يوم السبت رغم تفوقه على منافسيه على مقعد العمال بالدائرة والبالغين 25 مرشحا في حين يدخل معركة الإعادة من حزب الوفد أربع مرشحين منهم محمد مصطفى شردي أمام السيد متولي المرشح المستقل بدائرة المناخ ببور سعيد . وكانت من أبرز أحداث المرحلة الثانية سقوط أبطال أزمة كنيسة ماري جرجس الشهيرة في محرم بك بالإسكندرية محمد البدرشيني الناصري المستقل وماهر خلة مرشح الحزب الوطني ، وكان من أبرز ملامح الانتخابات النيابية هذه المرة سقوط عدد كبير من نواب المجلس الماضي ، وقد وصل عدد من فقدوا مقاعدهم من الحزب الوطني وحده 144 عضوا. وكانت المعركة الانتخابية قد شهدت أمس القبض على اثنين من المرشحين بعد حدوث مشادات كلامية مع رئيس اللجنة حيث تم القبض على المرشح فكري الجزار الملقب بشيخ المستقلين في البرلمان وأيضا القبض على إبراهيم عبد القوي بكفر الزيات . ويدخل معركة الإعادة خالد محي الدين زعيم حزب التجمع وعادل عيد وأحمد أبو زيد رئيس لجنة الشئون العربية وفاروق القوصي ومحمد عبد اللاه من الوطني ، وأكرم الشاعر ومحمد العزباوي ومصطفى عوض الله وحسنين الشورة من التيار الإسلامي ، كما يخوض مرحلة الإعادة أحمد شوبير نائب رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم . من ناحية أخرى يفتح مجلس الوزراء في أول اجتماع له الثلاثاء القادم ملف أحداث العنف والشغب التي خيمت على أجواء المعركة الانتخابية في مرحلها الثانية أمس وصلت إلى حد سقوط ضحايا ومصابين وحملة من الاعتقالات . يقدم حبيب العادلي وزير الداخلية أول تقرير أمني يكشف فيه النقاب عن تفاصيل أحداث المحافظات التي شهدت موجات العنف في ضوء التقارير التي تلقاها العادلي من مديرية أمن الإسكندرية والبحيرة والغربية .. ويقدم وزير العدل بصفته الوزارية فقط التقرير الأولي عن سير المعركة الانتخابية والإشراف القضائي وكذلك الأحداث التي سجلتها تقارير مبدئية للجنة العليا للانتخابات البرلمانية في مرحلتيها الأولى والثانية . ومن جانب أخر تعلن النيابة العامة في بور سعيد خلال ساعات نتائج التحقيقات التي تم تجريمها في حادث حريق صندوقين انتخابيين 14 ، 15 في الدائرة الثانية في بور سعيد في اللجان 12 ، 13 ، 14 ، 15 الخاصة بالسيدات . وأكد حافظ أبو سعدة أمين عام المنظمة المصرية لحقوق الإنسان أن انتخابات المرحلة الثانية جاءت على العكس تماما من المرحلة الأولى التي توفرت فيها عوال النزاهة والشفافية وأكد محمد زارع رئيس جمعية مساعدة السجناء أن أحداث العنف في هذه المرحلة مرجعها إلى المفاجأة التي فجرتها المرحلة الأولى بفوز غير متوقع لمرشحي الإخوان المسلمين ، مما أحدث الكثير من التوتر .