أكدت صحيفتا " واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" الأمريكيتان أن المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية في مصر شهدت سلسلة من التجاوزات والانتهاكات ، مشيرة إلى أن أنصار الحزب الوطني مارسوا البلطجية والعنف لمنع الناخبين من أنصار مرشحي المعارضة من الوصول إلى لجان الاقتراع . وقالت " واشنطن بوست" إن هناك ضغوطا وممارسات غير مشروعة لمنع الناخبين من التصويت لغير مرشحي الحزب الوطني، حيث تم استخدام وسائل الترهيب لإجبار الناخبين علي التصويت لصالح مرشحي الحزب الحاكم. وكشفت نيويورك تايمز النقاب عن حدوث حالات قيد جماعي في جداول الناخبين للتصويت لصالح مرشحي الحزب الوطني ، ونقلت الصحيفة عن مراقبي الانتخابات وجمعيات حقوق الإنسان أن الحزب الحاكم حشد مئات البلطجية للسماح لأنصار مرشحي الحزب الوطني فقط بالتصويت. وأشارت الصحيفة إلي شن حملة اعتقالات في صفوف أنصار مرشحي الأحزاب الأخرى والمستقلين . وكانت تقارير منظمات المجتمع المدني قد كشفت عن تزايد عمليات العنف والبلطجة والتصويت الجماعي ، معتبرة أن الانتخابات تسير من سيئ إلي أسوأ . وحذر تقرير مؤسسة أولاد الأرض من تصاعد أعمال العنف واستغلال مرشحي الحزب الحاكم لجميع امكانات الدولة ، فيما أكد تقرير لمركز سواسية أن المرحلة الثانية بدأت باعتقالات لمندوبين ومنع وكلاء المرشحين المنافسين من الحضور إلي اللجان. وأكد تقرير آخر للجمعية المصرية لدعم التطور الديمقراطي إصرار المشرفين علي اللجان علي طرد المراقبين للانتخابات ، كما تم رصد اعتداءات من أنصار مرشحي الحزب الوطني ضد أنصار منافسيهم. ومن جانبه أكد ضياء رشوان المحلل في الشئون السياسية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية في تعليقه لصحيفة نيويورك تايمز على أحداث العنف التي شهدتها الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية في مصر أن الانتخابات بالنسبة للنظام تعد مسألة حياة أو موت. وأضاف ضياء رشوان في تصريحات نقلتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: لا يمكن للنظام التسامح مع المعارضة.. سيفعلون أي شيء لمنع الإخوان من الفوز بمزيد من المقاعد بالتلاعب أو بالقتل.. إنها مسألة كرامة بالنسبة لهم. من جانبها أكدت الصحيفة أن الهجمات التي تعرض لها أنصار الإخوان حتى الآن قد زادت من التعاطف مع الجماعة ونقلت عن ناخبة تدعى فايقة عزيز قولها: لقد صوت للإخوان لأنهم يستمعون لنا. واصلت الصحيفة الأمريكية رصد أحدث العنف التي شهدتها دوائر المرحلة الثانية من الانتخابات فنقلت عن أسامة مصطفى مدير مكتب جماعة الإخوان في الإسكندرية قوله: لقد حولوا مراكز الانتخابات إلى ساحات حرب.. بحلول الساعة 10 والنصف كان الأمر أشبه بالحرب.. لقد حطموا السيارات وهاجموا الناس دون رحمة بالسيوف والخناجر دون اعتبار كونهم رجالا أو نساء. كما ذكرت نقلا عن محمد سامي وهو أحد مراقبي المنظمة المصرية لحقوق الإنسان في دائرة الرمل بالإسكندرية أنه عندما وصلت مجموعة من المراسلين الأجانب إلى مركز الانتخاب طلب رئيس الأمن في الدائرة من المهاجمين من خلال الهاتف الخلوي التوقف عن هجماتهم حتى رحيل المراسلين. وقال بلال محمد أحد الناخبين للصحيفة وذلك خلال تلقيه العلاج في عيادة من جرح في ذراعه اليمنى إن مجموعة من البلطجية أجهزت عليه بالسيوف والخناجر والشفرات الحادة عندما اقترب من مركز الانتخاب. وأضاف: مجموعة البلطجية أمام مركز الانتخاب قفزوا فوقي وضربوني في رأسي ثم ضربوني بالعصي أمام أعين الشرطة.. وعندما فررت نحو سيارة للشرطة وقرعت الباب نظر ضابط الشرطة إلي ثم تحول بنظره عني حيث أجهز عليه أحد المهاجمين بخنجر وأصابه بقطع في ذراعه. قال بلال محمد أيضا إن البلطجية كانوا يهاجمون كل من يمر في الشارع حتى الأمهات العائدات بأبنائهن من المدارس. ورأت الصحيفة الأمريكية أن الانتخابات البرلمانية تتمتع بخصوصية كبيرة لأنه من المتوقع أن يعلب البرلمان القادم دورا كبيرا في إعادة صياغة الدستور لوضع قواعد جديدة لاختيار خلف للرئيس حسني مبارك البالغ من العمر 77 عاما.. مؤكدة في الوقت نفسه أن الإخوان حتى إذا حققوا الفوز بمائة مقعد أو يزيد في مجلس الشعب فلن يكون لهم تأثير في صياغة قرارات المجلس. كما توقعت الصحيفة أن تحقق جماعة الإخوان الفوز بحوالي 25 بالمائة من مقاعد البرلمان إذا تواصل أداء أنصارها كما بدأ في المرحلة الأولى من الانتخابات والتي بدأت يوم الأحد قبل الماضي.