اعتبرت صحيفتا " نيويورك تايمز " و " نيوز دي " الأمريكيتان أن الانتخابات التشريعية في مصر كانت اختبارا حقيقياً لبرنامج الرئيس مبارك للإصلاح السياسي الذي تعهد به أثناء حملته للانتخابات الرئاسية الأخيرة ، لافتة إلى أن برنامج الرئيس الخاص بالإصلاح السياسي سقط في هذا الاختبار . وقالت الصحيفتان إن الحكومة حولت الانتخابات إلي معركة حقيقية بينها وبين أنصار جماعة الإخوان والمعارضة بمجرد فوز الإخوان والمعارضة بعدد كبير من مقاعد مجلس الشعب . وأوضحت الصحيفتان أن عدم فوز الإخوان والمعارضة بأي مقاعد في الجولة الأولى للمرحلة الثالثة من الانتخابات ، باستثناء مقعد واحد للوفد ، يرجع لأعمال العنف ومنع قوات الأمن للناخبين من الوصول لصناديق الاقتراع ، الأمر الذي دفع الناخبين في المنصورة لاستخدام السلالم للدخول للمقار الانتخابية من الجهة الخلفية للمقار. وأشارتا إلي تعمد قوات الأمن لإطلاق النار وقنابل الغاز علي الناخبين مما أدي لمقتل شخصين في كفر الشيخ وإصابة أكثر من 170 شخص ، وكذلك الحال في المنصورة حيث قيام البلطجية بالاعتداء علي الناخبين سواء أمام المقار الانتخابية أو داخل النوادي بالسيوف. ورأت الصحيفتان أن جولة الإعادة ستكون حاسمة جداً بالنسبة للحزب الوطني للحفاظ علي ثلثي مقاعد المجلس ليؤمن الأغلبية التي تمكنه مستقبلاً من التحكم في أي تعديلات دستورية. يذكر أن عدد المقاعد المتبقية لجولة الإعادة الأخيرة 127 مقعداً في حين تخوض جماعة الإخوان الإعادة ب 35 مرشحاً. في السياق ذاته ، نقلت الصحف الأمريكية تصريحات خيرت الشاطر النائب الثاني للمرشد العام لجماعة الإخوان ، التي أكد فيها أن الحكومة لا تريد للإخوان الحصول علي نسبة 20 % من مقاعد البرلمان ، مشيراً إلي أعمال العنف والبلطجة وتجاوزات قوات الأمن . من جانبها ، اعتبرت صحيفة " لوس أنجلوس تايمز " الأمريكية أن القبض علي المئات من ناشطى جماعة الإخوان المسلمين قبل الجولة الأخيرة من الانتخابات كان له آثر كبير علي عدم فوز الجماعة بأي مقعد في الجولة الأولي من المرحلة الثالثة للانتخابات.