ترى صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن القبض على 7 من مشجعي فرقة "مشروع ليلي"، بتهمة التشجيع على ممارسة المثلية الجنسية في البلاد، هو الاعتداء الأخير على الحريات الاجتماعية في مصر . وتابعت الصحيفة، في تقريرها، أن هذه الاعتقالات هي الاعتداء الأخير على الحريات الاجتماعية في مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي فرضت حكومته قيودًا صارمة على حرية التعبير وقادت حملة عدوانية ضد المثليين. وأشار التقرير، إلى أن صور أعلام قوس قزح، التي رفعت أثناء الحفل في منطقة التجمع الخامس بالقاهرة، أثارت رد فعل عنيف من السياسيين المصريين المحافظين ومقدمي البرامج ، فضلا عن نقاش ساخن على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أدانت الكثير من التعليقات "مثلي الجنس" بشكل حاد. ونوه التقرير، أنه في ظل موجة الغضب والانتقادات الواسعة من وسائل الإعلام المصرية على فرقة "مشروع ليلي" ومن دعموا المثلية الجنسية في البلاد، برفعهم أعلام قوس قزح، أدانت المحكمة، الاثنين الماضي، المحامي المعارض خالد علي، بتهمة فعله علامة بذيئة أمام محكمة العدل، العام الماضي، بعد أن فاز هو ومحامون آخرون في قضية ضد الحكومة (قضية تيران وصنافير) . وذكر التقرير، أن النائب العام المصري، نبيل صادق، أمر يوم الاثنين الماضي، بإجراء تحقيق مع مشجعي "مشروع ليلي" إلا أن في المساء كانت الشرطة قد اعتقلت سبعة أشخاص، معظمهم يقال أنه لوح ب أعلام قوس قزح . وقال مسئول في مكتب السيد "صادق"، "إن السبعة اتهموا "بتعزيز الانحراف الجنسي" ويمكن احتجازهم لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيق، في حين صرحت صحيفة "الأهرام" أن احد الرجال اعتقل لنشره صورة له بعلم "قوس قزح" على " الفيس بوك" في الحفل"، مضيفة أن " "الإجراءات القانونية ضده جارية" . في حين، صرح مسئول آخر في النيابة العامة، بأن الرجال السبعة المعتقلين سيخضعون لفحص طبي شرعي لتحديد ما إذا كانوا قد مارسوا الجنس، وهذه التجارب هي ممارسة معيارية في مصر، إلا أن منظمات حقوق الإنسان أدانتها كشكل من أشكال التعذيب. في حالة منفصلة على ما يبدو، اعتقل طالب حضر الحفلة الغنائية لفرقة الروك اللبنانية، "مشروع ليلي"، حسبما ذكرت الشرطة، حيث وجه إليه تهمة "الفجور" وحكم عليه بالسجن ست سنوات، يوم الثلاثاء الماضي، موضحة أن الشرطة استدرجت الرجل إلى موقع بالقرب من أهرامات الجيزة باستخدام ملف تعريف وهمي وألقت القبض عليه. وذكرت الصحيفة، أن المثلية الجنسية غير قانونية في مصر، لكن السلطات كثيرًا ما تلاحق المثليين من أجل المعايير الأخلاقية للمجتمع المصري، التي ترفض أشياء كالمثلية والدعارة بموجب قوانين فضفاضة الصياغة تحظر الفجور و "الفجور المعتاد". وأضافت الصحيفة، أن الحفلات الموسيقية هي واحدة من التجمعات العامة القليلة التي لا تزال تسمح للشباب المصريين، الذين خلاف ذلك يخضعون لقيود صارمة التي فرضها النظام . ولفتت الصحيفة، أن فرقة "مشروع ليلي" اللبنانية، نمت بعد ثورات الربيع العربي، حيث اجتاحت البلاد موجة من الانفتاح الشبابي، لكنها سقطت منذ ذلك الحين في شرك المحافظين في مختلف البلدان، وقد تم حظر الفرقة مرتين في الأردن بعد اتهامها بالتجديف وعدم احترام تقاليد البلاد. وقالت الصحيفة، "إن حملة قمع المثليين في مصر اكتسبت شهرة عالمية في عام 2001 مع غارة رفيعة المستوى على الملهى الليلي في كوين بوت القاهرة، مما أدى إلى عشرات الاعتقالات، لقد اعتبر الربيع العربي فترة قصيرة من الراحة للمثليين العرب، لكن هذا الباب توقف مرة أخرى في عام 2013 بعد وصول الرئيس "السيسي" إلى حكم مصر.