أصبح التعليم الفنى اليوم، أحد الركائز الأساسية لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة فى أى دولة تطمح إلى مستقبل أفضل. هذا ما أدركته الدولة المصرية فى السنوات الأخيرة، فحرصت على تطويره والارتقاء به، باعتباره الجسر الحقيقى بين التعليم وسوق العمل، وبين المعرفة والإنتاج، وبين طموحات الشباب واحتياجات الوطن. فى إطار هذا الاهتمام المتزايد، شهدت السيدة انتصار السيسي، قرينة رئيس الجمهورية، احتفالية «فنى وافتخر» لتكريم أوائل طلاب التعليم الفنى المتفوقين للعام الدراسى 2024 / 2025، حيث عبّرت فى كلمتها عن فخرها واعتزازها بهؤلاء الطلاب، مؤكدة أن التعليم الفنى هو ركيزة أساسية فى بناء نهضة مصر الحديثة. ركيزة أساسية قالت السيدة انتصار السيسى فى كلمتها: نحتفل معًا بثمرة التفوق ونكرم عقولًا مبدعة وسواعد ماهرة حملت على عاتقها مسئولية التعلم والإتقان، فكانت نموذجًا مشرفًا مضيفة «إن تفوقكم اليوم ليس نجاحًا شخصيًا فحسب، بل هو إنجاز لوطن يضع على عاتقكم آمالًا كبيرة فى بناء مستقبل أكثر إشراقًا». وتابعت: «إن تفوقكم اليوم ليس نجاحا شخصيا فحسب بل هو إنجاز لوطن يضع على عاتقكم آمالًا كبيرة فى بناء مستقبل أكثر إشراقا.. وهذا التفوق هو ثمرة جدكم واجتهادكم، ودليل حى على أن التعليم الفنى ركيزة أساسية فى بناء نهضة مصر الحديثة». وقالت إن التعليم الفنى هو الجسر الذى يربط ما بين المعرفة وسوق العمل وبين الطموح والواقع وبين أحلام الشباب واحتياجات الوطن، وهو أيضا ركيزة أساسية فى مسيرة التنمية التى تنهض بالصناعة والإنتاج وتدفع عجلة التقدم إلى الأمام. طفرة كبيرة شهد قطاع التعليم الفنى فى مصر خلال السنوات الأخيرة طفرة كبيرة، سواء فى عدد المدارس، أو البرامج والتخصصات المطروحة، أو حتى فى الشراكات مع القطاع الخاص. أكد الدكتورعمرو بصيلة، رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفنى بوزارة التربية والتعليم، أن مصر شهدت نقلة نوعية حقيقية فى مجال التعليم التكنولوجي، فالتعليم الفنى لم يعد يُنظر إليه على أنه بديل محدود للثانوية العامة، بل أصبح مسارًا تعليميًا وتدريبيًا متطورًا يمتلك مقومات قوية تواكب تطورات العصر. مدارس التكتولوجيا وأشار إلى أن خطة تطوير التعليم الفنى انطلقت فى عام 2019، وتضمنت خطوات محورية شملت تأسيس مدارس التكنولوجيا التطبيقية ومراكز التميز، حيث أصبح لدينا 33 مدرسة تكنولوجيا تطبيقية بالشراكة مع كبرى الكيانات الصناعية ورجال الصناعة خلال عام 2025/ 2026، ليصل إجمالى عدد هذه المدارس إلى (115) مدرسة. فضلا عن إبرام بروتوكول تعاون مشترك مع وزارة العمل؛ لإنشاء مدارس للتعليم الفنى داخل (37) مركزًا للتدريب المهني، وذلك من خلال شراكات استراتيجية مع مؤسسات القطاع الخاص وشركاء التنمية، مما ساهم فى تعزيز جودة التعليم الفنى ورفع كفاءته. وأضاف أن هذه الجهود أثمرت عن تقدم ملحوظ فى تصنيف مصر العالمى بمجال التعليم التكنولوجي، حيث ارتفع ترتيبها من المركز 113 فى عام 2018 إلى المركز 43 فى ديسمبر 2024 من بين 145 دولة. منهجية الجدارات وأشار إلى أن المناهج التعليمية الجديدة فى المدارس الفنية تعتمد على «منهجية الجدارات»، وهى منهجية مطبّقة عالميًا فى الدول المتقدمة، وتهدف إلى تمكين الطلاب من اكتساب المهارات العملية والمعرفية التى يحتاجها سوق العمل، ولقد نجحنا فى استحداث حوالى (37) برنامجًا لتطبيقها بالمدارس الفنية المتقدمة طبقًا «منهجية الجدارات». وأوضح أن مثل هذه المناهج ساهمت فى زيادة الإقبال على التعليم التكنولوجى الذى شهد تطورًا كبيرًا، حتى أنه أصبح يجذب طلابًا حصلوا على درجات مرتفعة فى الشهادة الإعدادية، تتراوح بين 85% و95%، ما يعكس التغير الإيجابى فى الصورة الذهنية لدى المجتمع تجاه التعليم الفني. وقال: « إننا اعتمادنا مناهج مطورة فى (581) مدرسة استطاعت تطبيق منهجية الجدارات المهنية فى (30) مدرسة صناعية و(18) مدرسة زراعية، وهذه المناهج جاءت ملبية لاحتياجات سوق العمل . مع اعتماد (100) إطار برنامج لتخصصات مختلفة فى مدارس التكنولوجيا التطبيقية. واستطرد بالقول إن الدولة قامت بإنشاء عدد من الجامعات التكنولوجية، وفتحت المجال أمام خريجى مدارس التكنولوجيا التطبيقية للالتحاق بهذه الجامعات، بالإضافة إلى كليات الحاسبات والمعلومات، وذلك فى إطار تنسيق متكامل بين وزارتى التربية والتعليم والتعليم العالي، لتوفير مسارات تعليمية ومهنية متعددة لخريجى التعليم الفني، تتماشى مع قدراتهم وطموحاتهم. واختتم حديثه بالتأكيد على أن عملية التطوير لم تقتصر على تحديث المناهج فحسب، بل شملت أيضًا تطوير بيئة التعلم بشكل عام، من خلال إشراك القطاع الخاص فى عملية تأهيل الطلاب لسوق العمل، وتوفير فرص حقيقية لهم لاستكمال دراستهم الجامعية سواء فى المسار التكنولوجى أو النظرى، بما يتماشى مع مهاراتهم واحتياجات سوق العمل المحلى والدولى. هى تقود ومن جهتها أكدت د.صفاء حسنى مديرة البرامج بمؤسسة شباب القادة، مسئولة مبادرة «هى تقود» لدعم وتأهيل فتيات التعليم الفني،أن برنامج «هى تقود» يأتى فى إطار استراتيجية مؤسسة «شباب القادة» لدعم وتمكين طالبات التعليم ما قبل الجامعي. وأضافت أن البرنامج هو أول برنامج لدعم وتأهيل طالبات التعليم الفنى فى مصر، ويهدف إلى خلق جيل من رائدات الأعمال من مدارس التعليم الفنى يتمتعن بالتمكين الاقتصادي، يدرسن فى أقسام مختلفة كالكهرباء والأجهزة الدقيقة ولديهن القدرة على تحويل أفكارهن إلى مشروعات ناشئة. وأوضحت أنه على مدار أكثر من عام قامت المؤسسة بتقديم كل الدعم والتدريب والإرشادات والتوجيه للطالبات داخل المدارس الفنية فى 6 محافظات لخروج مشروعاتهم إلى النور. وأشارت حسني، إلى أن مشاريع الطالبات تكون فى البرمجة والتصنيع والحرف اليدوية والفنون والموضة، لافتة إلى أنهم يقدمون كل أوليات الدعم للطلاب لتحويل الفكرة إلى مشروع ومعرض. وأكدت أن البرنامج لم يكتفِ بمساعدتهن فى المشاريع الخاصة بهن فقط، بل يتم تقديم التوعية الشاملة لهن فى القضايا المختلفة، حيث إن الهدف من البرنامج هو تغيير نظرة المجتمع السلبية والخاطئة عن التعليم الفني، وأن فريق العمل على البرنامج تفاجأ بقدرات الفتيات فى المدارس الفنية على ابتكار حلول لمشكلات المجتمع. وألمحت إلى أن النسخة الرابعة من برنامج «هى تقود»، قدمت الاستفادة ل250 طالبة فى 7 مدارس للتعليم الفني، واستطاعت الطالبات تقديم 80 مشروعًا فى 4 مجالات مختلفة، وهى: الأشغال اليدوية، الموضة والفنون، البرمجة والتصنيع. ولفتت إلى أن الطالبات يحصلن على ربح مشروعاتهن بالكامل، وأن أى طالب لديه فكرة لمشروع يقترحها للبرنامج ويتم العمل عليها وتقديم كل الدعم للفكرة لتطوير المشروع، ومن ثم تحويل المشاريع لمعارض. 2