لايرى، يزين القبيح حسن ، ويطمس بصيرة القلب انها ظلمة الهوى 00 صاحبها غالبا لايشعر انه فى غفلة ومعصية باعتبار هذا يعرف ب [ التزيين] ومن عجب ان البعض احيانا يعتقد ان فى ذاك الحرام هو عين الحلال، بل الشفاء فيما يقترف من حرام ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول : (( ان الله لم يجعل شفاء أمتى فيما حرّم الله عليها )) اى شفاء ينشده العبد لايكون إلا فى طاعة الله ، والتزام الاستقامة بمرآة الكتاب والسنة ويشير سيدى بن عجيبة – رضى الله عنه – فى هذا المقام إلى ارشاد دقيق كاشف اذ يقول: [ إذا أراد الله ابعاد قوم غطى نور بصيرتهم بظلمة الهوى فيزين فى عينهم القبيح ويستقبح المليح، فيرون القبيح حسنا، والحسن قبيحا 0 قال القشيرى – رضى الله عنه – : ومعنى التزيين ؛ ()كالكافر يتوهم ان فعله حسن، وهو عند الله من اقبح القبيح، ()ثم الراغب فى الدنيا يجمع حلالها وحرامها ويحوش حطامها، لايتفكر فى زوالها، ولا فى ارتحاله عنها من قبل كمالها، ولقد زين له سوء عمله، ()والذى يتبع الشهوات يبيع مؤبد راحته فى الجنة بمتابعة شهوة ساعة، فلقد زين له سوء عمله ()والذى يؤثر على ربه شيئا من المخلوقات ، فهو من جملتهم ()والذين يتوهم أنه إذا وجد النجاة والدرجات فى الجنة فقد اكتفى ، فقد زيّن له سوء عمله، حيث غفل عن حلاوة مناجاته () والذى هو فى صحبة حظوظه ، دون إيثار حقوق الله ، فقد زيّن له سوء عمله فرآه حسنا 0 قلت : ()وكذلك من وقف مع الكرامات والمقامات،وحلاوة الطاعات دون درجة المشاهدة، فقد زيّن له سوء عمله ؛ والحاصل : () () () كل من وقف مع شيئ دون تحقيق الفناء فى الذات، فهو مزين له سوء عمله ؛ () () ()وكل من لم يصحب الرجال فهو غالط ؛ يظن انه واصل ، وهو منقطع فى أول البدايات 0] فالحمد لله على صحبة الرجال فالأمر بالفعل خفى ودقيق ؛ لايجليه ياصاح إلا خبير بدرجة ( عارف ) نعم الشيخ القدوة المربى ؛ # يعمى على المرء فى أيام محنته حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن فالموقف يستلزم انتباه واجتهاد من نوع خاص؛ حتى لايقع الإنسان فى وحل التزيين ومن ثم يضل الطريق ؛ وأول الحذر ظلمة الهوى !?