يأتي فصل الخريف كل عام كفترة انتقالية بين حرارة الصيف وبرودة الشتاء يحمل في طياته نسمات لطيفة وأجواء شاعرية تبهج النفس، لكنه في الوقت نفسه يشهد ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الإصابة بالأمراض الفيروسية، وعلى رأسها الإنفلونزا ونزلات البرد. هذه الأمراض التي تعتبر "رفيقة الخريف" تتكرر سنويًا بسبب تقلبات الجو المفاجئة، وضعف مقاومة الجسم خلال هذا الفصل المتقلب. الإنفلونزا تعود مع نسمات الخريف.. كيف نحمي أنفسنا من موجة العدوى الموسمية؟ التقلبات الجوية السبب الأول وراء تفشي العدوى تُعدّ التغيرات السريعة في درجات الحرارة، خاصة بين النهار والليل، من أبرز العوامل التي تؤدي إلى إصابة كثير من الأشخاص بأمراض الجهاز التنفسي. فالجسم يجد صعوبة في التكيف مع تلك التغيرات، مما يضعف جهاز المناعة ويزيد من فرص الإصابة بالفيروسات المنتشرة في الهواء. كما أن الرياح المحملة بالأتربة والغبار تُهيّج حساسية الصدر والجيوب الأنفية، لتبدأ معها رحلة معاناة فئة كبيرة من المواطنين مع السعال والعطس وضيق التنفس. الخريف موسم الانتقال... وصراع المناعة مع الفيروسات الموسمية أكثر الفئات عرضة للإصابة بأمراض الخريفية يؤكد الأطباء أن الأطفال وكبار السن والحوامل هم الأكثر تأثرًا بتقلبات الخريف إلى جانب مرضى الربو وأصحاب المناعة الضعيفة. فالأطفال في المدارس عرضة للاختلاط اليومي في أماكن مغلقة بينما يعاني كبار السن من ضعف عام في جهاز المناعة يجعلهم أكثر عرضة للمضاعفات. الإنفلونزا تعود مع نسمات الخريف.. كيف نحمي أنفسنا من موجة العدوى الموسمية؟ الإنفلونزا ليست مجرد "نزلة برد" كثيرون يخلطون بين الإنفلونزا ونزلات البرد العادية، لكن الفرق كبير. فالإنفلونزا تتسبب في ارتفاع شديد في درجة الحرارة، وآلام عامة في الجسم، وإجهاد يمنع المريض من ممارسة نشاطه اليومي، وقد تتطور إلى التهاب رئوي إذا لم يتم التعامل معها بشكل طبي سليم. إجاءات بسيطة لحماية فعّالة يرى الخبراء أن الوقاية تبدأ بخطوات صغيرة، لكنها تحدث فارقًا كبيرًا في تقليل فرص الإصابة، ومنها: * تناول السوائل الدافئة بانتظام للحفاظ على ترطيب الحلق والجهاز التنفسي. * تجنب الانتقال المفاجئ من الأماكن الحارة إلى الباردة والعكس. * الابتعاد عن المصافحة أو التقبيل عند وجود أعراض مرضية. * الحرص على التغذية السليمة الغنية بالفيتامينات والمعادن. * النوم الجيد وممارسة الرياضة الخفيفة لتعزيز المناعة الطبيعية. الإنفلونزا تعود مع نسمات الخريف.. كيف نحمي أنفسنا من موجة العدوى الموسمية؟ اللقاح السنوي.. درع وقاية ضروري توصي وزارة الصحة المصرية وجميع المؤسسات الطبية العالمية بضرورة الحصول على لقاح الإنفلونزا الموسمية قبل بدء فصل الخريف، خاصة للأشخاص المعرضين للمضاعفات. ويؤكد الأطباء أن اللقاح لا يمنع الإصابة بشكل كامل، لكنه يقلل من شدة الأعراض ويحمي من الدخول في مضاعفات خطيرة. الخريف فرصة للتوازن الصحي والنفسي إلى جانب الاهتمام بالجسم، ينصح الخبراء بالاهتمام بالصحة النفسية خلال هذا الفصل، فقلة ضوء الشمس تؤثر على المزاج وتسبب ما يُعرف ب "الاكتئاب الموسمي". والحل بسيط: قضاء وقت كافٍ في الهواء الطلق، والتعرض لأشعة الشمس في الصباح، والحفاظ على نمط حياة متوازن يدمج بين الراحة والنشاط.