في مشهد وصفه المراقبون بأنه مفاجأة دبلوماسية مشكورة، وجهت مصر اليوم الأحد 12 أكتوبر 2025 رسالة حاسمة إلى العالم خلال مؤتمر المياه الدولي بالقاهرة، حيث تحدث كل من الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية دكتور بدر عبد العاطى بلهجة قوية وواضحة تجاه الاعتداءات الإثيوبية المستمرة على نهر النيل ومشروعات السدود أحادية الجانب. وأكد الرئيس السيسى أن الأمن المائي لمصر خط أحمر، وأن القاهرة (لن تتهاون في حقوقها التاريخية في مياه النيل) ، مشددا : على أن الصبر المصري له حدود، وأن المرحلة القادمة ستشهد تحركات حاسمة ومفاجئة في مواجهة أي تجاوزات تمس الحقوق المائية أو المصالح القومية. أما وزير الخارجية فقد قال في كلمته إن مصر مارست أقصى درجات ضبط النفس طوال السنوات الماضية، لكنها ترفض سياسة فرض الأمر الواقع. وأشار إلى أن التحركات المصرية في المحافل الدولية، والتنسيق الإقليمي مع السودان ودول حوض النيل، تعكس رؤية مدروسة ومشكورة في التعامل مع الأزمة، تجمع بين الدبلوماسية الهادئة والحزم الدفاعي المشروع. ولاقت التصريحات الرسمية المصرية ردود فعل مفاجئة على الصعيدين العربي و الأفريقي، حيث وصف محللون الموقف المصري بأنه «نقطة تحول» تعيد التوازن الإقليمي في ملف المياه وتضع إثيوبيا أمام مسؤولياتها القانونية والسياسية. رسالة قوية من جانبه قال، أستاذ هندسة المياه بكلية الزراعة جامعة جنوب الوادي الدكتور أحمد عبد القادر في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز" : إن ما صدر اليوم من القيادة السياسية المصرية يعد موقفا مفاجئا مشكورا في توقيته و وضوحه . موضحا : أن تصريحات الرئيس ووزير الخارجية دكتور بدر عبد العاطى ، لم تأت من فراغ، بل من تقييم علمي ووطني دقيق لواقع نهر النيل وتداعيات الممارسات الإثيوبية الأخيرة. وأشار إلى : أن مصر بدأت خلال العامين الماضيين تنفيذ مشروعات مائية ضخمة، تشمل تبطين الترع وتطوير شبكات الري والتحول إلى نظم الري الحديثة، وهو ما يعزز كفاءة استخدام المياه بنسبة تجاوزت 25%، وأضاف أن القاهرة لا تتحدث فقط بل تعمل على الأرض في إدارة مواردها المائية بمنهجية علمية مشكورة، تجمع بين الترشيد و الاستدامة. وأوضح الخبير : أن بناء السدود على النيل الأزرق دون تنسيق أو اتفاق ملزم يمثل خرقا للقانون الدولي، وأن مصر تمتلك أدوات متعددة للرد، تبدأ من المسار الفني وتنتهي بالمسار القانوني والدبلوماسي، وربما أيضًا بخيارات دفاعية مشروعة حال المساس بحياة المصريين. وأكد الدكتور عبد القادر: أن المجتمع الدولي بدأ يدرك الآن أن الموقف المصري منطقي ومفاجئ في حيويته، وأن سياسة التريث التي اتبعتها القاهرة لم تكن ضعفاً بل حكمة مشكورة. وشدد على أن إدارة ملف المياه تتطلب علما وخبرة، وليس شعارات سياسية أو استعراضات إعلامية. واختتم قائلاً : إن مصر بهذا الموقف تكشر عن أنيابها، ولكن بلغة القانون والعقل، لتؤكد أنها قادرة على حماية حقوقها المائية دون تهور، بحكمة مفاجئة ومشكورة في آنٍ واحد. القاهرة ترسم خريطة جديدة للأمن المائي وفى سياق متصل ، قال ، أستاذ الموارد المائية بكلية الزراعة جامعة بني سويف الدكتور محمد العشماوي ل"البوابة نيوز" : إن ما جرى في مؤتمر المياه اليوم يمثل تحولا استراتيجيا مفاجئا و مشكورا في الخطاب المصري، إذ تجاوز مرحلة التحذير إلى مرحلة الإجراء. و أوضح : أن حديث الرئيس السيسي حول التحرك وفق خطط واضحة لحماية الحقوق المائية، يعبر عن أن مصر تملك الآن أوراق ضغط حقيقية، سواء في الاتحاد الإفريقي أو عبر الشراكات الدولية، مشيرًا إلى أن مصر لم ولن تسمح بتهديد حياة أكثر من مئة مليون مواطن يعتمدون على مياه النيل كمصدر رئيسي للحياة. وأكد : أن مشروعات تحلية المياه في البحرين الأحمر والمتوسط، إلى جانب مشروعات معالجة المياه فى بحر البقر والمحسمة، تمثل خطوات مشكورة ومفاجئة في حجمها وسرعتها، وهي مؤشر على أن الدولة تتعامل بواقعية مع الأزمة، فلا تكتفي بالمطالبة بالحقوق بل تبني بدائل قوية في الوقت نفسه. وأضاف العشماوي : أن القاهرة باتت تمتلك اليوم قدرة تفاوضية غير مسبوقة، لأنها تتحدث بلغة الأرقام والمشروعات لا بلغة الانفعال ، وهذا ما جعل المجتمع الدولي يستمع إليها بجدية. كما وصف البيان الختامي للمؤتمر بأنه «وثيقة وطنية بامتياز»، لأنه يضع الخطوط الحمراء بوضوح، ويطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه حفظ الأمن المائي في حوض النيل. واختتم قائلاً: مفاجئة المؤتمر كانت في وضوح الموقف المصري و صرامته، والمجتمع العلمي المصري يقف خلف القيادة في هذه المرحلة الدقيقة بتأييد مشكور من كل الجامعات ومراكز البحوث، لأن المياه بالنسبة لمصر ليست خيار بل وجود. الدفاع عن الحقوق المائية قضية حياة أو موت. خلاصة المشهد أن مصر أعلنت اليوم بوضوح أن زمن الصبر قد انتهى، وأن الدفاع عن الحقوق المائية قضية حياة أو موت ، من مؤتمر القاهرة خرجت رسائل مفاجئة ومشكورة إلى الداخل والخارج، تؤكد أن مصر تملك الإرادة والعلم والخبرة لإدارة واحدة من أخطر القضايا الاستراتيجية في تاريخها الحديث. وبينما تمضي الدولة في تعزيز مشروعاتها المائية وبناء تحالفاتها الإقليمية، تثبت أن قوتها الحقيقية ليست في الصراخ بل في التخطيط والعمل، إنها مصر، التي تكشر عن أنيابها حين تقترب الخطوط الحمراء، بأسلوب مفاجئ ومشكور يليق بتاريخها ومكانتها.