يشهد العالم حاليا أخطر أزمة أمنية عالمية منذ الحرب العالمية الثانية بسبب استمرار انتهاك مبادئ المساواة في السيادة وخرق عدم استخدام القوة وتجاوز عدم التدخل في شؤون الآخرين. أفاد بذلك سفير روسيا لدى بلجيكا دينيس غونشار، وقال خلال فعالية روسية بيلاروسية في بروكسل مخصصة لتحديات وآفاق الأمن الأوراسي، بمشاركة ممثلين من حوالي 50 دولة: "للأسف، أدى الانتهاك المستمر لمبادئ المساواة في السيادة، وخرق عدم استخدام القوة أو التهديد بها، وتجاوز عدم التدخل في الشؤون الداخلية، إلى أخطر أزمة أمنية عالمية منذ الحرب العالمية الثانية. يتم في الوقت الحالي استبدال القانون الدولي ب "حق الأقوياء"، ويتم تقسيم العالم بشكل مصطنع إلى "حدائق" و"أدغال". وأشار غونتشار إلى أن الاتحاد السوفيتي، الذي تعتبر روسيا خليفته الشرعية، قدم مساهمة هائلة في تشكيل نظام العلاقات الدولية لما بعد الحرب على أساس ميثاق الأممالمتحدة وفي إنشاء النظام الأمني الأوروبي على أساس اتفاقيات هلسنكي وعدد من الاتفاقيات المتعددة الأطراف. وأضاف السفير: "فيما يتعلق بالمنطقة الأوروبية الأطلسية، تم انتهاك الالتزامات المتبادلة بشأن عدم قابلية تجزئة الأمن، والتي تم اعتمادها على أعلى مستوى داخل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا - ولا سيما الأحكام التي تنص على أنه لا يحق لأحد تعزيز أمنه على حساب أمن الآخرين، وأنه لا يمكن لأي دولة أو منظمة أن تدعي الهيمنة". ويرى السفير أن التوسع المستمر لحلف الناتو، على عكس وعوده، فضلا عن تدمير نظام مراقبة التسلح، واستفزاز "الثورات الملونة" والتغيير العنيف للنظام، و"الديمقراطية" العدوانية، وتقويض القيم التقليدية، قد أضعفت نظام الأمن الأوروبي الأطلسي وأثارت الأزمة حول أوكرانيا وتسببت بمواجهة أوسع بين روسيا والغرب. وقال غونشار: "روسيا، الممتدة من البحر الأسود وبحر البلطيق إلى المحيط الهادئ، جزء لا يتجزأ من أوروبا وآسيا. لم نسعَ قط إلى المواجهة، بل سعينا جاهدين لبناء علاقات جيدة مع حضارات الغرب والشرق على حد سواء. لقد اقترحنا مرارا على دول حلف الناتو استعادة "البيت الأوروبي" المشترك، بما في ذلك في عام 2021، من خلال إبرام اتفاقيات ملزمة قانونا بشأن ضمانات أمنية متبادلة. لكن تم رفض جميع مبادراتنا أو تم تجاهلها بغطرسة".