روسيا: لا نية لمهاجمة دول الناتو أو الاتحاد الأوربي

قال وزير خارجية روسيا، سيرجي لافروف، إنّ منطقة أوراسيا أصبحت المركز الجيوسياسي للعالم المتعدد الأقطاب الآخذ في التشكّل، وأنّ العمليات الجارية في فضائها تمارس تأثيرًا حاسمًا على آفاق تطوّر العلاقات الدولية، جاء ذلك خلال الجلسة العامة رفيعة المستوى للدورة الثالثة للمؤتمر الدولي في مينسك بشأن الأمن الأوراسي.
وأشار إلى أن المؤتمر، الذي يُعقد للسنة الثالثة بمبادرة من رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو، يعد منصةً دوليةً رائدةً لمناقشة القضايا الأمنية الرئيسية في الفضاء الأوراسي.
وتابع: نرصد أنّ دول حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، في غالبيتها العظمى، لا تزال ترفض الاعتراف بالحقيقة الموضوعية المتمثّلة في انتهاء مرحلة الهيمنة الغربية وبزوغ عهدٍ تاريخيٍ جديد. ويُشكّل ذلك اختلافًا جوهريًا بينها وبين روسيا والشركاء في رابطة الدول المستقلة، والصي، والهند، وإيران وكوريا الشمالية، وسائر دول أوراسيا التي تقتنع بأنّ الضمان الراسخ لاستقرار القارة وازدهارها يكمن في الالتزام الصارم بمبادئ المساواة في السيادة وعدم قابليّة الأمن للتجزئة، على نحوٍ يضمن أمن جميع الدول دون استثناء، لا أمن قلةٍ تعتبر نفسها فوق القانون وخارج نطاق الأخلاق الدولية.
وأشار لافروف إلى أن توسّع حلف شمال الأطلسي لا يتوقف لحظة واحدة، وذلك رغم التعهّدات التي قُدّمت سابقًا للقيادة السوفيتية بعدم التقدّم «ولو بوصة واحدة» نحو الشرق. ويتم هذا التوسّع خلافًا للالتزامات السياسية رفيعة المستوى المتفق عليها في إطار منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والتي تنصّ على عدم تعزيز الأمن الوطني على حساب الآخرين وعدم السعي إلى الهيمنة الإقليمية أو بطبيعة الحال العالمية.
وأردف قائلا: لقد أدّى الصراع المخطّط له والمفتعل في أوكرانيا إلى الانهيار النهائي لنموذج الأمن الأوروأطلسي القائم على الناتو ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والاتحاد الأوروبي، الذي تحوّل خلال السنوات الثماني الأخيرة إلى مكوّن أوروأطلسي تابع ضمن هذه المنظومة، كما أن نزعة عسكرة الدول الأوروبية تزداد وتيرتها باطراد، حيث يجري تعزيز تمويل المجمع الصناعي العسكري، وتنظيم مناورات واسعة النطاق، وتحسين منظومات النقل والإمداد لنقل القوات إلى «الجبهة الشرقية»، مع استخدام البنية التحتية للدول غير الأعضاء في حلف شمال الأطلسي.
وأشار إلى أنه في أوكرانيا، يتسبب الأعضاء الأوروبيون في حلف الناتو في استمرار الصراع المسلّح، من خلال تزويد النظام في كييف بالأسلحة وتقديم الدعم المالي والسياسي له. وتسعى قيادات معظم الدول الأوروبية بكل ما أوتوا من قوة لإقناع إدارة الولايات المتحدة بالتخلي عن فكرة حل الأزمة في أوكرانيا عبر معالجة الأسباب الجذرية للصراع على طاولة المفاوضات، وفي أوروبا، يتم توجيه الاتهامات جزافًا لروسيا بأنها تخطط ل«غزو» دول حلف الناتو والاتحاد الأوروبي. وقد ابتكر القادة الأوروبيون هذا الادعاء بأنفسهم ويكررونه، مخادعين شعوبهم عن عمد، لكن روسيا لم تكن لديها وليس لديها أي نية لمهاجمة أي دولة من بين أعضاء حلف الناتو أو الاتحاد الأوروبي الحاليين.