سادت حالة من الغضب والاستياء بين أهالي عزبة شكري التابعة لقرية أبو زعبل بمركز الخانكة بمحافظة القليوبية، وعدد من القري المجاورة بسبب التلوث الذي يسببه مصنع الأسمدة ومصنع الشبة والسموم التي تبثها تلك المصانع يوميًا لتصيب الأطفال والمواطنين من أهالي القرية بالموت البطىء . وقال أهالي عزبة شكري والعزب والقري المجاورة، كل أحلامهم هي استنشاق هواء نظيف ونقطة مياه صالحة للشرب وحياة كريمة ولكن لا أحد من المسئولين يستجيب لذلك، فالأشجار قد ماتت والحيوانات نفقت وأصبح دخان المصانع الأبيض المخلوط بالسواد هو عنوانهم، وأصبح المرض والالتهاب الرئوي وحساسية الصدر والربو هي الأمراض التي تسكن أجسادهم ، وذلك لوجود مصنع أسمدة أبو زعبل بالقرب منهم . ويقول محمد إبراهيم من أهالي عزبة شكري، إن هذا المصنع دمر حياة البشر ودمر الزراعة ويهدد نحو ما يقرب من مليون مواطن يعيشون بالقرى والعزب القريبة منه، فهذا المصنع يعد كارثة كبرى تتربص بالإنسان والنبات والحيوان في منطقة أبو زعبل والقرى التابعة لها، ومصنع الشبة والتي لم تتخذ الحكومة أي إجراءات لوقف التلوث الناتج عنه، علماً بأنه كان سبباً رئيسياً لكثير من الأمراض والمآسي فضلاً عن موت أشجار النخيل بجوار المصنع، والتي لم تعد تثمر وحتى المحاصيل الزراعية التي يصلها دخان وسموم تلك المصانع أصبحت ثمارها تتساقط على الأرض، وصار اللون الأبيض يكسو كل المنطقة المحيطة بالأشجار والتي شاء حظها السيئ أن تتواجد بجوار أسوار المصنع . وناشد الأهالي رئيس الوزراء ومحافظ القليوبية، بنقل تلك المصانع إلى خارج القرية حفاظاً على صحة المواطنين وأطفالهم التي تتعرض كل يوم للموت المفاجئ بسبب التلوث الناتج عن هذان المصنعان . وكانت التقارير الرسمية قد كشفت بأن 80% من عمال شركة أبو زعبل للأسمدة والمواد الكيماوية، يعانون من الفشل الكلوي وأن الضرر لم يقتصر على العمال فقط بل امتد إلى سكان القرى القريبة من المصنع ، وأن هذا المصنع تسبب في إتلاف المياه الجوفية للقرى المحيطة به لما فيه من مواسير داخلية تنقل التلوث إلى المياه الجوفية، بالإضافة إلى الأمراض الصدرية التي تسببها عوادم وأدخنة المصانع. كما يؤدي إلى تلوث المياه بترعة الإسماعيلية، والتي تروي العديد من الأراضي الزراعية، وكذلك مصنع الشبة المصرية والذي يقوم بتصريف الكبريت إلى ترعة الإسماعيلية، كما تسبب مصنع الشبة في تدمير عدد من الأراضي الزراعية الخصبة والتي تقدر بحوالي 1360 فدانًا، كما تسبب أيضاً في انتشار الأمراض الجلدية وأمراض حساسية الصدر وارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الدم بين الأطفال بسبب الأدخنة السامة الناتجة عنه .