هنا «المحرقة».. هنا «جهنم القليوبية» هنا عالم الهلاك والموت والإهمال عالم الباحثين عن هواء نظيف ونقطة مياه صالحة للشرب.. عالم الباحثين عن حقهم فى حياة كريمة ولكن دون جدوى.. هنا القمامة ومدفن النفايات.. إنها ليست مقابر أو مقلب قمامة يا سادة إنها قرية «أبوزعبل». للوهلة الأولى وما أن تطأ قدماك أرض القرية المغضوب عليها «أبوزعبل» مركز الخانكة محافظة القليوبية، استقبلتك بضجيج مصانعها السامة الخانقة الموحشة المدمرة الفاتكة للصحة العامة وإذا ما حكم عليك القدر بالعيشة بين جنبات تلك القرية فلابد أن تكون على علم بأنك على موعد مع أمراض الصدر نتيجة لسموم أدخنة المصانع المحاصرة للقرية، حيث يوجد أكبر مصنع للأسمدة وأكبر مصدر للتلوث بالمنطقة وكذا محرقة القمامة ومدفن النفايات الصحية فى القاهرة الكبرى. وعلى الرغم من قرب القرية «المغضوب عليها» من العاصمة و تبعيتها لمحافظة القليوبية، إلا أنها سقطت عمدًا من حسابات المسئولين. وهنا يصرخ محمود عبدالعزيز -مدير مركز الحرية لحقوق الوطن بالقليوبية- أين الدكتور شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، واللواء رضا فرحات محافظ القليوبية لإنقاذ سكان المنطقة الذين كتب عليهم مجاورة مصانع الشبة والسماد ارحموا صحة المواطن الغلبان. ويتدخل محمد عبدالجواد -من أهالى القرية- أن مصنع الشبه هو السبب فى كل الكوارث بأبو زعبل والدخان الشديد، يسبب لنا الأمراض وأشجار النخيل بجوار المصنع لم تعد تثمر حتى المحاصيل الزراعية ماتت على أشجارها، فمنطقة أبو زعبل أصبحت منطقة هلاك، ومعظم من يعيش فى هذا المكان يعانون من أمراض صدرية وقلبية وأمراض الحساسية انتشرت بشكل مخيف. وأكد السيد فتوح أن 80% من عمال مصنع الأسمدة بأبوزعبل يعانون من أمراض الربو، ولا يقتصر الضرر على العمال فقط ولكن يمتد لأهالى القرى القريبة من المصنع. كما تسبب التلوث الناتج وصرف تلك المصانع فى إتلاف المياه الجوفية للقرى المحيطة وتلوث مياه ترعة الإسماعيلية التى تروى الكثير من الأراضى الزراعية وانتشار الأمراض الصدرية التى تسببها عوادم وأدخنة المصانع وتدمير الأراضى الزراعية الخصبة التى كانت تقدر بحوالى 1360 فدانًا. وأشار وائل عبدالرحمن موظف إلى وفاة أربعة أشخاص بعزبة الأبيض بمنطقة العكرشة بأبوزعبل نتيجة استنشاقهم دخان المصانع، واصفًا المنطقة بأنها قطعة من جهنم، فسكان أبوزعبل محكوم عليهم بالموت البطىء بسبب التلوث للمياه والهواء والتربة بسبب الغبار المنبعث من مصنع السماد على مدار ال24 ساعة، حيث لا تتبع أساليب علمية حديثة فى الإنتاج، فضلاً عن عدم وجود فلاتر لتنقية الهواء من السموم والأبخرة السوداء فتصبح أبو زعبل وتُمسى فى ظلام دامس بسبب السحابة السوداء التى أصبحت عادة فى أبو زعبل عمرها سنوات وما زالت ماثلة حتى اليوم.