تعيش قرى مدينة شبين القناطر والخانكة، كارثة بيئية بسبب وجود المدفن الصحى بقرية عرب العليقات، والمقام على مساحة 47 فدانا، حيث تجدد اشتعال النيران بأكوام القمامة والمخلفات مساء أمس الأول، لليوم الرابع على التوالى، مع تجاهل تام من المسئولين. وتسبب ارتفاع حرارة الجو إلى تكرر الاشتعال الذاتى فى القمامة، مما أدى إلى انتشار الأدخنة الكثيفة، وإصابة عدد من الأهالى بحالات اختناق تم نقلهم على إثرها لمستشفى الخانكة العام لتلقى العلاج اللازم، كما تم الدفع بعدد 15 سيارة إطفاء، ومجموعة كبيرة من اللوادر والمعدات لمحاصرة النيران ومنع امتدادها حيث تصاعدت النيران بشكل كثيف وغطت الأدخنة سماء المنطقة.
ومنع أهالى قرية عرب العليقات سيارات القمامة من دخول المدفن، ونظموا وقفة احتجاجية ومسيرة انطلقت من أمام مسجد الجمعية الزراعية بالقرية وحتى المقلب الصحى للقمامة الواقع فى نطاق القرية. وطالب الأهالى بنقل المقلب العمومى للقمامة بالقليوبية والموجود فى المنطقة الواقعة بين مساكن أبوزعبل وقرية عرب العليقات أو تطويره حفاظا على أرواح سكان المنطقة وصحتهم بسبب انتشار الأوبئة والأمراض ودخان حرق القمامة.
وقال محمد عباس، من أهالى المنطقة ل«الشروق»: فوجئنا باشتعال النيران داخل المدفن يوم الأحد الماضى، حيث ملأت الأدخنة سماء المنطقة، وعندما حاول العاملون بمساعدة الأهالى إخماد النيران أصيب ما يقرب من 15 شخصا منهم بحالات اختناق.
ويضيف أحمد عودة، أن المدفن الصحى بالخانكة أصبح بؤرة تلوث ومصدرا لانبعاث الأدخنة الناتجة عن الحرائق المستمرة بسبب التفاعلات الكيماوية لأطنان القمامة التى تلقى يوميا من جميع مناطق محافظة القليوبية، مما تسبب فى انتشار الأمراض بين الأهالى.
ويقول السيد عبدالحميد: إن وجود المدفن فى هذه المنطقة يمثل كارثة بيئية، حيث يستقبل مئات من أطنان القمامة يتم دفنها يوميا، بالإضافة إلى نفايات المصانع والورش الصناعية بمنطقة العكرشة وبعضها مواد كيماوية قابلة للانفجار.
يأتى ذلك فيما حذر الدكتور أحمد الجزار أستاذ الأمراض الصدرية بجامعة بنها من خطورة وجود المدفن واستمرار انبعاث الحرائق والأدخنة والروائح الكريهة، مشيرا إلى زيادة نسبة إصابة الأطفال بأمراض الربو والحساسية والصدر وأمراض العيون، وأحيانا يصل الأمر إلى تشوهات بعض الأجنة.
وقال مصدر داخل إدارة صحة البيئة بالقليوبية ل «الشروق» إن المدفن الصحى أدى إلى زيادة نسبة التلوث فى المنطقة نتيجة زيادة ثانى أكسيد الكربون الناتج من إحراق آلاف الأطنان من القمامة، وكذلك تبوير مئات الأفدنة من الأراضى الزراعية.
من جانبه طالب الدكتور عادل زايد محافظ القليوبية وزاة البيئة بسرعة تسليم المحافظة أرض صحراء بلبيس بمساحة 700 فدان، بعد أن وافق الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء على تخصيصها، وذلك للبدء فى إنشاء مدفن صحى جديد للمخلفات والقمامة كبديل للمدفن الحالى بمنطقة أبوزعبل بمدينة الخانكة، مشيرا إلى أن هذا المشروع من شأنه أن يحدث انفراجة كبيرة داخل المحافظة بعد أن أصبح مدفن القمامة بأبوزعبل لا يستوعب حجم المخلفات التى يتم تجميعها من مختلف مدن المحافظة يوميا.
وأكد المحافظ أن الطريقة الحالية للتخلص من المخلفات بالمحافظة تحتاج إلى تطوير عاجل، واستمرارها بهذا الشكل قد يؤدى إلى مشاكل كبيرة مستقبلا، مشيرا إلى ضرورة التعاون مع الدول المتقدمة فى هذا المجال فى إقامة مدافن صحية.