سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور.. المدفن الصحي ب"أبوزعبل" كارثة بيئية تهدد حياة المواطنين.. آلاف الأفدنة الزراعية معرضة للبوار بسبب النفايات.. والأهالي يطالبون المسئولين بنقله خارج المنطقة
وجه آلاف المواطنين بمنطقة قرى عرب العليقات وجهينة والصوالحة والثروة المعدنية، ومحطة الإرسال الإذاعي، وعزب محطة الرمل وسيسل، التابعة لمركزي شبين القناطر والخانكة بمحافظة القليوبية استغاثه عاجلة للرئيس السيسي، وذلك بسبب المدفن الصحي الذي تم إنشاؤه منذ سنوات بمنطقة صحراء أبوزعبل، والذي تسبب في زيادة نسبة التلوث من خلال إنشاء مصنع لتدوير القمامة لم يعمل، وزيادة المساحة المخصصة للمدفن وعدم اتباع الأساليب الصحية في عمليات الدفن، ما تسبب في هلاك أكثر من 50 فدانًا لا تصلح الآن للزراعة ووجود 1750 فدانا أخرى مهددة بنفس المصير، إضافة إلى معاناة آلاف المواطنين والذين يقطنون تلك القرى المجاورة الذين أصيبوا بالأمراض بسبب الدخان، والروائح الكريهة الناجمة عن المدفن، والحشرات المنتشرة، إضافة إلى تلوث المياه الجوفية، التي أصابت المواطنين بالأمراض. وتجولت "البوابة نيوز" في تلك المنطقة والقري المجاورة لها لمعرفة الحقيقة على أرض الواقع ورصد مشاكل السكان هناك ومعاناتهم التي لا تنتهي، والتقينا بعدد كبير من الأهالي. والبداية مع الحاج "عبداللطيف السيد" أحد الفلاحين بالمنطقه حيث يقول أن عربات الزبالة التي تاتي من طريق شبين وبنها ومن كل انحاء المحافظه تأتي مكشوفه والقمامه كلها تتطاير على الأرض الزراعية إضافة إلى أن الرشاح الموجود بتلك المدافن آلاف الأفدنة الزراعية تشرب منها، مشيرا إلى أن من يريد أن يتاكد من ذلك الموضوع يأتي ونريه كل شيء على أرض الواقع، مضيفا أن هذه الافعال لا ترضي أحدا، مشيرا إلى أنه يوجد 1750 فدانا يتم ريها من ذلك الرشاح والمياه المسرطنة التي أصابت الزرع والنباتات وأهلكت الخصوبة الزراعية لتلك الأراضي. من جانبها قالت الحاجة أم إبراهيم من سكان منطقة الثروة المعدنية: نعيش هنا في مأساة حقيقية تكاد تودي بحياة اطفالنا وابنائنا وشبابنا حيث تحيط بنا الأمراض والروائح الكريهة التي لا تطاق تاتي لنا بأمراض الصدر والحساسية ناهيك عن وجود الحشرات بمختلف أنواعها والثعابين والحيوانات الضالة واللصوص تأتي لتختبأ بذلك المدفن والمقلب، حيث يبلغ ارتفاعه ثلاثة ادوار، مشيرة إلى أن مرتباتهم ورواتب أولادهم تذهب لشراء أدوية الحساسية، حيث أصبح الأمر لا يطاق. ويقول اشرف نبيل أن تلك المنطقة الملوثة على مرأى ومسمع من المسئولين جميعا، الذين وعدونا أكثر من مرة بنقله إلى صحراء بلبيس وهذا الكلام مر عليه أكثر من ثلاث سنوات ولم يتم تنفيذه، وقال إنه يناشد المسئولين بنقل المدفن في أسرع وقت ممكن، رحمة بنسائنا واطفالنا. ويقول عبدالغني السيد أحد سكان المنطقة أن 50 وحدة محلية تابعة لمحافظة القليوبية يقومون برمي نفاياتهم وقمامته في ذلك المدفن إضافة إلى إلقاء مخلفات المستشفيات ومسابك الرصاص، ويتم عمل محرقة هنا وسط تلك الكتلة السكنية بجوار المدفن كل هذا يتم دفنه وحرقه في منطقة صحراء أبوزعبل حيث وصلت نسبة الإصابة بأمراض الحساسية والصدر إلى 80% من نسبة سكان المنطقة المحيطة بالمدفن. من جانبه يقول المهندس مصلح عودة من أهالي قرية عرب العليقات أن المدفن الصحي الموجود حاليا كان في الأساس عبارة عن ارض تابعة للثورة المعدنية "محجر" كانوا يستحرجون البازلت منها ويقومون بطحنه لكي يضعوه في السكة الحديد ونتج عن ذلك حفرة ارتفاعها 40 مترا واتي المسئولون بالمحافظة وتم اختيار تلك الحفرة كمدفن صحي، مضيفا أن المشكلة الأساسية انهم يقومون بعمل طبقة زبالة وطبقة شبة وتلك الطبقتين تتحللان مع بعضهما ونتج منهما غاز "الميثان"، وتلك الماده تتسرب في الارض وتضر بالأراضي الزراعية المحيطة، ما أدى إلى بوار آلاف الافدنة من الأراضي الزراعية، ناهيك عن الأدخنة والغازات السامه المسرطنة التي أصابت معظم سكان المنطقة. يذكر أن المهندس محمد عبد الظاهر محافظ القليوبية قد قرر في أول توليه شئون المحافظة في أوائل أكتوبر الماضي انشاء محطة وسيطة لتجميع المخلفات الصلبة ونقلها للمدفن الصحى بأبوزعبل بتكلفة 6 مليون جنيه للمبنى الإداري للمحطة وتتحمل الوكالة الألمانية G.I.Z تكاليف إنشاء المحطة الوسيطة وفقا لبروتوكول التعاون الموقع بينها وبين المحافظة. كما التقى المحافظ مع ممثلين عن وزارة البيئة في بداية توليه زمام الأمور بالمحافظة وذلك لمناقشة وضع خطة تعاون لوضع حلول جذرية لمشكلة القمامة والمدفن الصحي وعمل مصانع لإعادة تدوير القمامة والاستفادة منها والتخلص الآمن من خلال شركات القطاع الخاص والقطاع الاستثماري. وأمر باغلاق مدفن أبو زعبل العشوائي والتجهيز لإنشاء مدفن جديد ومواقع الاستثمار والتدوير في أرض مخصصة للمحافظة بصحراء بلبيس بمساحة 714 فدان بالقرار الجمهور رقم 86 لسنة 2010 بإنشاء مدافن صحية للتخلص الآمن من المخلفات بمحافظات القاهرة الكبرى. ولكن كل هذه القرارات والوعود لم يطبق أو ينفذ منها شيء حتى الآن ويصبح الخاسر الوحيد والأوحد في تلك الكارثة هم المواطنين البسطاء الذين يعيشون في تلك المنطقة، والذين يطالبون المسئولين بالنظر اليهم بنظرة الشفقة والرحمة حتى ينقذوا حياة ابنائهم وأطفالهم من تلك الكارثه البيئية.