هنا المحرقة.. هنا جهنم القليوبية وفقا لوصف الأهالى.. هنا عالم الهلاك والموت والإهمال.. عالم الباحثين عن هواء نظيف ونقطة مياه صالحة للشرب.. عالم الباحثين عن حقهم فى حياة كريمة ولكن دون جدوى. هنا أبو زعبل المنكوبة بالهموم والتلوث الذى فتك بالأجساد ولم يفلت منه أحد. «الوفد».. رصدت هموم قطعة من جهنم هى قرية أبو زعبل إحدى قرى مركز الخانكة بمحافظة القليوبية وسميت بهذا الاسم لتميزها بزراعة القطن الجيد، ولكن سرعان ما تحول القطن الأبيض الناصع إلى رمز للسواد والغبار والدخان والتلوث والإهمال. وتقع أبو زعبل على مسافة 18 كيلو مترا من القاهرة على طريق القاهرة - الإسماعيلية الزراعى. وتشتهر بالمحاجر الموجودة بها ومصنع الحديد والصلب - والمتوقف عن العمل والذى تعرض للقصف الإسرائيلى فى حرب 1967م ونجح مسئولو الحكومة السابقين فيما فشلت فيه إسرائيل فى تدمير ذلك المصنع. وبعض المصانع وهيئة الطاقة الذرية وبها سجن أبو زعبل وأكبر مصنع للأسمدة وأكبر مصدر للتلوث بالمنطقة وبها أكبر محرقة للقمامة وأكبر مدفن صحى فى القاهرة الكبرى ورغم موقعها القريب جدا من القاهرة وتبعيتها للقليوبية إلا إنها سقطت عمدا من حسابات المسئولين ولم تنل بلح الشام أو عنب اليمن. الأهالى من جانبهم تعبوا من الاستغاثات التى صارت بلا جدوى وعلى ما يبدو أنهم استسلموا لواقع مر لا يقبل أحد أن يحياه. يقول محمد عبدالمجيد نطالب مجلس الوزراء بالتدخل لإنقاذ المواطنين الذى يسكنون بالقرب مع مصنع أبو زعبل للأسمدة، فهذا المصنع مدمّر لحياة البشر ومدمّر للزراعة ويصبّ فى ترعة الإسماعيلية ويسكن فى هذه المنطقة نحو 2 مليون مواطن مصرى، فهذا المصنع كارثة تتربّص بالإنسان والنبات والحيوان. ومعظم من يعيشون فى هذا المكان يعانون من أمراض صدرية مطالبًا بنقل تلك المصانع إلى خارج القرية حفاظًا على صحة المواطنين. فيما كشف تقرير مركز حابى للحقوق البيئية حول المصانع التى لا تلتزم بالقوانين أن هناك 3 مصانع لم تبد أى استعداد للالتزام بالقوانين ووقف الصرف الصناعى على ترع ومصارف وغيرها ومنهم مصنع أبوزعبل للأسمدة والكيماويات فى محافظة القليوبية الذى تم تجديد ترخيصة مؤخرا من وزارة الموارد المائية والبيئة كما ذكر التقرير على الرغم من قيامه بتلويث نهر النيل وأشار التقرير إلي أنه ليس للمصنع خطة لتوفيق أوضاعه. وكشف تقرير مركز الحرية لحقوق الإنسان بالقليوبية وفقا لما أكده محمود عبدالعزيز مدير المركز بأن هناك كارثة تتربص بالإنسان والنبات والحيوان فى منطقة أبو زعبل التابعة لمحافظة القليوبية وسببها مصانع تقتل الناس جهارا ونهارا تحت حماية سلطان رأس المال والنفوذ. ومنها مصنع الأسمدة ويقع مباشرةً على طريق «القاهرة – الإسماعيلية» و مصنع الشبة ويقول السيد فتوح إن 80% من عمال مصنع الأسمدة بأ بوزعبل يعانون من الفشل الرئوى وأن الضرر لم يقتصر على العمال فقط، ولكن يمتد إلى الأهالى فى القرى القريبة من المصنع، وأن هذا المصنع تسبب فى إتلاف المياه الجوفية للقرى المحيطة لما فيه من مواسير داخلية تنقل التلوث إلى المياه الجوفية بالإضافة إلى انتشار الأمراض الصدرية التى تسببها عوادم وأدخنة المصانع ..كما يؤدى إلى تلوث مياه الشرب فى ترعة الإسماعيلية والتى تروى العديد من الأراضى الزراعية وكذلك مصنع الشبة، والذى يقوم بتصريف الكبريت إلى ترعة الإسماعيلية، وقد تسبب أيضًا مصنع الشبة فى تدمير أراضٍ زراعية خصبة تقدر بحوالى 1360 فدانًا مطالبا بنقل تلك المصانع إلى خارج الكتلة السكنية.