صدر عن إحدى دور النشر في مدينة كارلسورها الألمانية كتاب جديد للداعية الإسلامي المعروف عمرو خالد بعنوان "الاندماج والإسلام- الدور المرتقب لمسلمي أوروبا". ويختلف هذا الكتاب عن سلسلة كتب عمرو خالد الدينية المترجمة إلى الألمانية بتركيزه على قضية اجتماعية أضحت مؤخرا حديث الساعة في ألمانيا وباقي الدول الأوروبية وهي قضية اندماج الأقليات المسلمة في المجتمعات الغربية غير المسلمة. ويتعرض الكتاب في مقدمته لنماذج الاندماج العديدة التي طرحها السياسيون وعلماء الاجتماع الأوروبيون في السنوات الأخيرة، بدءا من المجتمع متعدد الثقافات مرورا بتكوين ثقافة قومية موجهة وانتهاء بالمطالبة بذوبان الأقليات المسلمة الكامل، ويشير إلى أن صوت المسلمين غاب في خضم هذه النماذج المقترحة. ويوضح عمرو خالد في الكتاب -الذي يمثل إسهاما إسلاميا في النقاش الحالي الدائر حول اندماج المسلمين في أوروبا- أن قسما من المسلمين في الغرب اختاروا الانغلاق على أنفسهم في أحياء عزلت نفسها عن محيط مجتمعاتها التي عاشت فيها، بينما ذاب القسم الآخر في مجتمعات الهجرة. ويحلل النتائج السلبية لكلا النموذجين ويقترح بديلا ثالثا لهما يوازن بين اندماج المسلمين الإيجابي في مجتمعات الغرب وتفاعلهم البناء معها وبين محافظتهم على هويتهم الدينية والحضارية. ويسلك عمرو خالد في الكتاب منحى يركز فيه بشكل أساسي على إقناع الأقليات المسلمة في أوروبا والغرب بهذا البديل الثالث شارحا خطوطه العريضة تاركا التفاصيل لأصحاب الخبرات الاجتماعية من المسلمين المقيمين في المجتمعات الغربية. ويعزز دعوته لمسلمي الغرب بتبني هذا النموذج الوسطي للاندماج بالتأكيد أن مبادئ الاندماج الإيجابي المقترح مستمدة من العقيدة الإسلامية والتاريخ الإسلامي وليس شيئا مستحدثا. كما يعطي الكتاب للأغلبية غير المسلمة في المجتمعات الغربية فكرة عن النقاش الداخلي الدائر بين المسلمين حول قضية الاندماج، ويلفت النظر إلى وجود قواسم مشتركة بين التصورات الإسلامية والسياسية والاجتماعية لهذه القضية. وفي تصريح للجزيرة نت قال مترجم الكتاب خالد فرج إن الكتاب هو الثالث ضمن سلسلة من مؤلفات عمرو خالد بالتعاون مع القسم الألماني في دار الترجمة التي تعد أهم مشاريع مبادرة "صناع الحياة" التي أسسها الداعية الإسلامي أواخر عام 2003. وتضم دار الترجمة المتخصصة في ترجمة الكتب الإسلامية المعبرة عن وسطية الإسلام واعتداله نحو 400 مترجم موزعين على جميع القارات ويعملون بصفة تطوعية.(المصدر الجزيرة نت )