نظمت حركة المصرية من أجل التغيير " كفاية " ، أمس ، وبعد توقف دام قرابة ثلاثة شهور ، مظاهرة حاشدة بدأت من أمام دار القضاء العالى وسارت حتى ميدان لاظوغلى حيث مقر مباحث امن الدولة للاحتجاج على عمليات التزوير التي شابت الانتخابات البرلمانية الأخيرة . وشارك في التظاهرة مئات المواطنين من أنصار الحركة وممثلين عن التيارات السياسية المطالبة بالتغيير وعدد من المرشحين الخاسرين فس الانتخابات البرلمانية فضلا عن عدد من ذوى الاحتياجات الخاصة الذين عبروا غضبهم من عدم استجابة الحكومة لمطالبهم في توفير فرص عمل. ورفع المتظاهرون صورا لوزيري الداخلية والعدل وطالبوا بإقالتهما وبرحيل الحكومة التي حملوها مسئولية البلطجة والتزوير التي شابت الانتخابات البرلمانية ، ورددوا الشعارات المؤيدة للقضاة ، وفى مقدمتهم المستشارة نهى الزينى نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية التي أدلت بشهادتها على أعمال التزوير التي شابت انتخابات بندر دمنهور فضلا عن بعض الشعارات من قبيل" مجلس الشعب باطل" و" نهى الزينى قاضية بمائة رجل" و" أغلبية للحزب الوطني بالبلطجة والتزوير تساوى مجلس شعب باطل" و "كفاية تزوير كفاية فساد". وحمل شباب الحركة نعش ملفوف بالسواد وعليه صورة الرئيس وكتب عليه "يا داخل الانتخابات أقرأ الفاتحة" ، وانضم المواطنون الذين أعجبوا بالشكل الذي خرجت به المظاهرة خاصة مع استخدام المتظاهرين لأول مرة للطبول والدفوف والتنغيم للشعارات والهتافات التي شملت بطلان مجلس الشعب والانتخابات والحزب الوطني وعائلة التوريث. وأدان المتظاهرون المنتمون لحركة كفاية مقتل 12 شخصا في أعمال عنف خلال الانتخابات التي جرت على ثلاث مراحل على مدى شهر وانتهت الأسبوع الماضي. وقد غابت عن التظاهرة الأحزاب السياسة وجماعة الإخوان المسلمين التي سبق وأعلنت اعتراضها على المشاركة في التظاهرة بعد أن رفضت كفاية رفع شعارها الذي التزمت به أثناء الانتخابات البرلمانية. من جهته ، قال المنسق العام للحركة جورج اسحق إن التظاهرة تعبر عن رفض ما حدث في الانتخابات البرلمانية ليس فقط من جانب حركة كفاية وإنما من جانب عموم الشعب الذي آلمه ما حدث من تزوير لإرادته لصالح الحزب الوطني الحاكم. وعن أسباب عدم مشاركة الأحزاب أو القوى السياسية الأخرى في التظاهرة ، قال اسحق إن تفسير ذلك متروك لهم خاصة وان الحركة وجهت الدعوة لها على أن تشارك في تظاهرة شعبية بعيدة عن الشعارات الدينية مؤكدا رفض الحركة لاستخدام الشعارات الدينية. وقال المتحدث الرسمي باسم الحركة الدكتور عبد الحليم قنديل إن التظاهرة تأتى كتنبيه من جانب الحركة وتأكيد أيضا على أن الأوضاع الحالية التي تشهدها الساحة السياسة لم يعد يجدي معها استمرار الحزب الحاكم في موقعه بعد أن استخدم التزوير والبلطجة في تزوير إرادة الشعب مؤكدا أن هذا السلوك افرز برلمانيا باطلا على اعتبار أن الانتخابات التي صنعته مشكوك في شرعيتها. وعن خطة الحركة في المستقبل ، قال قنديل إنها تسعى من الآن وصاعدا للخروج في تظاهرات خاصة وان الأحداث الجديدة جاءت على غير هوى الشعب. وأشار قنديل إلى أن الحركة ليست حزبا كي تنسق معهم ومع ذلك فإنها لديها برامج وتسعى لتحقيقها ومن ثم فإنها تمد يدها للتعاون مع كل الاتجاهات بما فيهم نواب الجبهة الوطنية للتغيير. من جانبه ، قال القيادي بالحركة احمد بهاء الدين شعبان إن الحركة تجهز لعقد مؤتمر قومي لبحث الأوضاع الداخلية في ضوء المستجدات المطروحة على الساحة ، مؤكدا أن مشكلة عقد المؤتمر التي كانت تتمثل في المكان قد تم إزالتها وسيتم الإعلان عنه قريبا وتوجيه الدعوة لكافة القوى الوطنية للمشاركة فيه. وأكد الدكتور جمال حشمت القيادي بجماعة الإخوان وصاحب أشهر واقعة اعتداء على حقه في مقعد دمنهور أكد أن مسيرة اليوم رسالة تحذير للحزب الحاكم من أن تشهد الفترة المقبلة عنف غير محدود أو منظم بعد أن سمحت الحكومة لاستخدام البلطجية ضد الناخبين ومنعهم من التصويت.