* ربما لهذا السبب وحده، حرص القانون على تضييق الخناق على منظمات المجتمع المدني بوسائل رقابية مشددة لا تروق لمن أدمَن قفش الدولار واليورو.. في ظَنِّي أن النظام وضع عنوانا للقانون لا يخلو من صياعة وهو "اضرب المربوط يخاف القابض". من حين لآخر نكتشف جمعيات كانت "لابدَة في الذرة" من باب "داري على سَبُّوبتَك تعيش".. وهناك جمعيات بمسميات ولافتات غريبة وعجيبة، لا تعرف منها سوى معلِّم واحد فقط، ولا تدري إن كان ميلادها على أساس قانوني أم على أساس "ماحدِّش عارف حاجة".. آخر جمعية سمعت عنها اسمها الحق في الحياة والحق مش عليك الحق عليَّا أنا، وكان الأوْلَى قبل الحق في الحياة، أن تنتشر جمعيات الحق في "بيت راحة" أو"محل أدب" وهي مسميات أراها مهذبة وبها بعض الشياكة المستمدة من تراثنا اللغوي، فهي أحسن ذوقا من الحق في "الكابينيه"، وأكثر رِقَّة من البديل الثاني المرادف لبيت الراحة ألا وهو "الكنيف".. ولمن لا يعرف فإن بيت الراحة ليس كيانا للثقافة الجماهيرية مثل بيت ثقافة المرج ، وإنما هو نفسه "الكابينيه" أو "الكنيف" أعزكم الله. ربما يظن البعض إنني اهزل.. كلا والله.. ذلك أن من معايير قياس تحضر الشعوب هو مدي امتداد مظلة المراحيض في ربوع الوطن، ولك أن تتصور قطاعا هائلا من ريفنا المصري بلا مراحيض بالمنازل، ناهيك عن الحرمان التاريخي من شبكات الصرف الصحي.. نحن بحاجة شديدة لجمعيات الحق في "الكابينيه"، تحت شعار شطاف لكل مواطن.