قالت صحيفة "التايمز" البريطانية, إن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لن يستطيع تنفيذ كافة وعوده التي أطلقها خلال حملته الانتخابية, والتي أثارت جدلا واسعا داخل الولاياتالمتحدة وخارجها. وأضافت الصحيفة في مقال لها في 18 نوفمبر, أن ترامب بدأ يخفف من تهديداته فيما يتعلق ببناء جدار بين المكسيكوالولاياتالمتحدة، كما أنه أعلن إبقاء بعض أجزاء من مشروع الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما حول الرعاية الصحية، وتوقف أيضا عن الحديث عن فرض تعريفة ال45% على الواردات الصينية، ومن غير المرجح أن يسعى لسجن منافسته هيلاري كلينتون, كما هدد خلال حملته الانتخابية. وتابعت " فيما يتعلق أيضا بتصريحاته العنصرية ضد النساء والأقليات والمعاقين، فمن غير المرجح, أن ينجح في اضطهاد هذه الفئات, لأن الرئاسة ليست المكان الذي تقرر فيها مثل هذه الأمور، والإعلام أيضا سيكون متربصا". وأشارت "التايمز" إلى أن هناك أمرين يعرقلان أي سياسات عنصرية ومتطرفة للرئيس الأمريكي المنتخب, أولهما, أن رئاسته ليست بالوظيفة القوية كما يبدو, لأن معظم ما يريد ترامب تحقيقه سيتطلب تشريعا، بينما الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأمريكي ضئيلة، وتضم أناسا مثل جون ماكين، الذي لا يطيق ترامب, وليس مدينا له بشيء، وهناك أيضا رئيس مجلس النواب بول ريان، بما له من شخصية لها ثقلها، والذي سيقرر أي من وعود ترامب, سيتم تنفيذها. واستطردت الصحيفة " فوز ترامب أيضا ليس نهاية الديمقراطية أو بداية الفاشية, لأنه فاز في انتخابات ديمقراطية، وإذا أفسد الأمور, فسينتهي أمره بعد أربع سنوات, أو قبل ذلك". وكانت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية, قالت في وقت سابق إن فوز دونالد ترمب برئاسة الولاياتالمتحدة، جاء بمثابة مفاجأة سارة لتنظيم الدولة "داعش", لأن خطابه المعادي للمسلمين يتناغم مع زعم التنظيم أن الغرب يشن حربا صليبية جديدة على مع الإسلام. وأضافت المجلة في مقال لها في 16 نوفمبر, أن التنظيم سارع إلى الترحيب بفوز ترامب عبر مواقعه على الإنترنت, لأنه يعتبر الرئيس الأمريكي المنتخب, العدو المثالي في ظل توجهاته وأفكاره المعادية للإسلام والمسلمين، والتي تبرهن على زعم "الجهاديين" أن عالمي المسلمين وغير المسلمين في حالة صراع وجودي للحضارات, حسب تعبيرها. وتابعت " تنظيم الدولة يعتبر أيضا أن العدو الذي يظهر عداءه للإسلام مثل ترامب أفضل من العدو الذي يحارب بمكر ومخادعة". واستطردت " داعش يتوقع أن ترامب سيقود حروبا صليبية ويعلن الحرب على الإسلام، وهذه الحروب هي التي يريدها الجهاديون". وكانت مجلة "التايم" الأمريكية, حذرت في وقت سابق من أن فوز دونالد ترامب بالسباق إلى البيت الأبيض, يعني الرجوع إلى الوراء, وانتشار الاستبداد في جميع أنحاء كوكب الأرض, خاصة في منطقة الشرق الأوسط. وأضافت المجلة في تعليق لها في 10 نوفمبر, أن ترامب أشاد في مقابلاته بالقادة المستبدين في جميع أنحاء العالم, وعلى رأسهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس العراقي الراحل صدام حسين, ولذا فإن الأسوأ ينتظر منطقة الشرق الأوسط تحديدا, لما تعانيه من صراعات وحروب. وتابعت " ترامب امتدح القمع في عهد صدام حسين، ووصفه بالقاتل الفعال للإرهابيين, ولذا فإن الأرجح أنه سيعتمد بعد وصوله للبيت الأبيض على القادة المستبدين في الشرق الأوسط, في محاولة لاستعادة الاستقرار في المنطقة, ما يمهد لانتشار الاستبداد في كل بلاد الشرق الأوسط تقريبا". وخلصت المجلة إلى التأكيد أن سياسات ترامب لن تجلب سوى المزيد من الاضطرابات والتطرف والحروب في الشرق الأوسط, لأن الاستقرار لا يتحقق عن طريق الاستبداد وانتهاكات حقوق الإنسان. وكان ترامب أشاد خلال تجمع انتخابي في كارولاينا الشمالية في 6 يوليو الماضي بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين, قائلا :" إن صدام كان شخصا سيئا بالفعل، لكن هل تعلمون ما هو الأمر الجيد الذي فعله؟ لقد قتل إرهابيين، وقام بذلك بشكل جيد", وأضاف "لم تتم تلاوة حقوقهم عليهم، ولم يكن هناك أي حديث معهم, كانوا إرهابيين, ويجري قتلهم". وتابع " كان يجب على الولاياتالمتحدة عدم زعزعة استقرار العراق, الذي أصبح بعد 13 عاما على التدخل الأمريكي ملاذا لتنظيم الدولة". واستطرد "العراق أصبح بمثابة هارفرد بالنسبة للإرهاب"، في إشارة إلى الجامعة الأمريكية العريقة. وأضاف ترامب خلال التجمع الانتخابي"انظروا إلى ليبيا، انظروا إلى العراق, في السابق لم يكن يتواجد إرهابيون في العراق, كان صدام حسين يقتلهم على الفور, والعراق الآن أصبح جامعة عريقة للإرهاب". ومنذ الإعلان عن فوز ترامب, لم تتوقف المظاهرات المناهضة له بعدد من المدن الأمريكية, وسط مخاوف لدى الأقليات والمهاجرين وفئات اجتماعية تخشى سياسات "فاشية".