قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية, إن فوز دونالد ترامب برئاسة الولاياتالمتحدة, قوبل بعدم ارتياح في الشارع المصري, إلا أنه يخدم في الوقت ذاته نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في منتصف نوفمبر, أن ترامب كان وصف السيسي ب"الشخص الرائع" خلال اجتماعهما على هامش اجتماعات الجميعة العامة للأمم المتحدة في نيويورك, وهذا يفسر سر سعادة النظام المصري بنتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية, حيث كان السيسي أول من هنأ ترامب بالفوز بين قادة العالم. وتابعت " فوز ترامب يحقق أمرين لصالح النظام المصري, الأول, توقف واشنطن عن انتقاد أوضاع حقوق الإنسان في مصر، والثاني, زيادة الدعم الأمريكي للنظام المصري, خاصة في محاربة المتشددين الإسلاميين". وخلصت "يديعوت أحرونوت" إلى القول إن النظام المصري أكثر المستفيدين من فوز ترامب, يليه النظام السوري, حيث يتوقع أن يعقد الرئيس الأمريكي المنتخب صفقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تضمن بقاء بشار الأسد في السلطة. وكان موقع "نيوز وان" الإخباري العبري, قال أيضا إن هناك دولا عربية شاركت إسرائيل في الترحيب بالرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب, بالنظر إلى الآمال المعقودة عليه في التصدي للجماعات الإسلامية, حسب تعبيره. وأضاف الموقع في مقال له في 13 نوفمبر, أن عددا من الدول العربية المحافظة, لم تنس أن إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما ووزيرة خارجيته السابقة هيلاري كلينتون, قدموا دعما للربيع العربي, ولذا رحبت هذه الدول على الفور بانتخاب ترامب. وتابع " مصر مثلا كانت من أوائل الدول التي بادرت إلى تهنئة ترامب بالفوز, لأن انتخابه يعني توجيه ضربة قوية لجماعة الإخوان المسلمين, وغيرها من الجماعات الإسلامية". واستطرد الموقع" إدارة أوباما كانت تنتقد أوضاع حقوق الإنسان في مصر, وطالما اتهمتها وسائل الإعلام المصرية بدعم جماعة الإخوان, على عكس ترامب, الذي يناصب الإسلاميين العداء, ولذا وجد النظام المصري صعوبة في إخفاء سعادته بهزيمة كلينتون, وسارع إلى تهنئة ترامب", على حد قوله. وأشار "نيوز وان" إلى أن النظام السوري يبدو أيضا مرتاحا لفوز ترامب, بالنظر إلى الإشارات الإيجابية التي عبر عنها خلال حملته الانتخابية تجاه روسيا, هذا فيما تشعر المعارضة السورية بالقلق الشديد من انتخابه. وكانت مجلة "التايم" الأمريكية, حذرت في وقت سابق من أن فوز دونالد ترامب بالسباق إلى البيت الأبيض, يعني الرجوع إلى الوراء, وانتشار الاستبداد في جميع أنحاء كوكب الأرض, خاصة في منطقة الشرق الأوسط. وأضافت المجلة في تعليق لها في 10 نوفمبر, أن ترامب أشاد في مقابلاته بالقادة المستبدين في جميع أنحاء العالم, وعلى رأسهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس العراقي الراحل صدام حسين, ولذا فإن الأسوأ ينتظر منطقة الشرق الأوسط تحديدا, لما تعانيه من صراعات وحروب. وتابعت " ترامب امتدح القمع في عهد صدام حسين، ووصفه بالقاتل الفعال للإرهابيين, ولذا فإن الأرجح أنه سيعتمد بعد وصوله للبيت الأبيض على القادة المستبدين في الشرق الأوسط, في محاولة لاستعادة الاستقرار في المنطقة, ما يمهد لانتشار الاستبداد في كل بلاد الشرق الأوسط تقريبا". وخلصت المجلة إلى التأكيد أن سياسات ترامب لن تجلب سوى المزيد من الاضطرابات والتطرف والحروب في الشرق الأوسط, لأن الاستقرار لا يتحقق عن طريق الاستبداد وانتهاكات حقوق الإنسان. وكان ترامب أشاد خلال تجمع انتخابي في كارولاينا الشمالية في 6 يوليو الماضي بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين, قائلا :" إن صدام كان شخصا سيئا بالفعل، لكن هل تعلمون ما هو الأمر الجيد الذي فعله؟ لقد قتل إرهابيين، وقام بذلك بشكل جيد", وأضاف "لم تتم تلاوة حقوقهم عليهم، ولم يكن هناك أي حديث معهم, كانوا إرهابيين, ويجري قتلهم". وتابع " كان يجب على الولاياتالمتحدة عدم زعزعة استقرار العراق, الذي أصبح بعد 13 عاما على التدخل الأمريكي ملاذا لتنظيم الدولة". واستطرد "العراق أصبح بمثابة هارفرد بالنسبة للإرهاب"، في إشارة إلى الجامعة الأمريكية العريقة. وأضاف ترامب خلال التجمع الانتخابي"انظروا إلى ليبيا، انظروا إلى العراق, في السابق لم يكن يتواجد إرهابيون في العراق, كان صدام حسين يقتلهم على الفور, والعراق الآن أصبح جامعة عريقة للإرهاب". ومنذ الإعلان عن فوز ترامب, لم تتوقف المظاهرات المناهضة له بعدد من المدن الأمريكية, وسط مخاوف لدى الأقليات والمهاجرين وفئات اجتماعية تخشى سياسات "فاشية".