قالت مجلة "التايم" الأمريكية, إن فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالسباق إلى البيت الأبيض, يعني الرجوع إلى الوراء, وانتشار الاستبداد في جميع أنحاء كوكب الأرض, خاصة في منطقة الشرق الأوسط. وأضافت المجلة في تعليق لها في 10 نوفمبر, أن ترامب أشاد في مقابلاته بالقادة المستبدين في جميع أنحاء العالم, وعلى رأسهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس العراقي الراحل صدام حسين, ولذا فإن الأسوأ ينتظر منطقة الشرق الأوسط تحديدا, لما تعانيه من صراعات وحروب. وتابعت " ترامب امتدح القمع في عهد صدام حسين، ووصفه بالقاتل الفعال للإرهابيين, ولذا فإن الأرجح أنه سيعتمد بعد وصوله للبيت الأبيض على القادة المستبدين في الشرق الأوسط, في محاولة لاستعادة الاستقرار في المنطقة, ما يمهد لانتشار الاستبداد في كل بلاد الشرق الأوسط تقريبا". وخلصت المجلة إلى التأكيد أن سياسات ترامب لن تجلب سوى المزيد من الاضطرابات والتطرف والحروب في الشرق الأوسط, لأن الاستقرار لا يتحقق عن طريق الاستبداد وانتهاكات حقوق الإنسان. وكان ترامب أشاد خلال تجمع انتخابي في كارولاينا الشمالية في 6 يوليو الماضي بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين, قائلا :" إن صدام كان شخصا سيئا بالفعل، لكن هل تعلمون ما هو الأمر الجيد الذي فعله؟ لقد قتل إرهابيين، وقام بذلك بشكل جيد", وأضاف "لم تتم تلاوة حقوقهم عليهم، ولم يكن هناك أي حديث معهم, كانوا إرهابيين, ويجري قتلهم". وتابع " كان يجب على الولاياتالمتحدة عدم زعزعة استقرار العراق, الذي أصبح بعد 13 عاما على التدخل الأمريكي ملاذا لتنظيم الدولة". واستطرد "العراق أصبح بمثابة هارفرد بالنسبة للإرهاب"، في إشارة إلى الجامعة الأمريكية العريقة. وأضاف ترامب خلال التجمع الانتخابي"انظروا إلى ليبيا، انظروا إلى العراق, في السابق لم يكن يتواجد إرهابيون في العراق, كان صدام حسين يقتلهم على الفور, والعراق الآن أصبح جامعة عريقة للإرهاب". وكان آلاف الأشخاص تظاهروا في مدن أمريكية عدة للتعبير عن غضبهم ورفضهم انتخاب ترامب، وانتقدوا تصريحات وجهها أثناء حملته الانتخابية للمهاجرين والمسلمين وجماعات أخرى. وقد أصيب خمسة أشخاص بجروح إثر إطلاق نار وقع في مدينة سياتل قرب موقع الاحتجاج في المدينة، غير أن مساعد قائد شرطة المدينة أكد أن إطلاق النار لا علاقة له بالمظاهرات المناهضة لترامب, وإنما نجم عن مشاجرة شخصية. وفي نيويورك, نزل آلاف المحتجين إلى شوارع وسط مانهاتن، وشقوا طريقهم إلى برج ترامب حيث يعيش الرئيس المنتخب في الشارع الخامس, وتجمع مئات آخرون في متنزه بمانهاتن وهتفوا "ليس رئيسي". وأمام البيت الأبيض في واشنطن, احتشد مئات الشبان حاملين شموعا ورافعين لافتات كتب عليها "لدينا صوت!"، مصرّين على إيصال صوتهم رغم الطقس الماطر، ومنددين خصوصا بأفكار ترامب وتصريحاته التي يعتبرونها عنصرية تجاه النساء والأجانب وغير البيض. ونقلت "الجزيرة" عن أحد منظمي المظاهرة ويدعى بن ويكلر إن "الناس لديهم الحق بالشعور بالخوف"، مؤكدا في كلمة أمام المتظاهرين أنهم ليسوا وحدهم وأن مظاهرات مماثلة تجري في الوقت نفسه في عموم البلاد، في حين راح جمعٌ من المحتشدين يهتف "لسنا وحدنا". وفي لوس أنجلوس، ألقت الشرطة القبض على نحو 13 شخصا عندما كانت تحاول تفريق مسيرة ضمت أكثر من خمسة آلاف شخص أغلبهم من طلبة المدارس الثانوية والجامعات، بعد أن عطلوا حركة المرور في إحدى الطرق الرئيسة بالمدينة. كما قام نحو ستة آلاف محتج بتعطيل حركة المرور في أوكلاند بكاليفورنيا. وأضرم المحتجون النار في القمامة وسط تقاطع طرق, وأطلقوا الألعاب النارية وحطموا واجهات متاجر. وقالت "رويترز", إن الشرطة ردت بإلقاء مواد كيميائية مهيجة للأعين على المحتجين، في حين ذكرت متحدثة باسم إدارة شرطة أوكلاند أن شرطيين أصيبا في أوكلاند ولحقت أضرار بسيارتين للشرطة. وفي وسط شيكاغو, تجمع 1800 محتج تقريبا خارج برج وفندق ترامب العالمي، ورددوا هتافات مثل "لا لترامب", و"أمريكا لن تكون عنصرية". وفي سياتل، عبر المحتجون عن رفضهم الشديد لتعهد ترامب خلال حملته بإقامة جدار على الحدود مع المكسيك لمنع دخول المهاجرين غير النظاميين. وتجمع مئات أيضا في فيلادلفيا وبوسطن وبورتلاند في أوريجون، وقالت الشرطة في أوستن عاصمة تكساس إن نحو 400 شخص خرجوا أيضا في مسيرة احتجاجا على فوز ترامب.