تحدث رجل الأعمال المهندس محمد منصور، عن إحدى أصعب وأهم الفترات في حياته، والتي شهدت انقلابه من شاب ينتمي لواحدة من أثرى العائلات في مصر، إلى طالب فقير يعمل في مطعم بالولايات المتحدة، مع قرار التأميم، ومصادرة معظم ممتلكاتهم بعد ثورة يوليو 1952. ورد خلال مقابلة ببرنامج «معكم» على تساؤل الإعلامية منى الشاذلي، «ماذا كنت تفعل، كنت مهددا، لا تجد ما تأكله ولا يصلك أي مليم من مصر؟!»، قائلا: «إرادة الله سبحانه وتعالى، ماذا أقول، لكن كانت لدي قوة إرادة وعزم». وكشف عن زيارته للمطعم الذي كان يعمل فيه كطالب، حين دُعي لإلقاء كلمة في حفل تخرج الجامعة الأمريكية التي درس بها. وقال: «ذهبت إلى المطعم الذي كنت أعمل به، وأولادي معي، وكان صاحب المطعم لاعب كرة قدم أمريكية، فسألت عنه فوجدته أصبح عجوزًا، فقلت له: أنا محمد منصور الذي كان يعمل هنا، فتذكرني واحتضنني، عملت معه ثلاث سنوات، ثم ذهب وأخبر رواد المطعم وقال لهم: هذا الشاب كان يعمل لدي زمان، ونجح وأصبح غنيا جدًا، وكل ما تعلمه تعلمه هنا عندي في المطعم». وأشار إلى تأكيده للخريجين الجدد أن الرجل الذي كان يقف أمامهم، لم يكن سوى عامل بسيط في مطعم، مضيفا: «قلت لهم الطالب الذي كان فاشلا ، هو اليوم يلقي محاضرة لكل الخريجين، ومحمد الجرسون، كما كنت معروفا، اليوم يوظف 60 ألف شخص حول العالم». وكشف عن طبيعة عمله في ذلك الوقت، مشيرا إلى بدايته ب «الغسيل» قبل أن ينتقل لخدمة الزبائن، وكان يدخر «بقشيش» الدولار أو الاثنين دولار من المطعم ليسدد ديونه، مشيرا إلى أنه كان يعيش في «بدروم» تتسرب به المياه؛ لعدم امتلاكه الأموال. ورد على سؤال حول قيمة «البقشيش» الذي تركه عند عودته للمطعم، مشيرا إلى منحه 100 دولار كادت أن تسبب في «إغماء» الشاب، معلقا: «فكرني بنفسي، كان طالبا مثلي، وتصورت أنه يمر بنفس الصعاب التي مررت بها». واختتم مؤكدا أن «تجربة الحياة تتطلب المرور بظروف صعبة، والتعلم رحلة مستمرة.. وأنا ما زلت أتعلم حتى الآن».