محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، رسولنا الأمين، الرحمة المهداة للعالمين، هو سيد ولد آدم ولنا بهذا كل الفخر، وعندما تتطاول على مقامه المحمود طغمة من السفلة، ممثلة فى 12 رساما من الدنمارك وصحيفة حقيرة نشرت سفالتهم، فلا تحتج احتجاجاً هو أضعف الإيمان إلا الحكومة المصرية، بينما يتخاذل العالم الإسلامى وتصمت معظم حكوماته صمت الحملان، عندما يحدث هذا نلوذ ب"ربنا لا تؤاخنا بما فعل السفهاء منا"، مستحضرين اليقين بأن الصمت سفاهة، والرد الخائر سفاهة، والغفلة عن الأسباب الداخلية التى شجعت الأعداء على هذه السفالة سفاهة أيضاً؛ فما كانت هناك قوة فى الغرب ولا فى غير الغرب تجسر على أن تتطاول على مقامه صلى الله عليه وسلم لولا ثقتها فى أن هناك أبواقاً للنفاق ستنطلق حين يجد الجد فى أرجاء العالم الإسلامى تبرر الجريمة، بل تبرئ الجانى وتدين الضحية. وأذكر فى نهاية التسعينيات أن مدرس مادة "تاريخ الشرق الأوسط" فى الجامعة الأمريكية قام بفرض كتاب، يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، على الطلبة، وجعله مرجعاً أساسياً لبحث خصصت له نسبة محددة من الدرجات، وعندما فضحت الملعوب فى جريدة "الشعب" باعتباره محض سفالة هاجت الأقلام تبرر وتمرر وتردد أكاذيب من عينة أن الكتاب ليس "مقررا" والطلبة غير مطالبين بدراسته، وكانت مناسبة لا لفضح الأكاذيب المعاصرة فقط، ولكن لكشف بعض الصفحات المستترة من تاريخ الكذب والتآمر على الإسلام فى دياره، وبين ما يسر الله كشفه كذبة عمرها أكثر من 60 سنة، رددتها الجامعة الأمريكية فى ثلاثينيات القرن العشرين، إثر توزيع منشورات تتطاول على رسول الله صلى الله عليه وسلم عبارة عن فقرات مقتبسة من كتاب "محاورات من الخيال" للكاتب البريطانى "والتر سافيدج لاندور"، وقد أشارت أصابع الاتهام إلى الجامعة الأمريكية باعتبارها تملك نسخة من هذا الكتاب فى مكتبتها، لكن الجامعة استماتت فى الدفاع مدعية أنه لا توجد لديها نسخة من الكتاب، وهى كذبة قديمة تم كشفها فى إطار الرد على الأكاذيب الجديدة، إذ قمت بالدخول على الموقع الإلكترونى للجامعة الأمريكية لأجد الكتاب مسجلاً بين ما تحتويه مكتبتها، فهل انقطع حبل الأكاذيب وتوقفت سلسلة التطاول؟ الواقع:لا، ففى سنة 2002 صدر كتيب صغير يباع ب25 قرشاً لا غير فى سلسلة "أمهات الكتب" وهى سلسلة ضمن "مكتبة الأسرة" تهدف إلى تعريف النشء بالكتب المهمة فى التراث الإنسانى مع إعطائه نبذة عنها تشجيعاً له على قراءتها كاملة حين تتاح له، كان الكتيب يحمل عنوان "محاورات من الخيال"، وكانت مقدمته تشيد كل الإشادة بالكتاب وفكرته ومحتواه ومؤلفه، وقبل هذا كله فقد اعتبرته هيئة الكتاب من "أمهات الكتب"، والحقيقة أن هذا كله كذب غليظ وصفاقة لا حدود لها، فقاموس "أكسفورد" يعرف المؤلف "والتر سافيدج لاندور" بأنه مجرد كاتب متوسط القيمة والموهبة" فضلاً عن كونه يمثل أسلوباً عفا عليه الزمن، أما كتابه "محاورات من الخيال" فهو بائر لم يجد من يشتريه. وهكذا فالكاتب والكتاب معاً لا قيمة لهما أحدهما أو كليهما ولا يمكن اعتبار الكتاب من "أمهات الكتب" ولا من خالاتها! والأهم من هذا كله أن الكتاب يقول على لسان ابنة "كونت" من عصور الظلام فى أوربا، وهى ترد على شقيقها الذى (يتهمها) بأنها تتحدث كأتباع محمد: "وهل تظننى جاهلة بحيث لا أعرف ما تعرفه أصغر الفتيات؟ إن محمدا مجرد كلب له ثلاثة ذيول كذيول الخيل"! هذا هو ما اعتبرته هيئة مصرية رسمية من أمهات الكتب، صحيح أن كتيبها التعريفى بالكتاب لم يتضمن ترجمة هذه البذاءة، لكن الكتيب تضمن دعوة حارة لقراءة الكتاب كاملاً، أى أنه ارتضى أن يكون السهم الذى يشير إلى هذه السفالة، وهو سهم انغرس فى أعناقنا جميعا!