أثارت حملة الإساءة إلى رسول البشرية - صلى الله عليه وسلم – الجميع ولم تقتصر الإثارة على المسلمين فقط ، بل تعدد ذلك فشملت المسيحيين وربما المعتدلين من اليهود حتى ان كانوا غير مصدقين النبى محمد ، ولكن مجرد الإساءة إلى شخصه أثارت الجميع لمجرد التهكم على رسولنا الكريم بهذا الشكل المبتذل ولن تختلف تماماً أن الخطأ قد وقع بالفعل وليس الأن ، ولكن من البداية عندما خرج علينا أحد الصحفيين ينشر فى جريده رسوماً تسئ إلى الإسلام والمسلمين وبالتحديد لشخص رسولنا الكريم ووقتها قامت الدنيا وخرجت الناس تندد بما ظهر على صفحات الجريدة وشن الجميع فى أنحاء العالم حملة المقاطعة للبضائع الدنماركية وانهالت الرسائل والبريد الإلكترونى لتشجيع المقاطعة لضرب الإقتصاد الدنماركى فى محاولة لتوصيل رسالة واستقرت الأحوال وعاد الشارع الإسلامى إلى حالته الأولى وتدفقت البضائع إلى المحلات وتهافت الجميع عليها وكأن شيئاً لم يكن وقتها لم يسأل أى منا مجرد سؤال لماذا كانت المقاطعة وكيف تمت ولماذا رجعت الأمور إلى مجاريها مرة أخرى إلى أن أصبح علينا يوم خرجت معظم الصحف والعديد من البرامج التى تتعمد الإساءة إلى شخص الرسول الكريم محمد – صلى الله عليه وسلم – مرة أخرى وظهرت صورة وهمية يشيرون بها هؤلاء الكفرة إلى شخص الرسول وكانت فى الصفحة رقم 8 من الجريدة الدنماركية والمعروف عنها أنها مخصصة للموضوعات الإباحية وهى عادية فى الجرائد والمجلات حسب طبيعة شعبهم وفى هذه المرة كان الهجوم بشكل عشوائى ومكثف ولم يخرج أى شخص من أفراد الشعب الدنماركى يندد أو يدين هذا الهجوم و اقتصر الحال فقط على المسلمين والعرب المقيمين هناك وطبعاً اجتاحت المظاهرات وشعارات المقاطعة جميع الدول الإسلامية والعربية وخرج من غير المسلمين من يندد بالهجوم على الأديان والرموز الدينية ورسول البشرية محمد – صلى الله عليه وسلم – ليس مجرد رمز ولكنه من حمل رسالة رب العالمين إلى البشرية جمعاء وأخر الأنبياء المبعوثين من رب السماء ليهدى بنى آدم إلى آخر الأديان السماوية الإسلام وكالعادة انتقض الجميع وخرج بدون تفكير يطالب بسلام المقاطعة وكأنه الوحيد الذى نمتلكه ونحن لا نقصد أن الحدث عادى أو يمكن أن يمر مرور الكرام دون وقفة حازمة ولكن علينا أن نحلل الأمور أولاً ونسأل أنفسنا لماذا خرجت تلك الإساءة أولاً وكانت حالة فردية ولماذا قوبلت ببعض النقد فى أول مرة من الشعب الدنماركى نفسه ولماذا عادت تلك الإساءة مرة أخرى وبهذا الكم الذى أشبه حالة الإجماع فلم يلتفت أحد منا إلى هذا ولو بمجرد تفكير وعندما حاولنا الإقتراب من الحدث وجدنا أنه سبق حملة الإساءة إلى رسولنا الكريم خبر فى الجرائد الدنماركية يشير إلى إحباط مخطط من جماعة من المسلمين لإغتيال الصحفى الذى سبق وأن أساء إلى رسولنا الكريم أول مرة وكان هذا الخبر هو الذريعة التى استخدمتها مجموعة من الصحفيين والإعلاميين لشن حملة الإساءة فى رسالة حسب معتقداتهم أن الإساءة فى هذه المرة جماعية وإذا أردتم القصاص فعليكم التخطيط لإغتيال الجماعة بأكملها ولم تقف الأمور عند هذا الحد وامتدت إلى شبه إجماع من عناصر الشعب الدنماركى نفسه فى صورة استفزازية أو فى محاولة لإعتبار الموقف جماعياً حتى لا يكون هناك شخص محدد يمكن الإنتقام منه وعلى الرغم من أن التصرف أبسط ما يقال عنه أنه أحمق ، ولكن علينا أن نسأل أنفسنا هل الإغتيال هو الحل وهل هذا هو ديننا الإسلامى الذى يدعو للتسامح والحوار وإحترام العقائد وإذا كان مثل هذا التصرف قد صدر ممن يدعون الغيرة على الإسلام فكيف تتعجب من رد فعل أحمق ممن لا يعتقدون فى وجود رب العالمين أصلاً ولا يؤمنون بالله وأكثر ما يثيرهم هو القتل وإذا كان ديننا الإسلامى ينهينا فى إحدى آياته عن سب الكافرين علنا حتى لا يخرج علينا منهم من يسب ربنا بجهالة منه فكيف نقع فى مثل هذا الخطأ كفريسة لمن لا يعلم شيئاً عن أديان سماوية ولا عن رب السماء الأعلى والموضوع هنا لا يحتاج إلى مقاطعة أو ضرب اقتصاد دولة أو حتى شن الحرب وإبادة دولة على سبيل رد الإعتبار ، ولكن الأمر وصل إلى اللجوء إلى حكمة الإسلام فى المواجهة والحوار والإتيان بالفعل وليس بالقول فقط أن الدين الإسلامى هو رحمة للعالمين . [email protected]