السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا من المتابعين للباب بحرص وأحبك وأثق برأيك جدا دكتورة أميمة.. وسأكتب نبذة عن ظروفي لأطرح عليكِ مشكلتى.. عمى رجل مسن ومريض لا يتحرك عمره 75 سنة، ولأنه تزوج في سن كبيرة وأنجب 3 بنات فالكبيرة 14 سنة، وزوجته توفيت من 3 سنين، أنا وإخوتي 4 ولد أكبر منى معاق، وبنتان أصغر منى في التعليم، والدى رحمه الله كان شيخًا وإمامًا بوزارة الأوقاف والحمد لله جميعنا ملتزمون، أنا وإخوتى وبنات عمى، وكنا نسكن في منزل إيجار ولدينا محل صغير نمتلكه نبيع فيه ملابس ومفروشات وكانت ظروفنا المادية ميسورة ومرتفعة، حتى أبي كان يساعد عمى لأنه كان سائق ورزقه محدود.. ولكن المأساة من بعد مرض والدى ظل 6 سنوات مريض وحتى علاجه على نفقة الدولة لم يجدى معه واضطرت أمى لبيع المحل حتى تعالج أخى ووالدى وتجري له عملياته، وبعد ذلك لم نقدر على دفع إيجار منزلنا لمدة تزيد عن سنة فاستطاعت صاحبة المنزل طردنا، ولكن عمى ربنا يكرمه أخذنا نعيش معه معززين مكرمين، هو حنون و يحبنا ويخاف علينا جدا وبقدر استطاعته كان يصرف علينا، لكن يشاء الله أن يعجز عمى عن العمل فكان سائق وليس له معاش مثل أبي.. ولهذه الظروف يا دكتورة إضطريت أنى أترك الدراسة بالمعهد وبحثت عن عمل والحمد لله أعمل الآن في مكانين نهارا بأحد المصانع، وليلا مع طبيبة محترمة، حتى أستطيع أن أصرف قدر استطاعتى على إخوتى وبنات عمى المريض وأمى المريضة التي رغم مرضها تحاول أن تعمل أعمال بسيطة هى الأخرى لتساعد الجميع لكن بالفتات، والتى اضطرت أن تستدين لعلاج عمى تقديرا منها له على أنه يحبنا ويحافظ علينا ربنا ما يحرمنى منهم كلهم.. شرحت لحضرتك وضعنا حتى تنصحينى في سؤالى، فمشكلتى أن شابا كان يأتى العيادة مندوبا عن شركة الأدوية أعجب بي وطلبنى للزواج وأنا تعلقت به جدا فهو شخص ملتزم ويصلي ومهذب جدا منذ 10 شهور يحاول أن يتقدم لي، ونظرا لظروفنا المادية فأحاول أن أتهرب بأعذار، وفي يوم أتت معه أخته الكبيرة وحدثتنى في الموضوع وطلبت أخذ ميعاد مع عمى، ورغم إحراجى فاتحت عمى في الموضوع، وشعرت بحيرة في نفسه، وبعدها استيقظت فجراً للصلاة لأجده يصلى جالسًا ويبكى بشدة ويتوسل إلى الله بالفرج، وعلمت وقتها أننى أخطأت أننى حدثته بموضوعى، فرفضت العريس وأنا أتقطع من داخلي، لأن راتبى وأجرى أصلا لا يكفيان مع معاش أبى على سد جوع العائلة، المهم فضّلت ألا أتخلى عنهم، ولكن من شهر تقريبا حدثنى هذا الشاب مرة أخرى هو وأخته وقالا لى إنهما تعجبا من رفضي!! فسألا كثيرا وعرفا أن السبب ظروفنا المادية، وأصر على خطبتى وانتظارى حتى تتحسن ظروفنا، ولكن أنا الآن لا أجد مخرجًا في السنوات القريبة، وخاصة أنى كنت أنتظر أن تأخذ أختى الأصغر الدبلوم لتعمل وتساعدنى في تربية بنات عمنا وأخى المعاق، فهل أوافق وهل سيتحمل معى هذه السنوات؟ أم أصر على رفضى ولا أتزوج إطلاقا بسبب ظروفنا؟ (الرد) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حبيبتى أخجلتينى وستخجلين كثيرًا من الرجال بحبك الكبير لأهلك وكفاحك وتضحياتك من أجلهم رغم سنك الصغير، والتى يعجز عنها مئات الرجال فأثبتى أنك فتاة بمائة رجل..
وليكن أملك في الله تعالى أنه لن يضيعكم، ثم في إخوانك في الله، أنهم لن يتركوك وحدك تواجهين أمواج الدنيا العاتية، والذين أدعوهم لذلك من مصر ومن خارجها، حتى نشارك جميعا في مساعدتكم وعفتكم إلى أن تخرجون جميعا من عنق الزجاجة بإذن الله تعالى..وأنا شخصيا أتمنى أن أعيد لكم مشروع المفروشات الذي كنتم تعملون به وسوف يوفقنا الله تعالى بإذن الله..
أعلم يا حبيبتى أنك تتحملين فوق طاقتك بدءاً من تركك لمعهدك واستكمال تعليمك وإلى الآن، ولكن لك حياة خاصة من حقك أن تعيشيها مع شخص يحبك ويقدرك، مثل ذلك الخطيب، وها هو قد علم بظروفك، تحدثي معه بوضوح وصراحة أكثر، فلو وافق على انتظارك كان بها، وإن لم يوافق فلا تحزنى فكل شيء مقدر بأمر الله تعالى، واستمرى في كفاحك إلى أن يقضى الله أمره، وثقي وقتها بأن الله تعالى سوف يعوضك بأفضل منه، لكن أن يكون قرارك هو رفض الزواج نهائياً فهذا لا يصح غاليتى، وعندما يأتى نصيبك من الزواج فسوف ييسر الله لك أمره إن شاء الله، فالله سبحانه وتعالى يأتى بكل شيء في موعد هو الأنسب لصاحبه، وإن منع عنه الشيء في وقت ما يتمناه فهذا يكون رحمة به ولله في خلقه شؤون.. غاليتى خطفتى قلبي وأنا أقرأ رسالتك، ولكن ثقي أن دوام الحال من المحال، ويوما ما سيبدل الله تعالى حالكم إلي أفضل حال، من الفقر إلى الغنى ومن المرض إلى الصحة ومن الهم إلى الفرح الكبير بإذن الله تعالى، واعلمى أيضاً أنكم تنعمون بنعمة كبيرة جدا يفتقدها الكثير من العائلات أدامها الله عليكم هى نعمة الترابط والمحبة والحنان وخوف الكبير على الصغير واحتضانكم لبعضكم ما شاء الله تبارك الله، وإننى لأحيي عمك الرائع الشهم شفاه الله وعافاه، الذي لم يتخلى عنكم بعد وفاة أخيه، وهو بالفعل يستحق التضحية منك ومن والدتك الفاضلة التى تقدر عمك عرفاناً منها بجميل صنعه معكم، جزاكم الله تعالى جميعا عن بعضكم خير الجزاء وأصلح حالكم وستركم في الدنيا والآخرة.
................................................... للتواصل.. وإرسال مشكلتك إلى الدكتورة/ أميمة السيد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. مع رجاء خاص للسادة أصحاب المشاكل بالاختصار وعدم التطويل.. وفضلا..أى رسالة يشترط فيها الرد فقط عبر البريد الإلكتروني فلن ينظر إليها..فالباب هنا لا ينشر اسم صاحب المشكلة، ونشرها يسمح بمشاركات القراء بأرائهم القيمة، بالإضافة إلي أن الجميع يستفيد منها كتجربة فيشارك صاحبها في ثواب التناصح. ...................................................................... تنويه للقراء: لقد خصصت مساحة مميزة لقرائى الكرام من صفحتى يوم الأحد من كل أسبوع، من جريدة المصريون الورقية، لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة، ليشارك معى بكلمات هادفة، فليتفضل بإرسالها لى عبر الإيميل المخصص للباب، مرفقة باسمه وصورته الشخصية، لنشرها بصفحة "إفتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق"...أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معي. ................................................................... تذكرة للقراء: السادة القراء أصحاب المشكلات التى عرضت بالموقع الإلكترونى.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة المصريون الورقية فسوف تنشر مشكلاتكم تباعاً بها يوم الأحد من كل أسبوع..كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل.