تصاعدت حدة اللهجة المستخدمة في الحديث بين ممثلي الولاياتالمتحدةوروسيا، على خلفية قصف القافلة الإنسانية قرب حلب في سوريا، وإلقاء اللوم وتوجيه الاتهام بشأن الغارات الجوية الأخيرة على حلب. ونفى الجيش الروسي مجددا، الأربعاء، أن يكون قصف قافلة إنسانية قرب حلب في سوريا، وأكد أن طائرة من دون طيار من نوع بريدايتور تابعة لقوات التحالف كانت تحلق في أجواء هذا القطاع عند وقوع القصف. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيغور كوناشينكوف: "مساء التاسع عشر من سبتمبر كانت توجد طائرة هجومية من دون طيار تابعة لقوات التحالف الدولي في الأجواء فوق هذه المنطقة على ارتفاع 3600 متر وتسير بسرعة 200 كلم في الساعة". وخلال كلمته في الجلسة الخاصة بمجلس الأمن بشأن سوريا، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن استئناف المفاوضات السورية يجب أن يكون من دون أي شروط مسبقة، وطالب مجلس الأمن باستغلال نفوذه للتأثير على الجهات المعنية لضمان التزامها بتعهداتها لإنقاذ الهدنة. من جانبه، رد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في كلمته قائلا إن جهود التوصل إلى حل لا يمكن إنقاذها إلا إذا تحملت روسيا مسؤولية الغارات الجوية الأخيرة. وقال كيري إن الطائرات الروسية والسورية فقط كانت تعمل في مناطق شمال سوريا، حيث تعرضت قوافل إغاثة تابعة للأمم المتحدة إلى غارة جوية، الاثنين، كما تعرضت عيادة ميدانية للقصف الثلاثاء. وأضاف كيري: "أعتقد أنه لعودة المصداقية إلى العملية، علينا أن نحاول منع تحليق جميع الطائرات في هذه المناطق الرئيسية فورا من أجل نزع فتيل التصعيد ومنح الفرصة لدخول المساعدات الإنسانية دون عائق". وتابع: "في جنيف قالت روسيا إن بشار الأسد مستعد للالتزام بوقف الأعمال القتالية وأنه سيقبل فكرة عدم التحليق فوق مناطق متفق عليها". وأضاف كيري: "لكن بسبب ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية .. ليس لدينا أي خيار سوى أن نفعل ذلك عاجلا وليس آجلا، والتحرك فورا لاستعادة الثقة وتطبيق وقف إطلاق نار حقيقي الآن". ونفت موسكو أن تكون طائراتها أو الطائرات السورية شنت الغارة على قافلة الأممالمتحدة، وقال لافروف أمام المجلس إن قوات الحكومة السورية "لن توقف إطلاق النار من جانب واحد". وأضاف أن المرات السابقة، التي توقفت فيها الحكومة عن القصف، لم تسفر سوى عن السماح للفصائل المسلحة بإعادة التزود بالسلاح وتعزيز مواقعها، داعيا الدول الأعضاء في الأممالمتحدة إلى إعادة النظر في "قائمة المجموعات الإرهابية" المحظورة المستثناة من وقف إطلاق النار. وتابع لافروف: "إذا استطعنا أن نتفق على مثل هذه المقاربة الشاملة المتعددة الجوانب، فإن فرص إنقاذ وقف الأعمال القتالية ونجاحه ستكون أفضل".