رسالة مؤثرة ل"زوجة باسم عودة" بعد لقاء زوجها "طلبات الزواج.. بيع أثاث البيوت.. والإضراب عن الطعام" أبرز الرسائل المبكية لأهالى المعتقلين.. وطالب جامعى ل "ذويه" أخرجونى حيًا أو ميتًا
خلف القضبان، يقبع الآلاف من المعتقلين, تاركين خلفهم أسرهم وأطفالهم بالخارج, منهم من يتمنى النظرة من أبيه, ومنهم الزوجة التى تلتهف لسماع صوت زوجها, ومنهم الابن العاشق لحضن والده المفقود.
ولم يجد هؤلاء المكروبون, سوى الرسائل، التى يعبرون بها عن كم الأسى والأم والمعاناة, بسبب فقدانهم لذويهم واعتقالهم. رصدت ال"المصريون"، عددًا من تلك الرسائل المبكية على النحو التالى.. رسالة زوجة تطلب الإذن بزواج ابنتها عبد الحكيم إسماعيل، معلم من الزقازيقالشرقية، أعتقل منذ أكثر من عامين ونصف العام فى نوفمبر عام 2013 وحكم عليه بالسجن و3 آخرين ب 10 سنوات فى قضية الاتحادية. وقد وصلت له الرسالة بطريقة أو بأخرى، حيث إنه معتقل فى سجن العقرب شديد الحراسة وممنوع عنه الزيارة. وكان نص الرسالة مرتبط بمجىء عريس لابنته، فقالت له زوجته "زوجى العزيز جاءنا رجل نرتضى دينه وخلقه خاطبًا ابنتنا سمية، نريد الرد؟". وكان رد الزوج المعتقل "زوجوه بعد الاستشارة والاستخارة"، حيث كان رد الزوج بتفويض الأمر بالكامل للزوجة لثقته فى اختارها. رسالة من وزير التموين الأسبق نشرت حنان توفيق زوجة وزير التموين الأسبق، باسم عودة، فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، تدوينه على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" مؤكدة، أن فحواها رسالة من زوجها، فقد كانت وردة أعطاها زوجها لها منوهًا إلى أنها لها ولكل زوجة صامدة مرابطه فى سبيل الله خلف زوجها. وأضافت "لقد منّ علىّ الله تبارك وتعالى برؤية زوجى بل والسلام عليه أيضًا بعد طول غياب، وقد بعث لى بوردة داخل قاعة المحكمة وعندما قابلته وشكرته عليها، قال لى إنها لى ولكل زوجة صامدة مرابطة فى سبيل الله خلف زوجها. ولهذا فقد رأيت أنه يتحتم عليه إرسال الرسالة، فتحية خاصة لكل زوجات المعتقلين اللاتى يؤدين ومازلن يؤدين كل ما عليهن من واجبات دون تقصير أو كلل ويحتسبن ما يجدن من حرمان وظروف قاسية لله، لا ينتظرن من غيره جزاء ولا شكورًا، وجبر الله خواطر كل الصامدات الصابرات وفرج الله عن كل معتقل صامد على طريق الحق حتى يرفع الله عنا الغمة وننعم بتحرير أوطاننا مطالبة بفتح الزيارة بسجن ملحق المزرعة. رسالة معتقل لوالده بعد وفاته أرسل المعتقل ياسر عيسوى، بعد خبر وفاة والده رسالة له حزنًا عليه بسبب ما وصلت له حالته من الإهمال الصحى فى سجن العقرب. وكانت محتوى الرسالة : "رحل عنى أبى رحل عنى.. رحل عنى من كان سندى رحل عنى.. رحل عنى الأب والصديق والأخ رحل عنى.. رحل عنى من كان يرعانى ويرعى أسرتى رحل عنى.. رحل عنى فى غفلة وبدون وداع رحل عنى.. قلبى ينزف والدمع يسيل على فراقك يا أبى.. فليس بيدى حيلة وأنا خلف القطبان". زوجة معتقل: "هنبيع عفش البيت آه ولا لأ" تدوال نشطاء موقع التواصل الاجتماعى, صورة من إحدى جلسات محاكمة المتهمين فى القضية المعروفة إعلاميًا ب"أنصار بيت المقدس"، توضح مدى المعاناة التى تعيشها الأسرة منذ اعتقال عائلها على ذمة القضية. الصورة كان مكتوب عليها "هنبيع عفش البيت.. أه ولا لأ؟"، حيث وجهت زوجة أحد المعتقلين رسالة على هيئة سؤال مكتوب فى ورقة, لزوجها المعتقل عن إمكانية تصرفها فى أثاث المنزل وبيعه بسبب الضائقة المالية التى يعيشون فيها، وذلك ليسهل تغطية مصاريف الأسرة ومصاريف زيارات المعتقل. رسالة من طالب معتقل:"أخرجونى حيًا أو ميتًا" وأرسل الطالب عبد الرحمن الجندى, طالب كلية الهندسة, والذى اعتقل فى السادس من أكتوبر عام 2013, وتم الحكم علية بالسجن لمدة 15 عامًا, رسالة من محبسه, يشكو فيها أحزانه وألمه والظروف الصعبة التى يمر بها, و يطالب فيها بإخراجه حيًا أو ميتًا. قائلًا: "أريد الخروج من هذا القبر قبل أن أفقد كل ما تبقى من أى شىء جيد دخلى". وكان نص الرسالة: "هذا قئ اتقيًأ ما بعقلى كى أجن لكنى سأجن حقًا عاجلًا أو آجلاً لأنه عندما يعجز العقل على الفهم, يتعطل المنطق, ويعتصر القلب, ألماً حقيقيًا تشعر به فى صدرك مع كل دقة, حتى تتمنى أن يكف عن الدق من حده الألم وقسوته". زوجة أحمد ماهر: "ابنك دموعه على خده" وفى رسالة مبكية من ريهام إبراهيم, زوجة المعتقل أحمد ماهر مؤسس حركة شباب 6 إبريل. تقول فيها: "ميرال كبرت وبقى عندها 8 سنين, ونضال مش ناسى أول زيارة لك وهو بيشد فيك ودموعه مغرقة وشه". زوجة هشام جعفر: "اللقمة بتوقف لما افتكر محبسه" وفى رسالة مبكية أخرى, وجهت زوجة المعتقل هشام جعفر, مدير مؤسسة مدى الإعلامية, تروى فيها شعورها كزوجة معتقل. وتقول: "أنا هتكلم عن مشاعر أهل المعتقل اللى بتكون متضاربة, ساعة أحسن بانشراح شديد وأنه هيخرج ولما أعرف أنه اتجدد له أعيش يومين تعبانة, وعندى يأس, أكل ساعات بشهية ولما افتكر حبسته اللقمة تقف فى زورى".