فجرت صور احتضان الدكتور أحمد عارف زوجته أمام الكاميرات في قلب المحكمة كوامن الأسى والتقدير في آن واحد، حيث عبر عن افتقاد الزوجة الصامدة لزوجها الذي اعتقل فور حدوث الانقلاب ، فيما اعتبر ، في الوقت نفسه، تكريما للزوجة الصامدة إلى جوار زوجها، رغم المعاناة الشديدة التي واجهتها منذ اعتقاله حتى الآن. وهو الأمر الذي ينطبق على الآلاف من زوجات المعتقلين والشهداء الذين استحقوا، عن جدارة، الوردة التي أرسلها لهن الدكتور باسم عودة من القاعة نفسها، وفقا لما أكدته زوجته الدكتورة حنان توفيق. غير مشهورات ورغم تركيز وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي على عدد من النماذج المشهورة للزوجات الصامدات إلى جوار أزواجهن؛ فإن هناك الآلاف غيرهن لا يعرفهن إلا الأزواج، ومنهن من عجزت عن دفع كفالة زوجها ليخرج من المعتقل، التي لم تجد إلا قاعة المحكمة لتخبر زوجها "نبيع عفش البيت أم لا" ، أو تستأذنه في تزويج ابنته من "ابن الحلال"، أو تلك التي اضطرت للعمل في البيوت أو بيع "التموين" في الأسواق. سجن العقرب كما سجلت كاميرات هواتف زوجات وأمهات وأبناء المعتقلين معاناتهم، إضافة لتقديمهم شكاوى من الانتهاكات التي تمارس بحق الأهالي، للمنظمات الحقوقية، حول سوء الأوضاع والزيارات داخل السجن، وعدم السماح لهن بدخول المتعلقات الخاصة بالمحبوسين، وسوء أوضاع الزيارات مما دفع بعض الأهالي للانتظار أمام السجن من اليوم السابق والنوم أمامه لكي يتمكنوا من الدخول، وأنه إذا سمح بالزيارة تغلق إدارة السجن "النظارات" الموجودة على أبواب الزنازين كنوع من العقاب للأهالي. زوجات الصحفيين وزوجات سجناء العقرب نموذج للزوجات أعتصمن بشكل يومي في نقابة الصحفيين لنقل معاناة العقرب ونظمن وقفات شارك فيها زوجات المعتقلين عامة على سلالم النقابة. تشتري ملعقة؟ ومن أمام سجن العقرب، تبيع "أم مريم" الملاعق البلاستيكية لزوجات المعتقلين، للإنفاق على زوجها وبناتها الثلاث "العرايس"، والمقيمات في شبرا الخيمة، بل وتفتح الباب أم زوجة معتقل آخر لبيع الأكواب البلاستيكية إلى جانب ملاعقها. أما زوجها فاعتقل ظلما على خلفية تفجير مترو شبرا الخيمة رغم أنه كان خارج مصر حينها لعمله في مجال السياحة ويعول زوجها والده 70 عاما، فضلا عن أسرته، بدأت أم مريم في كفالتهم ببيع الملاعق. زوجة "سلطان" وعلى عدد من الفضائيات استضافت د.نهى عبد الله، زوجة المحامي عصام سلطان، نائب رئيس حزب الوسط، وقالت إن "الظروف دفعتني إلى أن أكون صوت زوجي المعتقل، حيث إنه لا يُسمح له بالحديث، ويوضع خلف لوح زجاجي يحجب صوته أثناء محاكمته". وعن مصدر قوتها قالت إن "أي إنسان معرض أن يفقد عزيمته في مواجهة هذا النظام بجبروته، ولكن الله يقذف القوة والعزيمة في صدورنا، ويثبّتنا على إيماننا بقضيتنا، واستبسال أزواجنا وثباتهم وصبرهم". الدكتورة منار أما الدكتورة منار الطنطاوي، زوجة الصحفي المعتقل هشام جعفر، فكتبت عبر حسابها على الفيس بوك، "الحياة كانت ماشية بحلوها ومرها اللى كنت فاكراه مر". وعن مشاعر زوجة معتقل تقول :"مشاعر اهل المعتقل اللى بتكون مشاعرهم متضاربة ساعة احس بانشراح شديد و انه حيخرج و لما اعرف انه اتجددله اعيش يومين تعبانة و عندى ياس آكل ساعات بشهية ولما افتكر حبسته اللقمة تقف فى فمى مش حته فى زورى ". وتابعت :"انا مكنش لى اى اتصال بحد من اهالى معتقل دلوقتى بدور عليهم علشان آخد خبرتهم فى التعامل مع الناس اللى فى السجن و ايه اللى يروح و ممكن يبقى محتاج ايه.. اكتشفت ان ده مش من حقى لان الدولة لا بتسمح لا بزيارة لأسرته ولا للمحامى ده سجن العقرب لشديدى الخطورة على البلد". خلاصة طبيب الخلاصة كما يقول الطبيب محمد إسماعيل، هي أن "زوجة باسم عودة فكرتني بمعظم زوجات الإخوان المعتقلين لما كنت بروح ازور احمد اخويا في محبسه". ويضيف "كنت بلاقيهم ملبسين عيالهم احلي لبس وكأنهم رايحين فرح مثلا ومحفظين الاولاد الكلام اللي حيقولوه لابائهم علشان يرفعوا بيه روحهم المعنوية، وده معناه انهم مش معيشين عيالهم في هم الاعتقال ومشاكل الحبس، وكنت بشوف في عيون الأباء نظرة الثبات والقوة بعد انتهاء الزيارة". وأضاف:"زوجات المعتقلين هم السبب الرئيسي وراء ثبات هؤلاء الرجال في سجون الظالمين بعد توفيق الله، كل التحية لزوجات المعتقلين". يعني ايه زوجة معتقل؟ أما شيماء ندا، ابنة المعتقل بسجن العقرب عبد المنعم ندا، فتقول في مشاركة عبر حسابها على "فيس بوك" تحت عنوان: "يعني إيه تكون زوجة معتقل؟!"، موضحة مجموعة من الأمور"أن تحفظ زوجها في نفسها وفي بيته وفي ماله وفي أولاده، وأن تربي أولادها أفضل وأحسن تربية؛ لتفتخر بهم أمام العالم وزوجها، ثم تعويض الأطفال عن حنان الأب، وان والدهم لم يسجن ويعتقل لجرم أقترفه". ولأصحاب الزيارات الممنوعة، ترى أنه على الزوجات "تذكر والدهم بأطيب وأحب الصفات وتحببهم في والدهم علشان مش ينسوه، وتزداد مهمتها أكبر وأكبر لو كان أولادها في مرحلة المراهقه، ويحتاجون حنان ونصح وارشاد ومراقبة في جميع أمورهم، ولو كانت ليها بنات في مرحلة الزواج انها تختار لبنتها، زوجا صالحا، وهو قرار مصيري من غير أب". أما أعظم المطلوبات في الزيارة برأيها "أن تقابل زوجها بوجه سمح وبابتسامة يملؤها الفرح والصبر والثبات".