لم تكتف سلطة الانقلاب بتحويل معتقل العقرب إلى مقبرة جماعية للمعتقلين من رافضي الانقلاب العسكري، بل قامت بإمعان الإذلال لذوي المعتقلين، بطريقة تنعدم فيها أبسط معاني الآدمية والإنسانية. ففي مشهد من مشاهد هذا الإذلال، كشفت آية علاء -زوجة الصحفي المعتقل حسن القباني- تعدي قوات أمن الإنقلاب على أهالي المعتقلين بالعقرب، بعد احتجاجهم على سوء المعاملة وعدم السماح لهم بالزيارة، رغم وقوفهم أمام بوابات السجن منذ الساعة 12 منتصف الليل وحتى اليوم التالي، مشيرًا إلى مقابلة أمن الانقلاب احتجاج الأهالي بالضرب والاعتقال. وحسب آية -المتحدثة باسم التحالف الثوري لنساء مصر- فإنه يجب على أسر وزوجات المعتقلين تصعيد قضيتهم في كل مكان، كما يجب على الإعلام الرافض للانقلاب أن يساندهم في هذا الأمر. وكتبت آية عبر حسابها الشخصي على "فيس بوك": كلمتين فى زوري.. لأحبابنا أهالى #مقبرة_العقرب.. لازم نحول قضيتنا لقضية مجتمع.. رأي عام.. زي ما الأطباء عملوا.. ليه نرضى بذل وقرف علشان الأخ حبيبنا المسجون يشوف أهله كام دقيقة وشوية أكل ميكفوش عيل". وتابعت "آه.. الزيارة حياة بالنسبة لنا وبالنسبة لهم.. بس ولا حاجه مقارنة بالكرامة.. والإنسانية.. مهم على الأقل 100 أسرة ع الأقل يقوموا بعمل ما "اعتصام مثلا" أمام مؤسسة سيادية ما "الدفاع.. الداخلية.. ماسبيرو.. التحرير"، وما دام بيستحملوا الإهانة علشان الزيارة قدام السجن يستحملوا الإهانة في مكان تاني.. وينضم ليهم ناس تانية.. "حرروا مطالبكم".. خلوها مطلب شعبي.. محدش هايقف معاكم غير لما يلاقوكم بتاخذوا خطوة لقدام". وأضافت "بجد لازم تصعيد.. لازم تحرك.. مش نافع إلى احنا فيه دا..". من جانبها، أصدرت رابطة أسر معتقلي العقرب بيانًا بشأن ما حدث فى الزيارة أمس الأحد، استنكرت فيه الانتهاكات التي تعرض لها ذوو المعتقلين، وقالت الرابط في بيانها: "ندين ونستنكر بشدة الجريمة التي ارتكبتها قوات الأمن اليوم أمام مجمع سجون طره بالتعدي على أهالي معتقلي العقرب المتوجهين لزيارة ذويهم". وأعلنت الرابطة التصعيد حقوقيًّا وإعلاميًّا، دوليًّا ومحليًّا؛ إذ إن جرائم مصلحة السجون، متمثلة في كل الضباط القائمين على الزيارة، سواء فى المنطقة المركزية للسجون أو في سجن العقرب، لا يمكن أن تمر دون تصعيد وتوثيق من أجل المحاسبة عاجلا أو آجلا؛ حيث إنها جرائم لا تسقط بالتقادم، ولسنا بمن ينسى أو يتناسى أو تلهيه "مسكنات" أكذوبة فتح الزيارة المنقوصة عن حقنا فى حياة كريمة ومعاملة إنسانية وزيارة آدمية لنا ولذوينا، بل لن تنسينا من أجرموا فى حقنا.. وسينالون حسابهم ولو بعد حين. وناشدت الرابطة جميع المنصات الإعلامية والمؤسسات الحقوقية أن تتبنى قضية "مقبرة العقرب"، مشيرة إلى أن ما يحدث من مهازل في السجن فاق كل التوقعات.. وانتهك كافة المواثيق والأعراف الدولية.