رئيس الحكومة اللبنانية: مؤتمر دولي لإعادة إعمار الجنوب

قال رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام، خلال زيارته إلى بلدية صيدا، إن المدينة تجسّد صورة لبنان المصغّر بتاريخها وتنوعها وقدرتها على الصمود، واصفًا إياها ب"بوابة الجنوب وجسر التواصل بين جميع اللبنانيين، مشيرا إلى أن مساعدات إعادة الإعمار تأخرت، إلا أن ذلك لن يثني الحكومة عن العمل الدؤوب وعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار الجنوب وتأمين عودة آمنة ومستدامة لأهله.
وتحدث عن التحولات الإقليمية والدولية الجارية، معتبراً أن المنطقة تشهد تبدلاً في موازين القوى وإعادة رسم لخرائط المصالح، ما قد يفتح الباب أمام مرحلة من الاستقرار، مؤكداً أن لبنان يتمسك بدوره وموقعه الطبيعي في هذا السياق، وشدد سلام على أن لبنان لا يمكن أن يعيش بالعزلة ولا بالتبعية، بل من خلال الانفتاح والتلاقي، مضيفاً أن الدول التي تحسن قراءة التحولات هي وحدها القادرة على صون أمنها ومصالحها.
وأكد سلام التزام الحكومة بحصر السلاح بيد الدولة ومتابعة مسار الإصلاح الشامل من أجل بناء دولة قوية وعادلة.
وتشهد البنية التحتية في لبنان دمارًا بعد سنوات من الصراع والانهيار الاقتصادي- بدءًا من الهجمات الإسرائيلية على الجنوب ووصولًا إلى انفجار مرفأ بيروت عام 2020 وتشير التقارير الأخيرة إلى أن الخسائر الناجمة عن الحرب تتجاوز 20 مليار دولار، مع تدمير 8 مستشفيات على الأقل. وقدّر البنك الدولي احتياجات إعادة الإعمار بحوالي 11 مليار دولار، مقدمًا قرضًا أوليًا بقيمة 250 مليون دولار مرتبطًا بشروط صارمة للشفافية والإصلاح، أعربت الجهات المانحة الدولية- بما في ذلك دول الخليج والدول الغربية- عن استعدادها للمساعدة، لكنها ترفض توجيه الأموال عبر الحكومة اللبنانية مباشرةً.
ويعتقد اللبنانيون أنه بدون إصلاح هيكلي ورقابة، ستظل ثقة المانحين متدنية، ويظل لبنان يواجه قيودًا على الدعم المالي العالمي بسبب وضعه على القائمة الرمادية في تقييمات مكافحة غسل الأموال، كما تتطلب إعادة إعمار جنوب لبنان، حيث يتركز معظم الدمار، استقرارًا سياسيًا ونزاهة إدارية وقيادة وطنية موحدة.
وأضاف عون أن الحكومة تسعى لعقد مؤتمرين: الأول لدعم الأجهزة الأمنية والعسكرية، والثاني لإعادة الإعمار التي تتطلب إمكانيات تفوق قدرة الدولة الحالية، وتابع: استعادة الدولة وثقة الناس، ونتمنى أن نكون عند حسن ظن الجميع.