المكان على أرض الفيروز، محافظة شمال سيناء، هُنا يخرج الفن من قلب الأزمة، عشرات السيدات يجلسن فى منازلهن، يطبقن التباعد الاجتماعى، إلا أنهن على تواصل لإنتاج آلاف الكمامات للإسهام فى مواجهة جائحة كورونا، ولكن على طريقتهن، فهذه المرة الكمامات بالتطريز السيناوى. منذ أيام، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى صور لكمامات دقيقة الصنع، مُبهجة فى ألوانها، مصنوعة من القماش يدويًا، ومُصممة على التراث السيناوى. التصميم الجديد يعود إلى جمعية الفيروز للخدمات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية بشمال سيناء، والتى تؤهل أكثر من 550 سيدة بالمحافظة لسوق العمل من خلال الحياكة. منذ بدء جائحة كورونا ووصولها إلى مصر، طال الأمر هؤلاء السيدات، ورغم بُعدهن بعض الشىء عن الأزمة، فإن سوق العمل بات وضعها يزداد سوءًا، ومعه أوضاع تلك السيدات، اللاتى يعتمدن بشكل كامل على دخل المشغولات اليدوية. وقالت أمانى غريب، المدير التنفيذى للجمعية الأهلية المنفذة لمشروع إنتاج الكمامات المستوحاة من تراث سيناء، ل«المصرى اليوم»: «تعانى تلك السيدات الفقر منذ فترة بسبب قلة العمل، وكان هذا سببا لفكرة إنتاج خط كمامات على الطريقة السيناوية». لم يقُم هذا الأمر بشكل عشوائى، بل قبل تنفيذه مر على دراسات، وحسب «أمانى»: «الأمر كان بالتعاون مع مجموعة من الاستشاريين فى كلية الاقتصاد المنزلى- جامعة العريش، حيث تم تقديم دراسة حول المواصفات القياسية للكمامة متعددة الاستخدام، وعملت عشرات السيدات على هذا الخط من الإنتاج، ولكن من بيوتهن فى سيناء، حيث يزداد الطلب عليها يوميًا»، مؤكدة: «الكمامة صالحة للاستخدام 50 مرة، وأنتجنا مئات الكمامات إلى الآن». وتعمل جمعية الفيروز منذ 2006 فى العمل التنموى بمحافظة شمال سيناء، وتقوم على الشباب والسيدات تحديدًا، وتهتم بإحياء التراث السيناوى، كما فازت الجمعية بمسابقة مؤسسة ساويرس لتوريد حقائب مهرجان الجونة السينمائى، وقالت «أمانى»: «نتطلع لزيادة عدد المستفيدين من الجمعية من خلال مشروعات تنموية ننفذها مع شركاء التنمية الحقيقيين»
