لتسهيل رحيله.. ريال مدريد يخفض سعر رودريجو    تغيير موعد المؤتمر الصحفي للإعلان عن مدرب منتخب اليد الإسباني باسكوال    الأزهر يعرب عن تضامنه مع قطر ويطالب بضرورة احترام سيادة الدول    محافظ سوهاج يعقد اللقاء الجماهيري الأسبوعي للاستماع إلى شكاوى وطلبات المواطنين    حق الرد.. توضيح من وزارة الزراعة بشأن أسباب استقالة رئيس الاتحاد التعاوني للثروة المائية    مصر للطيران تستأنف رحلاتها المنتظمة إلى مدن الخليج العربي.. وتفعل خطة تشغيل استثنائية لضمان انسيابية الحركة الجوية    محافظ بني سويف يستقبل وفدًا يمنيًا ومصريًا للاطلاع على تجربة الإدارة المحلية الاستراتيجية    وزيرة البيئة ومحافظ جنوب سيناء يفتتحان مشروع تطوير قرية الغرقانة بمحمية نبق    عاجل- ترامب يطالب إسرائيل بوقف القصف فورًا ويصف استمرار العمليات ب "الانتهاك الجسيم" للهدنة    أمير الكويت يترأس اجتماعا لمجلس الدفاع الأعلى    ميرتس في بيان الحكومة: ألمانيا عادت إلى الساحة الأوروبية والدولية    وزير التعليم العالي يعقد اجتماعًا مع رؤساء الجامعات الحكومية المنبثقة منها جامعات أهلية    دمشق تودّع شهداء كنيسة مار إلياس.. صلاة رحيلهم وزيارات للمصابين    الأهلي يودع بطولة كأس العالم للأندية.. شاهد    السيطرة علي حريق في تروسيكل محمل بالأنانبيب في المنصورة بالدقهلية    الأرصاد: غدا الأربعاء طقس حار نهارا معتدل ليلا.. والعظمى بالقاهرة 35    إحالة توربيني كفر الدوار إلى الجنايات بتهم خطف وهتك عرض أطفال    "عرض حال" و"زمكان" الليلة بمهرجان فرق الأقاليم المسرحية    استياء أسرة عبد الحليم حافظ من مهرجان موازين    افتتاح ندوة "نشر وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان" بمكتبة الإسكندرية    متحدث الصحة: مصر تمتلك أقوي برامج التطعيمات عالميا    طب قصر العيني تستقبل وفد سفارة غينيا في إطار دعم برنامج "Kasr Al Ainy French – KAF"    حريق هائل في مخزن مواسير بلاستيك بسوهاج    الأمن الاقتصادي: ضبط 1257 قضية ظواهر سلبية.. و1474 سرقة تيار كهربائي    باكستان تستأنف الرحلات الجوية بعد إعادة فتح المجال الجوي الخليجي    الأهلي يقترب من إعلان صفقة جديدة.. الغندور يكشف التفاصيل    شيرين رضا تنشر فيديو من أحدث ظهور لها.. والجمهور: "كليوباترا"    "وحشتينا".. إلهام شاهين أنيقة في أحدث ظهور لها    المفوضية الأوروبية ترحب بالإعلان عن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل    هل القرض حلال أم حرام؟.. أمين الفتوى يجيب    ب2240 جنيه.. قسط أرخص سيارة جديدة في مصر    طب قصر العيني تستقبل وفد سفارة غينيا لدعم برنامج التعليم باللغة الفرنسية    لترشيد استهلاك الكهرباء.. تحرير 153 مخالفة عدم التزام بقرار الغلق للمحلات    في ذكرى رحيلة.. يوسف داود حضور لا يغيب    محافظ المنوفية يفتتح مركز الثقافة الإسلامية التابع للأوقاف    قبل الإعلان الرسمي.. كيركيز يجتاز الكشف الطبي في ليفربول    فرقة بورسعيد تعرض «اليد السوداء» على مسرح السامر بالعجوزة    انتهاء اختبار مادة اللغة الأجنبية الثانية لطلاب الثانوية العامة النظام القديم    ضبط 10 آلاف قطعة لوليتا فاسدة ومخازن مخالفة في حملة رقابية ببني سويف    وزير التعليم العالي يعقد اجتماعًا مع رؤساء الجامعات الأهلية الحكومية الجديدة (التفاصيل)    تنسيق القبول بالصف الأول الثانوي محافظة الغربية للعام الدراسي الجديد    محافظ الشرقية: 6 ملايين جنيه لرفع كفاءة الشوارع الداخلية في كفر صقر ضمن الخطة الاستثمارية    رئيس "المستشفيات التعليمية" يقود حملة تفتيش ب"أحمد ماهر" و"الجمهورية" لرفع كفاءة الخدمة    قافلة طبية للكشف على نزلاء مستشفى الصحة النفسية في الخانكة    بالفيديو.. أستاذ علوم سياسية يكشف أسباب عدم التدخل الروسي في الحرب الإيرانية الإسرائيلية    بدأت ب«فولو» على إنستجرام.. سلمى أبو ضيف تكشف طريقة تعرفها على زوجها    رفع 43 سيارة ودراجة نارية متهالكة من الشوارع    المستشارة أمل عمار تشارك في المنتدى العربي من أجل المساواة بالجزائر    تداول 10 آلاف طن بضائع و532 شاحنة بموانئ البحر الأحمر    منتخب مصر لكرة اليد يواجه ألمانيا في بطولة العالم للشباب 2025    باريس سان جيرمان يعلن انتقال لاعبه إلى كوبنهاجن الدنماركي    الشحات يكشف كواليس الفرصة الضائعة: ترددت لحظة.. ولو رجع الزمن كنت خلصت على طول    ليلة الرعب والخيبة | ترامب يخدع.. إيران تضرب.. بغداد تحترق.. الأهلي يودع المونديال    تكرّيم 231 حافظًا لكتاب الله في احتفالية كبرى بالمراشدة بقنا    فانس: قضينا على البرنامج النووي الإيراني ونأمل ألا تعيد طهران تطويره    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 24-6-2025 في محافظة قنا    ثقف نفسك | هل تعرف هذه الأسرار العشر عن إيران؟.. حقائق ستفاجئك    غدا ميلاد هلال شهر المحرم والخميس بداية العام الهجري الجديد 1447 فلكيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



للفن ثورة أيضاً
نشر في المصري اليوم يوم 13 - 05 - 2011

لأن عدداً من الدخلاء ساهموا فى تشويه الإنسان العربى على جميع المستويات، وعملوا جاهدين على شطب ذائقته الراقية بأسلوب يضمن إعجابه بهؤلاء الدخلاء والتصفيق لهم بحرارة من يصفق للعظماء كلما لمحهم بأحد الطرقات الممتلئة بإعلانات عن الفن الجديد، ولأن عددا لا بأس به من الملحنين والشعراء والممثلين والمغنيين والمؤلفين لم يفيقوا بعد ويكتشفوا أن الأنظمة تتساقط وأن نظامهم الفنى المنحل سيتساقط بدوره، فلابد من ثورة مرادفة للثورة الشعبية.
خطط النظام السياسى تنعكس على كل خطوط الحياة، وهدم الذائقة الفنية للشعوب العربية كان جزءاً من تلك الخطط ومن عملية السيطرة وإحكام القبضة.. لن يتوقعوا بعدها من رجال (يحزمون وسطهم)، مرددين أغنية مريعة الألفاظ، لن يتوقع أحد أن يثور هؤلاء.. والمستمعون الذين يتمايلون على ذلك اللحن الخالى من اللحن، لم يعد لديهم تمييز بين الجميل والردىء. لن يتوقع أحد أن يثور المستمعون.. مَن سيثور؟
ومَن يُرجع العهد القديم؟
يثور أصحاب الذائقة الجديدة. أجيال لم تستسغ نكهة الحكم الردىء وتزوير الأموال والأوراق، وهى ذاتها لن تستسيغ سماع لحن التزوير وكلمات الفساد فى كل مكان، كلما أتى حديث عن الثورات العربية يحكى عنها سياسياً، أما ثورة مصر فيعقب كل نقاش حديث صار ملازماً للحديث عن الثورة المصرية.. إذ يقول أحد الحاضرين: «لو تعلمون كيف كانت مصر زمان» ويدلى آخر: «لو رأيتم مسارح مصر وأناقة مصر وفن مصر.. جمهور الطرب القديم لم يكن بحاجة لألوان». بالأبيض والأسود التقطت الكاميرا إنساناً ذكياً جداً فاهماً للفن، متأنقاً، مهتماً بصورته التى عكست صورة بلد فى غاية الكمال، هل يعود ذلك الجمهور؟
كلنا نعلم كيف بدت فنون مصر وإن لم نعاصرها. ومثلما حدث كل شىء بسرعة مخيفة، إذ انهارت السينما فجأة، وانهار الغناء فجأة، وانهارت الأزياء فجأة، قد يعود كل شىء فجأة أيضاً. مثلما سقط النظام فجأة، فكيف سيغدو الفن؟
هل ستتم تصفية الدخلاء على الألحان والكلمات والسيناريوهات؟
هل ستتم تصفية الأصوات المعالجة باستديوهات صناعة الأذواق والتحكم بها؟ أو تتم تصفية الممثلين والممثلات الغرباء على كل شىء له علاقة بالفن والجمال؟
هل يعود جنون الفن وقداسته؟
على ذكر القداسة، هناك مشهد مختلف تماماً.. فالغريب أن السعودية - البلد الذى يصعب فيه التفكير الحر علانية - لم تصبها اللوثة الفنية فى مجال الغناء، عدا أصوات تدخل الساحة وتخرج منها سريعاً، لكن حدث أمر آخر.. تعميم صوت واحد وفن منطقة واحدة على الجميع، فاختفت كل الأصوات القديمة، واندثرت كل الألحان واللهجات الغربية والشرقية مقابل انتشار لحن وأشعار ولهجة منطقة واحدة وهى المنطقة الوسطى.. وسيلة سياسية للسيطرة عبر تغييب ثقافات المناطق المختلفة وتغييرها وجعلها تسير بمنحى يختاره السياسى، فتنتشر ثقافته التى يريد لها الانتشار والتى تساهم فى ترسيخ وجوده، الدراما غير موجودة، نجاحها منحسر بإنفاق الأموال لإنتاج أعمال درامية عربية.
حتى إنه لا يمكننا القول إن الدراما طمست لأنها لم تبدأ فى الأصل.. السينما محرمة والفن محرم ورأى الدين السعودى فى التمثيل واضح منذ زمن، ورغم ذلك عاش الغناء بأعجوبة مذهلة تدعمه أشعار عدد من الأمراء المهتمين بالطرب وعدد من الأصوات السعودية التى أذهلت الجميع بطبقاتها. لكن هذا النجاح والانتشار الذى بدأ منذ الستينيات لم يشفع لدى أعداء الجمال كى يدعوا الفن وشأنه..
بل تمادوا فى تنفير الناس منه على مدى سنوات، فما إن جاءت التسعينيات حتى كانت كلمة فن مرتبطة بالنار. ولا أعلم متى سيتم العفو العام عن أشكال الفن واعتباره جزءا من الحضارة بدلا من شكله المريع الحالى وسُمعته التى تؤكد تخلف من أطلقها، يتابعه الفرد ويعرف فى قرارة نفسه أن ما يفعله جزء من الشرك والكفر.
لا يجرؤ على المجادلة أو الدفاع عن شكل من أشكال روحه، وباعتبار الفن سبيلاً لعلو الإنسان واتساع أفقه ونمو إبداعاته، فلكم أن تتصوروا معاناة فرد فى بلد يحرم فيه الفن.. كيف يسمو الإنسان؟!
كيف يبدع دون لحن؟! إن كانت الطبيعة نفسها فنونا وأغانى، فكيف حرم هؤلاء مكونات الطبيعة باسم خالق الطبيعة؟!
فى أيام دراستى بإحدى المدارس المتشددة كانوا يقولون إن التصفيق حرام، لأن به لحناً، وبدلا منه يستحسن التهليل بالقول: الله أكبر. كنت أصفق، ويقولون لى حرام، وأصفق وينظرون إلىّ بلوم، وأزيد التصفيق. ألا يستحق الفن الثورة لأجله وإعلانه رمزاً مقدساً؟!
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.