بنى وطنى... لقد جئت إليكم اليوم.. وأنا زعلانة منكم قوى قوى قوى.. ومنك إنت تحديدا عزيزى القارئ.. بقى دى آخرتها؟.. عندما يكرمك الرحمن ويصبح لك رأى وصوت مؤثر فى اختيار رئيس جمهورية بلدك تقوم تفكر فى البرادعى وفى عمرو موسى وتنسانى أنا؟.. طب تنسانى ليه؟ شايفنى مهداة إلى الحديقة، وواردة أفريقا؟.. ثم هما الإخوة المرشحين الأفاضل أحسن منى فى إيه؟.. تعتبرنى غير مناضلة؟.. طب ألم أكتب لك على مدى السنتين الماضيتين المقالات التى تسخر من نظامك ووزرائك، عشان ألحلحك لتثور فى عز ما كان النظام متجبر وقاعد وكاتم على نفسك؟.. ولو كان أيامها النظام شدنى وعلقنى ولا كنت هتسأل فى ولا كنت هتعلن مسؤوليتك عن الحادث، ومع ذلك لم أتوقف عن الكتابة.. تقوم تيجى فى الآخر بعد أن هدأت الأحوال تفكر فيمن كانوا يحمسونك من بعيد لبعيد وتنسانى؟.. هتقولى عمرو موسى عنده كاريزما.. طب بذمتك أنا معنديش كاريزما؟.. سيبك من إن ودانى طويلة وإنى بأحب أهز ذيلى بمناسبة وبدون مناسبة، أنا ماعنديش كاريزما؟!.. واللا يمكن حضرتك ترى أننى لا أصلح رئيسا للجمهورية؟.. طب ده أنا طول عمرى ومنذ صغرى كانوا يسألونى: «عايزة تطلعى إيه لما تكبرى؟»، كنت أقولهم: «رمز فساد».. لا كنت أقول دكتورة ولا مهندسة، سبحان الله شىء إلهى كده كان بينطقنى!!.. تقوم إنت تسيبنى وتعمل فيها قرع وتمد لبره؟!!.. صحيح، الشيخ البعيد سره باتع.. ألا يكفى أننى سامحتك وأنا أراك تختار غيرى رئيسا للوزراء؟.. الدكتور عصام شرف رجل محترم ماقلناش حاجة وأتمنى ألا تكون رقة سلوكه ممتدة إلى أدائه، لكننى عندما سألت «إخترتوه ليه يا ولاد؟»، أجابونى «أصله كان معانا فى الميدان وكان يقود مظاهرات أساتذة الجامعة»!!.. يا سبحان الله، طب ما أنا كنت فى نفس مظاهرات أساتذة الجامعة، لماذا لم تخترنى أنا أيضا؟.. حتى بالأمارة كان ماشى على شمالى الدكتور طارق الغزالى حرب وكان يهتف وأنا بجواره بأصوت.. وظللنا نهتف ونهتف إلى أن فتحوا علينا الكوبرى!.. إيه؟ لم تسمع إن فيه كوبرى اتفتح؟ لأ يا سيدى، هم فتحوه من ستة لتسعة إنت تلاقيك روحت فى حفلة منتصف الليل.. ولعلمك أنا عمرى ما كذبت عليك قبل كده.. فتحوا علينا الكوبرى والدكتور طارق قفز من فوق الكوبرى وأنا قفزت خلفه فهجمت علينا التماسيح.. أيوه يا سيدى كان فيه تماسيح.. المنطقة دى بالذات اللى تحت الكوبرى عالشمال وإنت نازل فيها تماسيح.. ممكن بقى تبطل تقاطعنى.. المهم.. قام الدكتور طارق متشعلق فوق ظهر الغوريلا التى ألقت به بعيدا فى وسط الأمواج والشلالات .. أيوه يا سيدى فى هذه المنطقة من النيل يوجد غوريلا وتوجد أمواج وشلالات .. وبعدين بقى! أنا مش هاعرف أحكى شهادتى للتاريخ واللا إيه؟... وفضلنا نصارع فى النيل نصارع فى النيل إلى أن جرفتنا الأمواج إلى الشاطئ وفوجئنا بهند رستم كانت جاية تدور على محسب.. وبعد أن قطعت نفسنا فى البحث عن محسب طلعت إنها كانت بتغيظ رشدى أباظة!.. كل هذا الكفاح والجهاد وفى الآخر لا تنتخبنى أو حتى تنتخب الدكتور طارق؟.. من الآخر كده إنت المفروض ألا تأخذك الوعود البراقة ولا الكاريزما الطاغية، إنت عقدتك فى هذا المنصب ثلاثة أشياء: الفساد والمدام والننوس.. وفى هذا أنصحك بأن تطلب ملفات تقصى حقائق عن الذمم المالية للمرشحين فى مناصبهم الحالية قبل الفأس ما تقع فى الرأس.. ولكنى برضه على يقين إنك هتلف تلف وهترجع لى تانى، خصوصا عندما تعلم أن ابنى ليس له أصدقاء رجال أعمال وليس له اهتمام لا بالبورصة ولا بصفقات السلاح، يا دوب هى البلاى ستيشن وأصدقاؤه فى الحياة ميكى وبطوط!