تطور جديد في أسعار الذهب لم تشهدها منذ 5 أبريل بسبب آمال خفض الفائدة    نتنياهو يتمنى تجاوز الخلافات مع بايدن ويقر بخسارة مئات الجنود في غزة    أعداء الأسرة والحياة l خبراء وائمة فرنسيون : الإخوان والسلفيين.. شوهوا صورة الإسلام فى أوروبا    موعد صلاة الجنازة على جثمان عقيد شرطة لقى مصرعه بببنى سويف    عمرو يوسف ويسرا وكريم السبكي يكشفون كواليس «شقو»    أعداء الأسرة والحياة l صرخات نساء «تجار الدين» أمام محكمة الأسرة    أحمد العوضي يحسم أمره بشأن العودة لياسمين عبدالعزيز.. ماذا قال؟    نقيب الجزارين: تراجع اللحوم ل380 جنيها بسبب الركود.. وانخفاض الأبقار الحية ل 165    أبرزها الموجة الحارة وعودة الأمطار، الأرصاد تحذر من 4 ظواهر جوية تضرب البلاد    اليوم| قطع المياه لمدة 8 ساعات عن بعض مناطق الحوامدية.. تعرف على الموعد    يحطم مخطط التهجير ويهدف لوحدة الصف| «القبائل العربية».. كيان وطني وتنموي داعم للدولة    شعبة الدواجن: السعر الأقصى للمستهلك 85 جنيها.. وتوقعات بانخفاضات الفترة المقبلة    أسرار «قلق» مُدربي الأندية من حسام حسن    أتالانتا يتأهل لنهائي الدوري الأوروبي بثلاثية أمام مارسيليا    ملف رياضة مصراوي.. زيارة ممدوح عباس لعائلة زيزو.. وتعديل موعد مباراة مصر وبوركينا فاسو    عبد الرحمن مجدي: أطمح في الاحتراف.. وأطالب جماهير الإسماعيلي بهذا الأمر    أشرف صبحي يناقش استعدادات منتخب مصر لأولمبياد باريس 2024    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على صعود    مايا مرسي تشارك في اجتماع لجنة التضامن الاجتماعي بمجلس النواب لمناقشة الموازنة    مصطفى بكري: مصر تكبدت 90 مليون جنيها للقضاء على الإرهاب    أحمد عيد: أجواء الصعود إلى الدوري الممتاز في مدينة المحلة كانت رائعة    نجم الأهلي السابق: مباريات الهبوط في المحترفين لا تقل إثارة عن مباريات الصعود    هل قول زمزم بعد الوضوء بدعة.. الإفتاء تجيب    نص خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف مكتوبة اليوم 10-5-2024.. جدول مواعيد الصلاة بمدن مصر    إصابة 5 أشخاص نتيجة تعرضهم لحالة اشتباه تسمم غذائي بأسوان    هدية السكة الحديد للمصيفين.. قطارات نوم مكيفة لمحافظتي الإسكندرية ومرسى مطروح    إصابة شرطيين اثنين إثر إطلاق نار بقسم شرطة في باريس    الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف بنى تحتية عسكرية ل"حزب الله" بجنوب لبنان    حركة حماس توجه رسالة إلى المقاومة الفلسطينية    أعداء الأسرة والحياة l «الإرهابية» من تهديد الأوطان إلى السعى لتدمير الأسرة    ما حكم كفارة اليمين الكذب.. الإفتاء تجيب    لتقديم طلبات التصالح.. إقبال ملحوظ للمواطنين على المركز التكنولوجي بحي شرق الإسكندرية    ضبط المتهم بالشروع في قتل زوجته طعنًا بالعمرانية    البابا تواضروس يستقبل رئيسي الكنيستين السريانية والأرمينية    نهائي الكونفدرالية.. تعرف على سلاح جوميز للفوز أمام نهضة بركان    اللواء هشام الحلبي يكشف تأثير الحروب على المجتمعات وحياة المواطنين    بالأغاني الروسية وتكريم فلسطين.. مهرجان بردية للسينما يختتم أعماله    فريدة سيف النصر تكشف عن الهجوم التي تعرضت له بعد خلعها الحجاب وهل تعرضت للسحر    الاحتلال يسلم إخطارات هدم لمنزلين على أطراف حي الغناوي في بلدة عزون شرق قلقيلية    مسؤول أوروبي كبير يدين هجوم مستوطنين على "الأونروا" بالقدس الشرقية    خالد الجندي: مفيش حاجة اسمها الأعمال بالنيات بين البشر (فيديو)    خالد الجندي: البعض يتوهم أن الإسلام بُني على خمس فقط (فيديو)    عادل خطاب: فيروس كورونا أصبح مثل الأنفلونزا خلاص ده موجود معانا    الفوائد الصحية للشاي الأسود والأخضر في مواجهة السكري    مجلس جامعة مصر التكنولوجية يقترح إنشاء ثلاث برامج جديدة    آية عاطف ترسم بصمتها في مجال الكيمياء الصيدلانية وتحصد إنجازات علمية وجوائز دولية    مزاجه عالي، ضبط نصف فرش حشيش بحوزة راكب بمطار الغردقة (صور)    4 شهداء جراء قصف الاحتلال لمنزل في محيط مسجد التوبة بمخيم جباليا    مرادف «قوامين» و«اقترف».. سؤال محير للصف الثاني الثانوي    تعرف على سعر الخوخ والتفاح والفاكهة بالأسواق اليوم الجمعة 10 مايو 2024    بعد الانخفاضات الأخيرة.. أسعار السيارات 2024 في مصر    لمواليد برج العذراء والثور والجدي.. تأثير الحالة الفلكية على الأبراج الترابية في الأسبوع الثاني من مايو    بشرى للموظفين.. عدد أيام إجازة عيد الأضحى المبارك في مصر للقطاعين العام والخاص    «الكفتة الكدابة» وجبة اقتصادية خالية من اللحمة.. تعرف على أغرب أطباق أهل دمياط    «أنهى حياة عائلته وانتح ر».. أب يقتل 12 شخصًا في العراق (فيديو)    هيئة الدواء تعلن انتهاء تدريب دراسة الملف الفني للمستلزمات الطبية والكواشف المعمليّة    حدث بالفن| فنانة تكشف عودة العوضي وياسمين ووفاة والدة نجمة وانهيار كريم عبد العزيز    خالد الجندي: البعض يتوهم أن الإسلام بُنى على خمس فقط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كمال الهلباوى فى حوار مع (الشروق) : اختيار المرشد الجديد صعب بسبب التضييق الأمنى وشخصية عاكف
نشر في الشروق الجديد يوم 22 - 11 - 2009

يومه مشغول دائما، هكذا يقول، «ما بين الأبحاث والمحاضرات والمقابلات».
يقيم فى لندن، حيث يشغل منصب المتحدث الرسمى للإخوان المسلمين فى الغرب فى فترة مهمة من تاريخ الإخوان قبل أن يستقيل من منصبه عام 1997 «للتحرر من عبء العمل التنظيمى». كما أسس الرابطة الإسلامية فى بريطانيا وكان أول رئيس لها.
كمال الهلباوى جاء إلى بريطانيا قادما من أفغانستان فى منتصف التسعينيات، بعد 6 سنوات قضاها هناك حيث كان يدير مركز الدراسات السياسية فى إسلام آباد فى فترة «الجهاد الأفغانى».
بعد أن استقر فى بريطانيا، وفى إطار المشروع الدعوى كما يسميه، أسس مركزا لدراسة الإرهاب، ردا على «الحرب ضد الإرهاب» لأنه رأى «الأمة تتنفس برئة جورج بوش».
أما «مشروع العمر» كما يسميه، فقد أقامه قبل 10 سنوات: مركز للرعاية الاجتماعية وهو عبارة عن دار يقيم فيها 17 من كبار السن. «عشان ما يقولوش عنى فى مصر إنى قبلت اللجوء السياسى وإن بريطانيا بتصرف عليا، أو إنى أصرف من أموال الدعوة».
رغم انتمائه لجماعة الإخوان منذ أكثر من 50 عاما وشغله هذا المنصب القيادى فيها فى السابق بالإضافة إلى عضويته السابقة فى مكتب الإرشاد، يفضل الهلباوى الحديث باسمه وليس «نيابه عن الجماعة» وإن كان يؤكد أنه مازال على اتصال وثيق بقيادات الإخوان فى القاهرة، ولكن يبدو أنه تحرر من «المواءمات» التى قد يتبعها أحيانا مكتب الروضة.
«الشروق» التقت الهلباوى فى مكتبه فى منطقة ويمبلى شمال لندن على بعد خطوات من مقر دار الرعاية وعلى بعد أمتار قليلة أيضا من منزله.
الهلباوى يرى أن الأزمة الأخيرة فى مكتب الإرشاد كانت خطأ سيكون له آثاره على وحدة الجماعة ويعتقد أن الأفضل لقيادة الإخوان فى المرحلة المقبلة عصام العريان أو عبدالمنعم أبو الفتوح.
كمال الهلباوى هل هو من الإخوان المسلمين أم تركهم بعد استقالته من منصب المتحدث الرسمى للإخوان فى الغرب؟
أنا استقلت من قيادة الإخوان، وليس من الإخوان، وربما يعرف الناس ما هو الفرق. أنا لا زلت عضوا فى الإخوان لكن عبء العمل التنظيمى لم يعد موجودا.
كثيرون يتحدثون عن خلافات وراء هذه الاستقالة؟
لا. أنا تركت المنصب بسبب عبء الأعمال التنظيمية، وكنت أريد وقتا للتفرغ للأعمال الفكرية.
لكن المنصب اسُتحدث لك بعد قدومك من أفغانستان، فلماذا متحدث باسم الإخوان فى الغرب؟
كنت فى البداية أعمل فى معهد للعلوم السياسية لحوالى 4 سنوات، ثم أصبحت متحدثا متفرغ باسم الإخوان. واستحدث هذا المنصب فى الغرب فى سنة 1995 لأن الإخوان كانوا فى السجون والمعتقلات، كما خضع الإخوان لمحاكمات عسكرية دخل فيها حتى الأستاذ مهدى عاكف السجن وعبدالمنعم أبو الفتوح وعصام العريان. كل الإخوان دخلوا السجن فى ذلك الوقت وأقاموا لهم محاكمات عسكرية. فكان علينا أن نرسل لهم محامين للدفاع عنهم، ونكتب فى الإعلام لنوضح الصورة، لأن نظام مبارك لا يريد أن يعرف عنه أحد أنه نظام فاسد. كان لابد أن ندافع من الغرب عن هؤلاء الأبطال فى السجون والمعتقلات. وقتها قال الإخوان يقوم الهلباوى بهذه الوظيفة.
ألم تكن هذه الوظيفة أيضا ضمن ما أطلق عليه التنظيم الدولى للإخوان؟
لا يوجد تنظيم دولى للإخوان. فى حاجة اسمها التنسيق الدولى، نتقابل فى مؤتمرات ولقاءات، ونناقش ونوحد الرؤى. الإخوان فى مصر أو الأردن أو فى أى بلد مصر لديها تنظيم، لأن لهم مراقبا عاما أو أميرا أو مسئولا. لكن لا يوجد تنظيم يصدر أمرا من المرشد العام ويلتزم به الجميع. لم يعد هذا الدور موجودا الآن. إخوان سوريا لهم طبيعة خاصة، وإخوان العراق مثلا دخلوا مع الحكومة والبرلمان والوزارة وبريمر، ولم يقفوا من أول يوم وقفة ضد الاحتلال.
وهل أغضبكم ذلك؟
بالتأكيد. لكن بالنسبة لى أنا، أتكلم باسمى أنا وليس باسم الإخوان.
نعم (الإخوان فى العراق) خرجوا على خط الإخوان وإن حاولوا أن يتداركوا ذلك بعد مدة ولكن تعاونهم مع الاحتلال كان أمرا مشينا ولا يزال. لأن واجب المسلم وخاصة الإخوان المسلمين إنه إذا بلده احتلت أن تكون مهمته الأولى هى تحرير بلده.
اختلفتم مع إخوان العراق؟
«مقاطعا» هذا رأيى. ويُسأل عاكف فى مصر هل اختلف معهم أم لا، ما ليش دعوة.
لكنك مازلت عضوا فى الجماعة؟.
أيوة.
لا يمكن أن يكون رأيك بالتالى بمعزل عن انتمائك للجماعة؟
كل واحد يقول رأيه. أنا باتكلم بوضوح وصراحة.
انتقدت أيضا موقف إخوان سوريا لإدانتهم التمرد الحوثى فى اليمن؟
طبعا. أنا أرى أن هذه حرب ظالمة، وأن الحوثيين مظلومون مثل بقية شعب اليمن تحت قيادة ظالمة وقبلية، ولا دور لها فى تطوير وتقدم اليمن كأمة، كما إن موقف السعودية ظالم. إنها تشارك فى حرب ضد فريق من أبناء اليمن بدلا من أن تعد مخيمات للاجئين والمشردين من هذه الحرب. كان يجب على السعودية كدولة لا ناقة لها ولا جمل فى هذه الحرب، أن تقيم معسكرات تطعم الناس وتسقيهم حتى يعودوا إلى بلادهم، مش تضربهم بالطيارات.
لكن إذا كنتم كإخوان تبررون العمل المسلح فى فلسطين وفى العراق لأنه ضد الاحتلال، والوضع مختلف فى اليمن، فنحن نتحدث عن فصيل فى الدولة استخدم السلاح ضد النظام فى نفس الدولة.
نعم، دولة واحدة. لكن نصلح الأمر. من يتدخل من الخارج عليه أن يحاول إصلاح الأمر. اذا اختلف الإخوان مع النظام المصرى الآن مثلا، هل ينفع تيجى دولة ثانية تضرب الإخوان.
أنا لا أتحدث عن موقف السعودية وإنما عن موقفكم أنتم من الحوثيين؟
أنا أدعو إلى الحوار وحل المشكلات بالحوار. الحوثيون ليسوا مثل الإخوان الذين نشأوا على تربية لا تجعلهم يحملون السلاح ضد الحاكم وإن كان ظالما. أنا لا أقول إن الحوثيين يجب أن يحاربوا، أنا أقول إن الحرب قائمة يجب أن نهدئها. أنا مش واقف مع الحوثيين وإنما ضد الظلم. وتدخل السعودية لمساعدة على عبدالله صالح موقف تناقضى، لأن صالح من مخلفات الثورة على الإمام يحيى التى كانت تسانده السعودية فى السابق.
وكيف ترى موقف الإخوان المسلمين فى اليمن؟
يُسألون فى ذلك. أظنهم على الحياد، فالإخوان ينشدون الأمن والسلام فى المجتمع، لا عسكرة الشعوب.
انتخابات المرشد الجديد
قلت إنه لا يوجد تنظيم دولى للإخوان، ما هى وظيفة إبراهيم منير ويوسف ندا إذن؟
إسألى عليهم. دول ناس من الإخوان المسلمين عايشين فى الخارج.
أليس لهم دور تنظيمى مثلك فى السابق؟
لا أعلم.
هل معنى ذلك أن المناصب داخل الجماعة لا يعلن عنها؟
لهم موقع. أقرئى رسالة الإخوان وهى النشرة الأسبوعية التى تنشر جميع أخبار الإخوان فى الخارج والداخل. إنما أنا لست مشاركا فى أى عمل تنظمى.
لكن بحكم عملك التنظيمى السابق وعضويتك الحالية فى الجماعة، من أن الطبيعى أن تكون على علم بمن يتولى ماذا؟
إسألى الأستاذ عاكف فى مصر، أنا لا أتدخل فى هذا الجانب.
ألا يشارك الإخوان من خارج مصر فى اختيار المرشد العام؟
لا. لا يشاركون فى انتخابه. هناك فرق بين الانتخاب وإعطاء البيعة، فعندما يتم اختيار المرشد فى مصر تبايعه الأقطار الأخرى وهذا النظام الإسلامى.
هل ترى أن الأزمة التى حدثت فى مكتب الإرشاد على خلفية الخلاف حول تصعيد عصام العريان، أضرت بالإخوان؟
بالتأكيد.
وما مدى هذا الضرر؟
بعض الناس تزعل، تغضب. أعتقد إن وحدة الجماعة ستتضرر، وحدة الصف قد تهتز اذا لم يتم التعامل مع الأمر بهدوء وحكمة. لكن إن شاء الله تتعافى الجماعة.
قلت إن الإخوان سيجدون صعوبة فى اختيار المرشد الجديد؟
نعم قلت ذلك فى حوار جمعنى والأستاذ عاكف على قناة الحوار (تبث من لندن). الإخوان يمرون بصعوبة لسببين: السبب الأول هو التضييق الأمنى عليهم ولا وجود لمناخ حر يلتقون فيه ويتشاورون وينتخبون. الخوف السائد والديكتاتورية والإرهاب الذى ينشره النظام يمنع ذلك والدليل الاعتقالات الكثيرة التى تمت خلال السنتين الماضيتين فى أوساط القيادات الإخوانية سواء من مجلس شورى الجماعة أو مكتب الإرشاد.
التضييق الأمنى الذى تتحدث عنه لم يمنع الإخوان فى السابق من انتخاب المرشد؟
لأن لديهم وسائل أخرى كثيرة: بريد إلكترونى، تليفون، محطة أتوبيس..
وما هو السبب الثانى الذى يجعل اختيار المرشد مهمة صعبة؟
مهدى عاكف نفسه. أنا أرى أنه آخر المرشدين الكبار. عاكف صاحب شخصية متميزة، عاصر الأستاذ البنا، وله تاريخ حافل، دخل السجن مرات عديدة وحكم عليه بالإعدام. كما أن له خبره دولية فى السعودية، وعملنا معا فى الندوة العالمية للشباب الإسلامى، سافر دولا عديدة وعمل فى ألمانيا ويعرف جميع الشخصيات الإسلامية الكبيرة فى الساحة، وبالإضافة إلى ذلك هو صاحب صبر وتواضع وأدب. كل هذه الصفات من الصعب أن توجد فى شخص آخر.
هؤلاء يصلحون لمنصب المرشد
الإخوان بكل هذا التنظيم وعبر كل تلك السنوات لم يستطيعوا تكوين صف ثانٍ بنفس الكفاءة التى تتحدث عنها؟
يوجد آلاف ينفعوا مرشدين، بل مليون شخص قد يصلح لمنصب مرشد الإخوان المسلمين، إنما بهذا التاريخ؟ بهذه القيادة والانفتاح على العالم بهذا الشكل؟ لا يوجد. أنا أرى إن الأستاذ عاكف من أحسن من قاد الإخوان بعد الإمام حسن البنا.
كيف تنظر إذن لما وُصف بأنه زلات لسان للمرشد؟
زى إيه؟ أعرف ما تقصدين وسأشرح واحدة منهم، عندما قال ما المانع أن يحكم شخص ماليزى مصر وقال طظ فى مصر. نحن تربينا داخل الإخوان أن هذه الأمة واحدة. تماما مثل عبدالناصر عندما كان يتحدث عن القومية العربية، بمعنى أمة واحدة. نحن نتكلم عن مفهوم أوسع من عبدالناصر، الأمة الإسلامية كما يقول الله. الآن متى تستطيع البحرين أن تدافع عن نفسها أو قطر أو السعودية أو مصر حتى؟ مفهوم الأمة الكبير. العربية هى لسان العرب وإنما الإسلام هو ما يجمعنا.
من حرر القدس؟ هل هو رجل من المنوفية؟ لا، وإنما كان من الأكراد (يقصد صلاح الدين الأيوبى). نحن نتحدث عن مفهوم مستقر، بقية الأمة لا تفهمه للأسف.
بنفس هذا المنطق، لماذا لا يكون المرشد العام للإخوان من خارج مصر؟
وارد. لما لا. مصر هى المنبع ومن حيث العدد والوفرة والتربية هى الأساس، إنما اذا ضاقت الأمور بالكامل على الإخوان فى مصر، لا قدر الله، يتم اختيار المرشد من خارج مصر.
تعتقد إن مليون شخص يصلحون لمنصب المرشد. هل من بينهم عصام العريان وعبدالمنعم أبوالفتوح؟
ومحمد حبيب ومحمود عزت وجمعة أمين، كل واحد من هؤلاء يصلح مرشدا.
وما رأيك فى مواقف عصام العريان؟
نعم الآخ الذى أسهم فى تجديد الدعوة.
وعبدالمنعم أبوالفتوح؟
مثله. كلاهما وإبراهيم الزعفرانى وحلمى الجزار وحامد دفراوى، جيل أدر الجماعة عندما كان الكبار فى المعتقلات والسجون.
عصام وعبدالمنعم ينتميان إلى جيل شاب، أكثر شبابا من جمعة أمين ومحمود عزت، وعصرهم عصر انفتاح وتجارب عديدة وحريات عالمية وقوى عظمى تزول مثل الاتحاد السوفييتى، وعصر جهاد مثل الجهاد الأفغانى.
أما من هم مثلى فقد وُلد فى وقت كانت هناك ديكتاتوريات صعبة ومعظم الإخوان فى السجون. على كل الإخوان لا ينتجون نسخا، ليس لديهم ختم يطبعوا الناس يطلعوا نسخة واحدة.
وهل الأنسب لجماعة الإخوان فى هذا الظرف المختلف الذى تتحدث عنه أن يقودها أو يمثلها شخص من هذا الجيل؟
الذى يمثل الجماعة هو من تختاره الجماعة، هذا هو المبدأ الإسلامى. لأن الرسول يقول «اسمعوا وأطيعوا ولو أُمِر عليكم عبد حبشى كأن رأسه زبيبة». وسيدنا عمر عندما طُعن وكان على وشك الوفاة، سألوه من تولى يا عمر؟ قال: لو كان سالم مولى أبى حذيفة حيا لوليته، وإذا سألنى الله عنه يوم القيامة، لقلت: إن سالم شديد الحب لله.
الأنسب كلمة واسعة. هل يكون خريج الجامعة، حاصلا على دكتوراة، أستاذ علوم سياسية، أستاذ إعلام؟ «إن سالم شديد الحب لله»، نحن نحتاج فى الإخوان رجل مثل سالم.
الصورة داخل الجماعة
وماذا عن حقيقة وجود خلاف بين التيار الإصلاحى وتيار المحافظين داخل الإخوان؟
الإخوان ليس لديهم محافظون ولا ليبراليون، ولا فيها موالاة ولا معارضة. هذه تعبيرات دخيلة على الدعوة الإسلامية، هناك إخوان مسلمون يختلفون فى كثير من الآراء.
أيا كان اللفظ المستخدم، لكن هناك اتجاهين.. أنا شخصيا أرى أن شخصا مثل عصام العريان أو عبدالمنعم أبوالفتوح من أنسب الناس لقيادة الإخوان.
هل اتصلت بالعريان بعد الأزمة الأخيرة؟
أنا أحب أكلمهم كل يوم والله، لكن أخشى أن أتحدث للإخوان فى مصر حتى لا يتعرضوا لضغوط من النظام. أنا فى يوم تحدثت إلى صديق من الإخوة، لا أريد ذكر اسمه، كان كلفنى بشراء قطعة غيار لسيارته غير موجودة فى مصر، اشتريتها وأرسلتها، وكتبت له فاكس أقول فيه «بعت الحديدة اللى طلبتها»، والله المباحث اتصلت به بعد ما وصل الفاكس بربع ساعة وسألوه: يقصد إيه الهلباوى بالحديدة دى؟ لذا أخجل أن أتصل بهم حتى لا أتسبب لهم فى ضرر.
هل هذا يعنى أنك لست على اتصال دائم بالإخوان المسلمين فى مصر؟
لا، باتصل، بس مش كلهم. باتصل بالأستاذ عاكف.
متى كانت آخر مرة؟
من أسبوع. تحدثنا فى موضوع الصبر على الجماعة ولُحمة الصف وكثير من الأمور.
هل كان غاضبا مما حدث معه فى مكتب الإرشاد؟
عاكف يغضب لمدة ثانية واحدة ويروق. وكلمت أبوالفتوح من يومين وباركت له على خروجه من السجن. فقد كنت على صلة بأسرته وهو فى السجن، لأنه مريض وله ملف فى بريطانيا فنتابع الملف الصحى له.
هل تعتقد أن الإخوان بحاجة لتجديد ليس الأفكار أكثر من مجرد تجديد الخطاب؟
الأستاذ حسن البنا كانت لديه رسالة اسمها «رسالة التعليم» ويتحدث فيها عن أركان البيعة للمرشد والدعوة ويتحدث عما سماه الأصول العشرين لفهم الإسلام. نمرة 18 يقول فيها: الإسلام محرر العقل ويحث على النظر فى الكون، ويرفع قدر العلم والعلماء ويرحب بالصالح النافع من كل شىء، الحكمة ضالة المؤمن، إن وجدها فهو أحق الناس بها. وكان يجب أن يأخذ الإخوان هذا الكلام ويحولوه إلى مؤسسات تحث على النظر فى الكون.
كيف ذلك؟
يعنى أنا أدعو إلى إنشاء مركز أو مؤسسة اسمها «التفكر فى خلق السموات والأرض» مثلما جاء فى سورة آل عمران، مشروع يحمل فكرًا ويكون وراء نهضة الأمة. منذ أن تركت العمل التنظيمى، وقفت وقفة مع نفسى وسألت «ماذا يقدم المسلمون للغرب؟» وهذا هو المشروع الذى أعمل عليه الآن فوجدت أننا عالة على الحضارة الغربية، بما فى ذلك الحركات الإسلامية. قاعدين بس نفكر فى مبارك والمعارضة. نحن مستهلكون ولسنا منتجون للحضارة، ليس لدينا إنتاج يضيف للحضارة شيئا.
وتكون هذه مؤسسة علمية وفكرية مثل ناسا مثلا. الأمريكان لا يؤمنون بهذه الآيات لكنهم بالفطرة وجدوا أنه لابد من البحث. فى حين نسير نحن ضد الإسلام تماما. نحن نمثل شوكة فى قلب الإسلام بسبب تخلفنا عن البحث والدراسة.
جامعاتنا تخرّج أميين وعاطلين ومواطنين بلا مشروع. هل يوجد لدينا فى مصر مركز للتفكر؟ هل رأينا أحدا من الأزهر أو غيره أو من الإخوان أو أى الإصلاحيين يفكر ويبحث؟ وماذا وجد؟
برنامج الإخوان
عندما أعلن الإخوان عن برنامجهم لمشروع حزب، قلت حينها إنه من الخطأ أن يخرج البرنامج وبه ثغرات كثيرة..
«مقاطعا» لا، لم أقل ذلك.
نقل عنك ذلك فى الصحافة. على أى حال كيف تنظر لهذا البرنامج؟
هذه أعظم خطوة عملها الإخوان، ولكن هناك استدراكا. هناك 3 مواقف اعتقد أن الإخوان عدلوا مواقفهم بشأنها. الأول ما يتعلق بالمرأة والموقف الثانى ما يتعلق بالأقباط والثالث هو الهيئة الدينية لمراجعة القوانين. الأخ عاكف أبلغنى أن هذه الأمور انتهت. ثم إن هذا البرنامج كان مسودة، ولم يكن نسخة نهائية، لكن بعض الصحفيين ورجال الفكر ممن أتصل بهم الأستاذ عاكف لينظروا فى البرنامج قبل اقراره نشروه فى الإعلام على أنه نهائى، فى حين كان المطلوب منهم أن يدلوا بآرائهم فيه أولا. البعض لم يحترم الأمانة وأشاعوه على انه برنامج الإخوان.
ألا تعتقد أن الإخوان فى الفترة الأخيرة وقعوا فى كثير من الأخطاء؟
لا يوجد شخص لا يرتكب أخطاء.
ولكن ما هو الخطأ الأكثر أهمية فى رأيك؟
ربما المشكلة الأخيرة بين عاكف ومكتب الإرشاد. هذا خطأ كان يجب أن يتلافوه.
ألم يرتكب الإخوان أخطاء أخرى فيما يتعلق بعلاقتهم مع النظام فى مصر؟
أرى أن الإخوان صبروا على النظام كثيرا. لو كان الإخوان المسلمين فى مصر مثل الحوثيين فى اليمن وجبهة الإنقاذ فى الجزائر أو غيرها من الجماعات المسلحة لشهدت مصر تاريخا أسود لا ينتهى وهذه نقطة مضيئة عند الإخوان والنظام لا يفهم هذا ولا يقدر هذا. هذا نظام تعيس لا يجعل مصر تتقدم، لا أفاد الإخوان ولا غير الإخوان. سجن أيمن نور، الليبرالى واستئناس المعارضة.
ألم ينجح النظام فى استئناس الإخوان أيضا؟
أنا أدعو من قديم أن يخرج الإخوان فى الشوراع عُزلا، معهم الأكل والماء كما خرجت شعوب أوروبا، ويقفون فى الميادين، ليس فقط فى القاهرة وإنما على الأقل فى 50 مدينة من أكبر مدن مصر، يجلسون فى الشوارع ويتركون النظام ليضرب من يضرب.
نوع من العصيان المدنى. ولماذا لم يفعل الإخوان ذلك؟
هم أحرار لديهم مبرراتهم.
هل الخوف على التنظيم هو ما يمنع الإخوان من الحركة، خاصة إنك قلت فى السابق إن الإخوان لا يسعون إلى الحكم؟
لا. هذه فلسفتنا. الإخوان يريدون حكما إسلاميا لكن لابد أن يؤهلوا المجتمع لقبول هذا الحكم. إن أجبروا الناس أو فعلوا فعل قبل تأهيل الناس سيقعون فى مشاكل عديدة.
الدولة الإسلامية
إذن الإخوان يريدون إقامة دولة إسلامية لكنهم غير مستعجلين لذلك؟
نعم مش مستعجلين. إنما يأتى وقت كما قال الإمام البنا إذا لم يستجب النظام الحاكم وساءت الأحوال إلى درجة تدفع بالشعب إلى الغوغائية، على الإخوان أن يفعلوا ما يستطيعون لاستخلاص الحكم وإنقاذ الشعب، هذا كلام البنا وهذا ما ندرسه للشباب.
هذه نظرية معقدة. لابد من تأهيل الشعب وليس من الضرورة أن أحكم أنا. لو حكم «س» من الناس بالإسلام واختاره الشعب أهلا وسهلا. لذلك قلت للإخوان لو المصريين اختاروا رئيسا مسيحيا لا تقفوا ضده، واسألوا أنفسكم لما اختاره الشعب. أنا أتمنى أن يكون بين النساء فى مصر امرأة مثل تاتشر التى حكمت بريطانيا. أنا أرى أنها أفضل من جميع الحكام العرب.
كيف تنظر إلى ما يفسر على أنه صفقات الإخوان مع النظام؟ مثلا عندما يرفض الإخوان الدعوة لمقاطعة الانتخابات الرئاسية أو يرفضون المشاركة فى إضراب، كما أنهم أخيرا رفضوا طرح مرشح للرئاسة، بما يعنى عدم معارضتهم لترشيح جمال نجل الرئيس مبارك؟
هذا يترك لهم. هذه أمور اجتهادية ليس فيها حلال وحرام.
لكنك تقول هم صبروا على النظام فى حين يتبنون مواقف مهادنة معه؟
نعم صبروا كثيرا على النظام، ولابد من التفكير فى استراتيجية جديدة لكيفية هدم هذه الديكتاتورية. ليس معنى ذلك استخدام السلاح. لكن لابد من الرجوع إلى الأحزاب والحركة بين الناس.
كيف إذا كنتم تقولون لن نطرح مرشحا للرئاسة؟
مش لازم يترشحوا، ممكن يساندوا شخص آخر.
حتى هذا لم يعلن عنه الإخوان، فكيف تريد هدم ديكتاتورية دون اللجوء للسلاح أو الانتخابات؟
أى معارض يتحلى بصفات تحل مصر من هذا النظام، أدعو الإخوان للمشاركة معه وانتخابه.
موسى والبرادعى وجمال
هل ترشحون أشخاصا ممن طرحت مؤخرا مثل محمد البرادعى أو عمرو موسى؟
أنا لا أرى البرادعى يصلح لحكم مصر. ليس معنى أن رجلا نجح فى برنامج علمى أو فى إدارة مؤسسة دولية أنه يستطيع أن يحكم مصر. ولا عمرو موسى، فمواقفه متذبذبة متضاربة، وإن كان عنده شعور بالوطنية. يقف يقول أنا حزين أنا متألم، الأمة مشتتة، بيقول نفس ما أقول. لكن أنت فى مؤسسة كبيرة، ماذا فعلت؟ إما تفعل وإما تستقيل يا عمرو موسى.
إذا كنت ترفض هذ الأسماء فمن تراه يصلح لرئاسة مصر؟
محمد سليم العوا، فهمى هويدى، طارق البشرى.. وهم ليسوا من الإخوان.
لكنهم مفكرون يحسبون على التيار الإسلامى. فهل يعنى هذا أنهم يصلحون لقيادة دولة؟
نعم مفكرون ولديهم خبرة. نعم، أنا أعلم أن العوا يصلح لإدارة دولة. لقد عملنا معا لسنوات طويلة، هو شخص محترم. لم لا؟
إبراهيم عيسى أو مجدى حسين أو عبدالحليم قنديل من كفاية، أنا مستعد أعطيه صوتى، على الأقل هذا رجل يعرف طعم الحرية. أى شخص من صفوف المعارضة ممن قاسوا وعانوا ويحسوا بآلام الشعب المسكين الغلبان. واحد يعرف ان فى مصر 20 مليون مريض بالكبد، إن مستشفيات الصدر فى حاجة إلى مراوح. واحد يعرف يحل مشكلة إسرائيل ويقود الأمة لمواجهة الاغتصاب لأرض المسلمين وأرض العرب. إذا واحد يتوفر عنده هذان الشرطان، أبايعه من الآن.
وما رأيك فى الحديث الدائر عن التوريث وترشيح جمال مبارك للرئاسة خلفا لوالده؟
هذه بلوى من بلاوى الزمن. لو كانوا يرشحون شخصا من الحزب الحاكم صاحب خبرة كبيرة مثلا ممكن الناس تنظر فى أمره. إنما ما هى مميزات جمال مبارك؟ لا علم ولا كياسة ولامعرفة بالناس ولا اهتمام بهم. أعتقد انه أكيد سيكون أسوأ من والده. هل مصر كلها، 80 مليونا، منتظره أن ينجب مبارك ولدا، ويفطمه ويكبر ويمسّكه لجنه السياسات وبعدين يمسك مصر؟
ولماذا لا يعلن الإخوان موقفهم من هذا الأمر؟
أسألوا مهدى عاكف.
ألم تسأله أنت؟
ولماذا اسأله عن قضية مثل هذه.
هل ترغب فى العودة إلى مصر؟
أنا أبكى عندما تأتى سيرة مصر.
ومتى تعود؟
لقد جئت إلى بريطانيا لأنه لم يكن هناك بلد آخر يمكن أن أذهب إليه. كنت فى أفغانستان وفى مصر قرار اسمه «العائدون من أفغانستان» ولذلك مرة كتبت مقال فى 1994 قلت فيه «من الخوف يا مبارك ستصدر قرار «العائدون من الإسكندرية»، لو واحد رايح يصيف هايحققوا معه.
أعود اذا توفرت لى محاكمة عادلة. لكن أعود مع هذا النظام.
أنا هنا ممكن الناس تقابلنى وأتكلم، هناك تقابلونى فى السجن، هذا إذا أبقونى على الحياة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.