قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الأحد، إن مصر منذ ثورة 30 يونيو وهي تسير على خارطة طريق للمستقبل وفق خطوات منظمة بدأت بإقرار الدستور الجديد، ثم الإنتخابات الرئاسية. وأضاف في لقائه مع تليفزيون الوطن والذي نشرته جريدة الوطن الكويتية في عددها الصادر صباح الأحد، أن قرار ترشح المشير عبد الفتاح السيسي، نائب رئيس الوزراء، وزير الدفاع، بات واجباً وطنياً، لأن المصريين يرونه منقذ وبطل ثورة 30 يونيو، ويمتلك صفة الضبط والربط المهمة جداً لنمو المجتمع المصري، ولكن للجميع مطلق الحرية في اختيار ما يرونه مناسباً حسب قناعتهم الشخصية. ووصف البابا تواضروس يوم 30 يونيو بأنه لم يكن يوماً عاديا للمصريين إذ ولد حالة إجماع وتلاحم رائع للتخلص من حكم جماعة الإخوان, حيث حملت الراهبات علم مصر جنباً إلى جنب أخواتهن المحجبات في لحظة تاريخية فارقة من تاريخ الشعوب. وتابع أن «الإخوان» قدموا صورة مشوهة كان يجب محوها سريعاً وأوصلت الشعب بمسلميه ومسيحييه إلى إجماع على رفضه والتخلص منه. وأشار إلى أن إدارة الرئيس المعزول محمد مرسي لم تكن تليق بأي حال من الأحوال بمصر، رغم أنه كان يحكم باسم الدين، وفترة حكمه شابها العديد من الأزمات والسقطات والسلبيات مع جميع التيارات والأحزاب السياسية وقوى المجتمع المدني ومؤسسات الدولة، ووصل المجتمع كله إلى درجة الغليان في تلك الفترة ولم يعد يتقبل هذا النمط من الحكم ووصف البابا الرئيس عدلي منصور بأنه رجل وقور يحمل المعاني السامية للقضاة ويقود الدولة بحكمة ورؤية مستقبلية بشهادة الجميع، وكل قراراته متوازنة لأبعد درجة. وقال عن زيارته للولايات المتحدةالأمريكية «كان من المقرر أن أزور لأمريكا خلال أكتوبر الماضي، ولكنني أجلتها ولم أحدد بعد موعدا آخر للزيارة» وأكد أن الكنيسة المصرية وقفت موقفا بطولياً في أوقات الفوضى والتدمير المنظم للكنائس والأديرة المصرية في وجه الإعلام الغربي الذي زيف الحقائق، وكان ينقل أخباراً مغلوطة في صورة من التعدي الصارخ على سيادة مصر. وأضاف أن الكنيسة حرصت على إجلاء الحقائق لكل الوفود الغربية والأجنبية التي زارتها بعد تلك الأحداث، واعتبر أن ثورات ما يطلق عليه «الربيع العربي» لم تكن ربيعاً أو حتى خريفاً، وإنما هو «شتاء عربي» دبرته أيد خبيثة لتفتيت المنطقة العربية إلى مجرد دويلات صغيرة لا حول لها ولا قوة. وقال عن رأيه فى مشروع سد النهضة بأثيوبيا، إنه لن يؤثر فقط على مصر والسودان، ولكن على أفريقيا بأكملها من الناحية الفنية، لأن القرن الإفريقي منطقة زلازل والمياه التي ستحجز وراء السد سيكون لها تأثير سلبي، وستنزل في شقوق محدثة «بلاعة كبيرة وقد تفصله عن القارة مستقبلا». وأضاف: «أؤمن دائماً بأن الحوار من الممكن أن يصل إلى تفاهم وتقاسم الفوائد» وثمن موقف الكويت الوطني في مساندة مصر خلال أزمتها الأخيرة والمستمر حتى الآن بقوة وإخلاص، موجهاً تحياته القلبية لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، على دعوته لزيارة الكويت، واعتزازه بكل الشعب الكويتي لرعايته الكاملة لإخوتهم المسيحيين الذين يعيشون على أرض الكويت.