على عكس ما اعتاد أهالى الدرب الأحمر من سخونة الانتخابات والمنافسة بدائرتهم، جاءت نتيجة انتخابات 2010، فالدائرة التى عرفت بعشقها للسياسة وتقديمها نوابا للبرلمان سجلت بصمات فى مجلس الشعب المصرى وفى قلوب أبناء الدائرة أمثال أسطورة البرلمان علوى حافظ ونائب العمال المميز محمد خليل حافظ. جاءت نتائج الانتخابات بفوز مرشحى الحزب الوطنى أحمد شيحة على مقعد الفئات ب8100 صوت، وعاطف عبده على «العمال» ب6900 على غير ما توقع أهالى الدائرة التى أعلن كثير منهم إحباطهم من مستوى المنافسة والنتائج، خاصة على مقعد الفئات فى منافسة بدأت ساخنة بترشح علاء عبدالمنعم النائب الحالى، ودخول أشرف عبدالعزيز على خط المنافسة مستقلا فى اللحظات الأخيرة بعد علمه باستبعاده من ترشيحات «الوطنى» لتشتعل المنافسة من ناحية بين «عبدالمنعم» و«شيحة»، بعد إطاحة النائب الحالى بشيحة فى الانتخابات الماضية، ومن ناحية أخرى المنافسة بين شيحة وأشرف عبدالعزيز، والتى لعب فيها المال دوراً رئيسياً مع الاستعانة ب«بلطجية» أثناء منافسات المجمع الانتخابى. جرت الانتخابات فى جو هادئ وإقبال محدود من الناخبين أرجعه الكثيرون من أهالى الدائرة إلى حالة الإحباط التى أصابتهم بعد انسحاب أشرف عبدالعزيز عشية الانتخابات، ومطالبته للأهالى بعدم التصويت، لأن الانتخابات ستكون مزورة - حسب تأكيد مصادر مقربة منه - وقيامه بنزع لافتاته الدعائية. وأثر انسحاب عبدالعزيز على بورصة الأصوات التى انخفض فيها سعر الصوت من خمسين جنيهاً فى الصباح إلى عشرة جنيهات فى نهاية اليوم، عكس توقعات الأهالى بوصول الصوت إلى 300 جنيه على الأقل فى حالة سير الأمور بالشكل المتوقع لها. ما وصفه المرشحون بالتجاوزات أثناء العملية الانتخابية كان العامل الآخر فى إحباط الناخبين وقبل المرشحين عندما تم منع دخول مندوبى المرشحين إلى اللجان، الأمر الذى دفع علاء عبدالمنعم إلى التقدم بشكوى إلى اللجنة العامة بمنع دخول مندوبيه وإغلاق لجنة المعهد الدينى بمعرفة بلطجية– حسب تعبيره - أعقبه بمذكرة أخرى أثناء عملية الفرز طعن فيها على صحة 14 صندوقاً، وجد فى بعضها أكثر من 1000 صوت، فى حين أن المسجل عليها بالجدول 825 صوتاً. سير العملية الانتخابية بهذه الطريقة دفع عبدالمنعم ليقول: «ده اللى أنا قلته من الأول ورفضت دخول الانتخابات بسببه، لأنها ستكون مسرحية هزلية محدش صدقنى، وفى الآخر كلامى طلع صحيح». وأضاف: أشعر أن سقوطى «مشرف»، لأننى وجميع الشرفاء تم إسقاطنا، ولو نجحت لكنت شعرت بالخزى والعار، وسيتأكد وقتها أننى دخلت فى صفقة. وتابع: ما حدث يعكس الفساد والإهمال والتخبط والفشل الحكومى، ويؤكد انزعاجها من نواب أمثال مصطفى بكرى ومحمد شردى وجمال زهران وسعد عبود وعلاء عبدالمنعم ومحمد البلتاجى، لأنهم كانوا نواباً حقيقيين والمرحلة المقبلة تتطلب نواباً «معينين». رغم أن شيحة وعبده لهما مؤيدوهما، ومن صوتوا لهما إلا أن العملية الانتخابية بشكل عام بدت واضحة فى حالة الوجوم التى سيطرت على الكثيرين فى صباح اليوم التالى للعملية الانتخابية فى دائرة بها جيل كامل يعلن دائما فخره بتعلمه السياسة على يد نائبها المخضرم «علوى حافظ» الذى جعل دائرة محدودة المساحة تحتاج لحسابات سياسية خاصة للفوز بها لم يكن المال أحد عناصرها.