علق أكثر من زميل على «صوت وصورة» يوم الثلاثاء 27 أكتوبر عن مهرجان الدوحة - ترايبكا، وأرجو من القراء الأعزاء العودة إلى المقال المطبوع فى الجريدة، أو المنشور على موقعها عبر الإنترنت فى نفس الوقت، ويحكموا بينى وبين المعلقين. كان عنوان المقال «قطر كالعادة واضحة مائة فى المائة: مهرجان أمريكى ومبرمج إسرائيلى»، وتضمن أن من بين المبرمجين مخرجاً إسرائيلياً هو إسكندر قبطى، وأنه ينظم برنامجاً بعنوان «تقارب»، وأن أفلام هذا البرنامج حصاد ورشة عمل أشرف فيها على إنتاج أفلام للمخرجين الشباب فى قطر. علق زميل بأن إسكندر قبطى إسرائيلى، ولكن من عرب إسرائيل، الذين تعرض أفلامهم فى مهرجان «القاهرة»، وأن هذا لا يعنى سيطرة إسرائيل على المهرجان.. ونحن لم نذكر أن وجود هذا المبرمج يعنى سيطرة إسرائيل على المهرجان. وكل من يحمل الجنسية الإسرائيلية هو إسرائيلى، ولكن ليس كل من يحملها له نفس الموقف من الصراع العربى - الإسرائيلى، سواء من العرب أو اليهود. ولا توجد تصريحات يوضح فيها قبطى موقفه، ولم نشاهد أفلام برنامج «تقارب» لندرك هذا الموقف. ولكن الواضح من عنوان البرنامج، وكونه حصاداً لورشة عمل مع مخرجين شباب من قطر أنه يستهدف التطبيع الثقافى بين العرب وإسرائيل. ونحن مع حل الدولتين، ولكن التطبيع مع إسرائيل قبل وجود الدولة الفلسطينية لا يستهدف إنجاز هذا الحل على أرض الواقع، وإنما التسليم بالأمر الواقع القائم الذى تريد إسرائيل فرضه على الشعب الفلسطينى. وما يؤكد ذلك أن قبطى هو أول مخرج من عرب إسرائيل يخرج فيلماً بالاشتراك مع مخرج من يهود إسرائيل، وهو فيلم «عجمى»، (اسم حى فى يافا)، الذى عرض فى ختام برنامج المخرجين فى مهرجان «كان» فى مايو الماضى، ويمثل السينما الإسرائيلية فى مسابقة «أوسكار» أحسن فيلم أجنبى هذا العام، وإذا كان جواز السفر الإسرائيلى لا يحول دون العربى وهويته العربية الثقافية إذا تمسك بها، فإن هذه الهوية لا يجب أن تكون ستاراً للتطبيع. وردد زميل آخر نفس المعنى عن عرب إسرائيل الذين يشاركون فى مهرجان القاهرة، فلماذا لا يشاركون فى مهرجان الدوحة، ولكنه أضاف أن مقالى كان غامضاً، بينما لا غموض فيه، وأننى ذكرت فيه أن قبطى هو رئيس المهرجان، وهذا غير صحيح، وأنه شاهد فيلم «عجمى» على الإنترنت، ويرى أنه «جهد إبداعى خارق»، وهذا رأيه الذى يختلف عن رأيى تماماً، ولكن من دون أكاذيب ولا نداءات. هل يرى الزميلان أن تنتقل ورشة قبطى إلى القاهرة، أو أن يعرض مهرجانها أفلام برنامج «تقارب» طالما أنه من عرب إسرائيل ومبدع خارق، وإذا لم يكن هذا هو التطبيع الثقافى مع إسرائيل، فماذا يكون؟! [email protected]