يعجبنى فى سياسة قطر من الناحية الدرامية، أنها من دون لف ولا دوران: عندما تنشأ قناة تجعلها صوت الإسلام السياسى بدرجاته المتفاوتة من عقلانية الوسطية إلى جنون القاعدة، وعندما يقول رئيس إيران إن الخليج فارسى تجعله يقولها على أرضها أيضاً، وعلى نفس الأرض قاعدة عسكرية أمريكية، وليس هناك أفضل من العلاقة مع حماس غير العلاقة مع إسرائيل، وهكذا تكون المحافظة على الثروة حقاً من جشع كل اللصوص! وعندما قررت قطر إقامة مهرجان سينمائى دولى، فهى ليست أقل من دبى ولا أبوظبى، اتبعت نفس السياسة، ولم تلف ولم تدر كما هو الأمر فى دبى، وكما لمسته بنفسى فى أبوظبى، وإنما قررت إقامة أول مهرجان فى العالم وفى تاريخ السينما يحمل اسم مهرجان أمريكى يقام فى نيويورك، وهو مهرجان ترايبكا، وأطلقت عليه الدوحة- ترايبكا، وكم كانت «نيوزويك» لاذعة وعلى حق عندما نشرت عن هذا المهرجان مقالاً بعنوان «مهرجان للبيع» كما قررت أن يكون من بين المبرمجين مخرج إسرائيلى هو إسكندر قبطى، حيث ينظم المهرجان برنامجاً بعنوان «تقارب»، والأدهى أن البرنامج حصاد ورشة عمل استمرت شهوراً فى الدوحة أشرف فيها على إنتاج أفلام للمخرجين الشباب فى قطر، والطريف أن كل فيلم مدته دقيقة واحدة! يبدأ المهرجان يوم الخميس القادم، ويستمر لمدة أربعة أيام، ويختتم فى أول نوفمبر، ولا أحد يدرى كيف يقام مهرجان دولى فى أربعة أيام فقط، وهى السابقة الأولى من نوعها أيضاً، وإذا لم يتم احتساب يومى الافتتاح والختام، فالمهرجان إذن مدته يومان، ولست أرى أى تعارض بين الإسلام والسينما، ولكنه كذلك أول مهرجان للسينما يقام فى متحف للفن الإسلامى، ويعرض فيه من مصر فيلم «المومياء» إخراج شادى عبدالسلام «1930-1986» بمناسبة مرور 40 سنة على إنتاجه، وبالنسخة الجديدة التى قامت بترميمها مؤسسة سكورسيزى، أى فيلم فرعونى بل أهم فيلم عبر عن ثقافة الفراعنة فى تاريخ السينما المصرية، ويعرض من مصر أيضاً «أحكى يا شهرزاد» إخراج يسرى نصرالله. قطر مثل مخرج يعمل مع نجوم السينما التجارية ويريد الاشتراك فى مسابقات المهرجانات الكبرى، وحتى الله سبحانه وتعالى لا يجمع يوم القيامة بين الجنة والنار، وإنما إما الجنة وإما النار حسب أعمالك. [email protected]