فى إطار الضغوط السياسية المتزايدة على الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبومازن) للعدول عن موقفه الرافض لاستئناف عملية السلام قبل تجميد الاستيطان، شدد جورج ميتشل، المبعوث الأمريكى للسلام فى الشرق الأوسط، على ضرورة استئناف المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية، معتبرا أنها يجب ألا تستغرق أكثر من عامين، وجاء ذلك فى وقت تحدثت فيه صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية عن أنباء حول اجتماع سرى عُقد بين وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك وأبومازن فى الأردن يوم الأحد الماضى، قبل لقاء الأخير والرئيس حسنى مبارك فى القاهرة قبل بضعة أيام. وفى تصريحات تليفزيونية تزامنت مع تأزم الوضع على المنطقة الحدودية بين السلطات المصرية وأنصار حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، المسيطرة على قطاع غزة، قال ميتشل إنه يعتزم العودة إلى المنطقة خلال الأيام القليلة القادمة، على أمل تحقيق تقدم فى المسارات السياسية والأمنية والاقتصادية لعملية السلام، بين السلطة الوطنية فى الضفة الغربية والجانب الإسرائيلى. وأضاف ميتشل: «نعتقد أن المفاوضات يجب ألا تستمر أكثر من عامين، بل ونعتقد أنه يمكن إتمامها فى فترة أقصر»، وذهب تفاؤله إلى حد تأكيده أنه يمكن أن يستأنف المسار السوري-الإسرائيلى بالتوازى مع المسار الفلسطيني-الإسرائيلي. فى غضون ذلك، ذكرت «جيروزاليم بوست» أن أبومازن التقى باراك سرا فى الأردن يوم الأحد الماضى، تمهيدا لقمة مبارك-عباس، وأوضحت أنه فى حين أن باراك رفض التعقيب على الخبر، أكدت مصادر دبلوماسية رفيعة أن محادثات سرية جرت بين الجانبين، رغم رفض عباس المعلن عقد أى لقاءات مباشرة قبل التجميد الدائم لبناء المستوطنات، غير أنه وفى وقت أكدت فيه الصحيفة أن اللقاء عقد فى عمان، لم تحدد المصادر ما إذا كانت المحادثات جرت هاتفيا أم عبر لقاء مباشر. ورجحت الصحيفة أن يكون اللقاء قد تم وسط تصاعد الضغوط الأمريكية على الرئيس الفلسطينى للاجتماع مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، متغاضيا عن شرطه لتجميد بناء المستوطنات فى الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين، مشيرة إلى أن أبومازن، رغم مقاطعته المعلنة للقاءات المباشرة، على اتصال هاتفى «دائم» مع الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز. وكان أبومازن قد ألمح يوم الاثنين الماضى إلى أنه يدرس اقتراحا لإعادة إطلاق محادثات السلام المتعثرة فى قمة مزمعة قد ترعاها واشنطن بين القيادتين المصرية والإسرائيلية أوائل العام الجارى. وعلى النقيض من التفاؤل الذى أبداه ميتشل إزاء إمكانية استئناف المفاوضات، أعرب نائب وزير الخارجية الإسرائيلى دانى أيالون عن تشاؤمه إزاء مسار عملية السلام فى منطقة الشرق الأوسط، مستبعدا حدوث أى تقدم فى عملية السلام خلال الأسابيع المقبلة. فى الوقت نفسه، رفض أيالون جميع خطط السلام التى تضع إطارا زمنيا لتأسيس دولة فلسطينية مستقلة، وأوضح أن وضع فترات زمنية محددة لن يفيد، مشيرا إلى استحالة إيجاد حل للصراع خلال 6 شهور، وأضاف أن القضية لن يمكن حلها باستخدام ساعة الإيقاف.