قال سياسى فلسطينى إن الرئيس الفلسطينى محمود عباس سيلتقى الرئيس الأمريكى باراك أوباما الشهر المقبل بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلى بنامين نتنياهو بعد أن وجهت لكل منهما دعوة بالتوجه إلى واشنطن حملها المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط جورج ميتشل، وتتعلق بإجراء مباحثات مباشرة مع أوباما. وقال بلال قاسم المستشار السياسى فى منظمة التحرير الفلسطينية ل«الشروق» إنه من المرتقب أن يتم التباحث حول الموقف الفلسطينى الرافض لاستئناف المفاوضات دون وقف الاستيطان فى القدسالشرقية، كما سيتم التعرض للرؤية الأمريكية الخاصة بشأن قضايا الحل النهائى، وسيطالب الرئيس عباس بممارسة مزيد من الضغوط الأمريكية على الإسرائيليين لوقف الاستيطان رغم إعلان واشنطن فشلها فى ذلك. فى سياق متصل أنهى ميتشل زيارته للمنطقة أمس بلقاء فى القدس مع نتنياهو. وقال الأخير عقب اللقاء إنه فى الأيام القليلة المقبلة سنعلم ما إذا كانت عملية السلام ستنطلق أم لا، واصفا المباحثات مع ميتشل بأنها إيجابية وبناءة وترمى إلى تهيئة الأجواء للإعلان عن إطلاق المحادثات غير المباشرة بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى. فى المقابل رفض الطرف الفلسطينى هذه التصريحات، معتبرا أن زيارة ميتشل لم تأت بجديد. وقال قاسم: بحسب ما دار فى اجتماعين مع الرئيس عباس أمس فى اللجنتين المركزية والثورية تم التوصل إلى تثبيت الموقف الفلسطينى المطالب بوقف الاستطيان نهائيا كشرط لدوران عجلة المفاوضات على أى نحو مباشرة أو غير مباشرة. وأضاف أن ميتشل حمل عرضين وتم رفضهما فلسطينيا، ويتلخصان فى الحديث عن دولة فلسطينة على حدود مؤقتة وليس على حدود 1967، وأن تنطلق المفاوضات بدون التجميد الكلى للاستيطان، لكن يمكن تجميد مؤقت لعمليات بناء فى مستوطنة رامات شلومو شرقى القدس، على أن تبحث المواقف من الإشكاليات الأخرى خلال علمية استئناف المفاوضات ذاتها. ومن المرتقب أن يعود ميتشل إلى المنطقة الأسبوع المقبل لاستئناف المباحثات والإعداد للقاء الثلاثى فى واشنطن، لكنه، وبحسب قول مصادر مصرية مطلعة ل«الشروق»، فإنه سيعمل على لقاء مسئولين فى مصر والأردن، خاصة أن الزيارة المرتقبة ستكون لاحقة لاجتماع لجنة مبادرة السلام العربية فى القاهرة مطلع الأسبوع، والذى سيعقد بناء على طلب من السلطة الفلسطينية، وسيتم خلاله تبيان المواقف العربية من استئناف المفاوضات على أرضية ما طرحه ميتشل. وأضاف أن السلطة ستحاول فى هذا الاجتماع الحصول دعم للرفض الفلسطينى لاستئناف المفاوضات دون الوقف الكامل للاستيطان. أما فيما يتعلق بالقمة الثلاثية فقال إن التقدير القائم حتى الآن هو أنها ستركز على الموقف من الاستيطان وقضايا الحل النهائى، وعلى أى أرضية يمكن أن تلتقى المواقف، لكن بدون مزيد من الضغط الأمريكى على نتنياهو فلن يكون هناك أى حراك. من جهته، صرح كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بأنه لا يتوقع أن تبدأ المفاوضات مع إسرائيل قريبا، قائلا إن «محادثاتنا مستمرة مع الجانب الامريكى، إلا اننا لا نتوقع ان تبدأ المفاوضات غير المباشرة خلال الايام القليلة المقبلة». وأضاف عريقات أن «القيادة الفلسطينية تبذل كل جهد ممكن لانجاح جهود الرئيس اوباما ومبعوثه ميتشل»، مشددا على ان «نجاح الرئيس اوباما يعنى الاستقلال والحرية للشعب الفلسطينى وانهاء الاحتلال الاسرائيلى». جاء ذلك فيما تظاهر عشرات النشطاء من اليمين المتطرف أمس فى حى سلوان العربى بالقدسالشرقيةالمحتلة، وسط حماية أمنية مشددة بهدف «تأكيد السيادة اليهودية على المدينة برمتها». وقال ايتامار بن غفير، أحد منظمى المسيرة: «أننا نقول لأوباما وجورج ميتشل إن القدس ملك الشعب اليهودى وليس للعرب». وقد حاول شباب فلسطينى تصدى لهذه المظاهرة بالحجارة، فردت قوات الاحتلال بإطلاق الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، ما أسقط عددا من الجرحى، فضلا عن اعتقال عدد غير محدد من الفلسطينيين. وردد المتظاهرون المحاطون بحماية المئات من رجال الشرطة، والذين رفعوا أعلاما اسرائيلية، شعارات قومية، فيما احتج سكان حى سلوان الفلسطينيون بالقرع على أوانى مطبخ ورفع العلم الفلسطينى. وكان نتنياهو قد دعا الشرطة أمس إلى إلغاء المسيرة خشية أن تسبب احراجا خلال زيارة ميتشل، لكن القضاء رفض طلبه. فيما قال ياريف أوبنهايمر الأمين العام لحركة «السلام الآن» الإسرائيلية المناهضة للاستيطان إن «المشكلة الحقيقية ليست هذه المظاهرة، بل فى سياسة الحكومة الاسرائيلية وبلدية القدس التى تبذل قصارى جهدها لمنع أى حل للنزاع الاسرائيلى الفلسطينى».