وجهت الولاياتالمتحدة دعوة إلي الرئيس الفلسطيني محمود عباس لزيارة واشنطن في مايو المقبل للقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وقال صائب عريقات - مسئول ملف المفاوضات في منظمة التحرير - إن الدعوة حملها المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل خلال زيارته الحالية للمنطقة دون أن يذكر المسئول الفلسطيني موعدًا محددًا للزيارة. وقال عريقات: «ميتشل دعا الرئيس عباس لزيارة الولاياتالمتحدة في مايو وقد لبي الرئيس الدعوة». ومن المتوقع أن يناقش الرئيسان سبل إحياء مباحثات السلام الإسرائيلية - الفلسطينية التي علقت في ديسمبر الماضي. من جانبه، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس تمسكه بخيار الدولتين، ورفضه فكرة الدولة ذات الحدود المؤقتة. في حين أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس رفضها حل الدولتين، ونفت أن تكون قد تعهدت لأي من المسئولين العرب بالقبول بهذا الحل. وشدد الرئيس الفلسطيني في خطاب ألقاه أمس الأول في افتتاح الدورة الثالثة للمجلس الثوري لحركة التحرير الوطني فتح علي تمسكه بخيار الدولتين، ورفض فكرة دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة، متهما إسرائيل بأنها قابلت تحركات السلام بمزيد من التعنت. وأكد عباس أنه لن يقبل الدولة ذات الحدود المؤقتة بأي حال من الأحوال لأنها تطرح أيضا هذه الأيام، وهو الطرح الذي نفاه رئيس الوزراء الإسرائيلي من الأساس بعدما تناقلته الصحف الإسرائيلية. وتوجه الرئيس الفلسطيني في خطابه إلي الرئيس الأمريكي باراك أوباما قائلا: «ما دمت كنت تعتقد يا سيدي الرئيس وأنتم يا أعضاء الإدارة الأمريكية أن قيام دولة فلسطينية مصلحة استراتيجية أمريكية، إذن فمن واجبكم أن تحثوا الخطي من أجل أن نصل إلي الحل وأن تفرضوا هذا الحل». وأضاف: «إنني أتوجه إلي الإدارة الأمريكية وعلي رأسها الرئيس أوباما بالدعوة من أجل مواصلة المساعي التي تبذل من أجل وقف الاستيطان وإطلاق المفاوضات الجادة، علي الرغم من كل المعوقات والمصاعب، وأنا أدرك أن من لديه مثل هذه الرؤية لن يتردد أو يصاب بالإحباط أمام أي مصاعب تعترضه». من ناحية أخري، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد لقاء مع الموفد الأمريكي إلي الشرق الأوسط جورج ميتشل أمس - الأحد - إنه يأمل في أن يعرف «في الأيام المقبلة» ما إذا كانت عملية السلام مع الفلسطينيين «تم تحريكها». وقال نتنياهو للصحفيين في بداية الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية: «نريد أن نبدأ فورا عملية السلام. الولاياتالمتحدة تريد ذلك أيضا. آمل أن يكون لدي الفلسطينيين الرغبة ذاتها». وأضاف: «سنعرف في الأيام المقبلة ما إذا كانت عملية السلام تم تحريكها». أما ميتشل فقد أكد في بيان أن محادثاته في نهاية الأسبوع مع المسئولين الفلسطينيين والإسرائيليين كانت «مثمرة وإيجابية» بدون أن يذكر أي تفاصيل، بينما قالت مصادر فلسطينية إنه سيعود إلي المنطقة مطلع مايو القادم. من ناحيتها، أكدت حركة حماس رفضها حل الدولتين الذي قبلت به السلطة الفلسطينية، ونفت أن تكون قد تعهدت لأي من المسئولين العرب بالقبول بهذا الحل. وجاء ذلك ردا علي عباس الذي قال في خطابه إنه كان قد تلقي دعوة للقاء رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في ليبيا، لكنه ربط ذلك بالذهاب إلي القاهرة أولاً، واتهامه مشعل بالتراجع عن تعهد سابق له لبعض المسئولين العرب حول أفكار منها قبول حماس بحل الدولتين. ووصف مشعل ما قاله عباس بأنه «قلب للحقائق»، وأضاف أن حماس لم تقل لهذا المسئول أو ذاك إنها موافقة علي حل الدولتين، وإن الذي جري هو أن هذا المسئول - الذي لم يكشف عن اسمه - بعد أن استمع لرؤية حماس للمصالحة والعقبات التي تقف في طريقها توجه إلي القاهرة، «ومن هناك اتصل بي وقال إن مصر مستعدة لإدخال تعديلات حماس علي الورقة المصرية للمصالحة شريطة قبول الحركة بحل الدولتين والدولة الفلسطينية علي حدود 1967 والمبادرة العربية». وأضاف مشعل: «قلت إننا نوافق علي دولة فلسطينية بحدود 67 مع تحقيق حق العودة للاجئين، وأن تكون هذه الدولة ذات سيادة، أما حل الدولتين فهو مرفوض؛ لأن ذلك يعني اعترافا بإسرائيل، وأما مبادرة السلام العربية فنحن متحفظون علي ما تتضمنه من الاعتراف بإسرائيل، ومع ذلك فإننا لن نقف حجرًا عثرة أمام هذه المبادرة».