تعتبر منظومة دول مجلس التعاون الخليجي إحدى أهم المنظومات العربية والإسلامية وأكثرها تأثيرا على السياسة العربية الإسلامية والدولية نظرا لما تتمتع به منطقة الخليج العربي من موقع استراتيجي وثروات طبيعية هائلة -ممثلة في الطاقة بشقيها النفط والغاز- جعلت عيون العالم شاخصة باستمرار نحو هذه الدول، وهو ما يؤكد أهمية هذه المنطقة الحيوية من العالم وضرورة بقاء وحدتها التي حافظت عليها طوال العقود الثلاثة الماضية رغم الهزات التي حدثت في محيطها الإقليمي. ففي السنوات الأخيرة وبعد انفراط عقد العديد من التكتلات العربية والإقليمية ظلت منظومة دول مجلس التعاون الخليجي تحافظ على خيطها الناظم متجاوزة كل الأزمات والأعاصير السياسية التي ما فتئت تعصف بمنطقة الشرق الأوسط التي تعتبر مسرح لعب للقوى العظمى. ولا شك أن حكمة زعماء دول مجلس التعاون الخليجي نجحت أخيرا في لملمة الأوراق وتنقية الأجواء بين الأشقاء وتنازلهم جميعا لمصلحة العمل المشترك لدول مجلس التعاون الخليجي رغم اختلاف وجهات النظر في القضايا الخارجية، إلا أن اختلاف وجهات النظر هذا لم يؤثر على وحدة وتماسك المنظومة الخليجية، إذ إن التحديات والتاريخ المشترك بل حتى الرحم والدم الواحد أقوى من اختلاف الآراء واختلاف وجهات النظر مهما كانت الظروف. وتتجه أنظار المراقبين إلى قمة الدوحة التي يعتقد أنها ستتوج هذه المصالحة وتعيد المياه إلى مجاريها الطبيعية، الأمر الذي سينعكس إيجابا على عمل منظومة المجلس وجعلها قادرة على مواجهة الأخطار المحدقة بها والبحث عن السبل الكفيلة بمواجهة التهديد الذي يمثله التمدد الإيراني في كل من سوريا والعراق واليمن، بالإضافة إلى فتح المجال أمام تطبيق العديد من الاتفاقيات العالقة التي تمس مصالح الشعوب الخليجية التواقة إلى التكامل الاقتصادي والسياسي لدول المجلس التي تعتبر آخر تكتل عربي صامد في وجه المتغيرات بعد أن عصفت خلافات المغرب والجزائر باتحاد دول المغرب العربي وجعلت من ذلك الاتحاد جثة محنطة تنتظر أحد خيارين، إما الذهاب بها إلى مقابر التاريخ ودفنها إلى الأبد، وإما حصول معجزة تقنع حكومتي المغرب والجزائر بأهمية النزول من فوق شجرة الخلافات التي عطَّلت مسيرة أهم تكتل عربي بعد الكتلة الخليجية. The post حكمة قادة دول الخليج نجحت في فرض المصالحة الخليجية appeared first on IslamOnline اسلام اون لاين.