كتب شمعون شيفر في موقع "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلي ينتقد قيادة الجيش الإسرائيلي وسير الحرب علي غزة، ويتخوف من تعرض إسرائيل للتحقيق الدولي بسبب ما تفعله هناك، مع عرض بعض ما يدور في ذهن العامة من الإسرائيليين ، وجاء المقال كالآتي: في أحد اجتماعات الحكومة النادرة، والتي عقدها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الخميس الماضي خلال الحرب، انتقد "نتنياهو" بشدة الوزراء الذين جرؤوا علي استنكار سير الحرب. وليدلل علي رأيه، جاء "نتنياهو" بملاحظات أخيه "يوني"، وبعدها بدأ في مدح زوجته سارا وأبنيه اللذين تطوعا لزيارة الجرحي من الجنود وجمع الطعام للمستشفيات .. أسرة نموذجية. تحرك الوزراء في مقاعدهم، ونظر البعض للأسفل ، مندهشين، وقال أحدهم بقرف فيما بعد: "لقد تحولت هذه الحرب إلي شأن عائلي". في نهاية الأسبوع، اختار نتنياهو الانسحاب من قطاع غزة بلا اتفاق وبلا نصر. اختار تآكل الإسرائيليين في حرب من الإنهاك ذي أجلِ غير مسمي، واضح وبسيط. "حماس" والجهاد الإسلامي منظمتين ارهابيتين قاتلتين، يحفظون الأهداف التي وضعوها لأنفسهم دون أن ترمش لهم عين، وهي رفع الحصار عن القطاع وفتح المعابر لأهل غزة، وليس لدي "حماس" النية في وقف اصلاق الصواريخ حتي الوصول لأهدافهم. وعلي الجانب الآخر، بني نتنياهو بيتاَ من الكروت دون عليها الأهداف التي تنهار الآن ببساطة أمام أعيننا. سياسياً، يزداد الانتقاد الموجه لقادة الجيش باستمرار، - أؤكد .. قادة الجيش وليس مقاتليه الشجعان في كل المراتب حتي الكولونيل .. نتنياهو، ووزير الدفاع موشيه يعالون، وقائد قوات الدفاع الإسرائيلية بيني جانتز - مراحل الاستخدام الزائد للقوة – ستكون مطلوبة لتعطينا تفسيرات في ضوء الحقيقة المؤسفة بأن الطريقة الإسرائيلية فشلت في إبهار حماس. هناك عدد من التوقعات الخاطئة التي انتشرت في حوارات العامة خلال أيام الحرب، مثل: "ماذا تريد، احتلال غزة؟ " والإجابة هي لا، فلا عقل من عقولهم يقترح احتلال غزة. والإقتراح قائم علي منطق عسكري يقول بأن حماس – وخاصة بوجود نيتها في القتال – يجب أن تٌهزم. " تجريد القطاع من السلاح وإعادة بنائه" سيكون هذا ممكناُ فقط إذا تمت هزيمة حماس، فلن يكون هناك تجريد من السلاح في ظل حكم حماس للقطاع . " في اللحظة التي تدرك قيادة حماس حجم الدمار الذي سببته قوات الدفاع الإسرائيلية في المعركة الحالية، سوف تركع لتهدئة"، لامنطقي، فبمجرد أن تصل الصور إلي المجتمع الدولي سوف ينهال علينا النقد والاستفزاز، سوف نواجه أوامر دولية بالتحقيق، ولن يستطيع المسئولين العسكريين الهبوط في أي مكان لخوفهم من القبض عليهم. لقد وعد نتنياهو يوم الأحد بإيجاد لمشكلة الأنفاق، واحتل الشريط الحدودي مع مصر وشريط آخر بامتداد نهر الأردن. تخيل بلدة محاطة بالأسيجة من فوق الأرض وتحتها، ومحمية بنظام صواريخ، ولا كلمة واحدة من نتنياهو حول حل مختلف لاتفاقية تضمن الحياة لجانبي الحدود. الآن سبب لنا نتنياهو الاحباط المصاحب للغضب حول الثمن الذي دفعناه بالفعل من القتلي والجرحي .. 28 يوم بلا فوز ليس بالشيء الذي يمكن للمرء أن يفخر به. قد يرتاح نتنياهو بقول شيء خاص بهنري كيسينجار، بأن الحكومات تفعل الصواب فقط بعد انهاك جميع الخيارات الأخري، نحن ننتظر.