أسعد: "النور" يقدم نفسه بديلاً عن الإخوان.. وأطالب بحل الأحزاب الإسلامية إسحاق: التيارات الإسلامية لم تحصد 1% من الإرادة الشعبية بعد يوم العزل دراج: الإخوان سيكونوا فى"عزلة" نتيجة "صدمة" يونيو.. وتجربتهم الفاشلة أطاحت بمؤيدى الإسلاميين خرجت الملايين فى ثورة 25 يناير 2011 للتعبير عن غضبها من ديكتاتورية مبارك والفساد الذى تفشى فى البلاد، وأطاحت به وبرموز نظامه، وفوجئ المصريون بصعود الأحزاب والتيارات الإسلامية والتى سميت بتيارات "الإسلام السياسى"، وظلت الشعارات والوعود والعهود تتوالى بين المنافسين، لكسب الرأى العام. الشعب المصرى عاطفى، تعاطف مع جماعة الإخوان المسلمين آنذاك، وقال أنهم قضوا حياتهم فى السجون بحثاً عن الحرية وتقديم الخير لكل الناس كما يزعمون، وجاءت الإرادة الشعبية بالمرشح الإخوانى محمد مرسى، وظهرت النوايا الخبيثة، وبوادر الخيانة بدأت بعملية التمكين من مفاصل الدولة وأخونتها، وإقصاء المصريين، وحلت الكوارث والمشكلات التى تسببوا فيها، وسرقوا أحلام شعب 25 يناير كما وصفهم الكثير بأنهم "سرقوا الثورة" وهم يزعمون أنهم ملهمو الثورة، بالرغم من أنهم لحقوا بها، لأن مبدأ ودستور الإخوان والجماعات الإسلامية لم يدع إلى القيام بثورات أو انتفاضات. كل ذلك كان سبباً ملحاً لإنتفاضة جديدة لتصحيح مسار 25 يناير، فجاءت الموجة الثانية من الثورة فى 30 يونيو. سياسة الإخوان التكفيرية، وسياسة السمع والطاعة و"غسيل المخ" التى مارستها مع الشعب المصرى على مدار عام من حكمهم، وعملية الإلهاء على طريقة "العصفورة على الشجرة" حتى يتسنى لهم تمرير ما فى صالحهم، على حساب الشعب، كل ذلك جعل الشعب المصرى ينفر من إعطاء ثقته للإسلاميين فى الحصول على أى شرعية مرة أخرى، وبعد الصورة الذهنية التى تكونت فى أذهان المصريين حولهم، والتى كانت السبب فيها جماعة الإخوان . استطلعت "المشهد" آراء المصريين حول مستقبل الأحزاب الإسلامية، ومدى امكانية عودتهم إلى الساحة السياسية مرة أخرى، ومدى قابلية الشعب المصرى لهم. 3 اتجاهات للأحزاب الإسلامية يقول أحمد دراج القيادى بحزب الدستور وعضو جبهة الإنقاذ أن هناك ثلاثة اتجاهات بالنسبة لمستقبل الأحزاب الإسلامية بعد 30 يونيو، أولها: تفكك جماعة الإخوان بشكل كبير وانتقال بعض عناصره إلى تيارات سلفية، الإتجاه الثانى: جزء من جماعة الإخوان سيكونون فى حالة "عزلة" لوقت لا يعلمه إلا الله، لأنهم فى "صدمة" نتيجة لما حدث لهم فى ثورة يونيو بخروجهم من السلطة بعد عام من توليهم، وما سيترتب عليها حاله من" المراجعة النفسية"، لانهم كانوا يعتقدوا أنهم سيكونوا فى السلطة للأبد، الإتجاه الأخير: جزء ضئيل من جماعة الإخوان سيتصدر تحت عباءة أى تشكيل سرى أو تنظيم يحاول العبث بالبلاد خلال الفترة القادمة، وسيخسروا كثيراً. ويضيف دراج أن هناك شكوك فى الأحزاب السلفية وانعدام ثقة، والتجربة الفاشلة لجماعة الإخوان ستجعل معظم المؤيدين للإيديولوجية الإسلامية تتراجع خلال الفترة المقبلة. الناشط السياسى جورج إسحاق عضو جبهة الإنقاذ يؤكد أن التيارات الإسلامية متواجدة على الساحة ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك، كاليساريين والليبرالين وغيرهم، ولكن التجربة الفاشلة لجماعة الإخوان فى الحكم، جعلت التيارات الإسلامية لم تحصد حتى 1% من الإرادة الشعبية بعد 30 يونيو، والإنتخابات القادمة سوف تثبت ذلك. وأضاف إسحاق: نحن مازلنا ندعو للمصالحة الوطنية، وليس لدينا أى مانع فى المصالحة والمشاركة فى الحياة السياسية، إلا فى " الدم" وقضايا القتل والإرهاب والترويع، فى هذه الأمور تكون بالقانون، والمخطىء يأخذ عقابه . موضحاً أن المصالحة الوطنية تترتب على ما سنراه منهم فى الفترة القادمة، هل سيكونوا سلمين أم سياسة العناد التى ساروا عليها على مدار عام؟. ويؤكد الكاتب السياسى جمال أسعد أن المسار السياسى بشكل عام هو الذى سيحدد مسار الحياه الحزبية، فإذا كان الإعلان الدستور يمنع قيام أحزاب على أساس دينى، إذاً الأحزاب الأسلامية مخالفة وخارج إطار الدستور. وطالب أسعد بحل جميع الأحزاب الإسلامية، وأن يضمن الدستور الجديد عدم قيام أحزاب على أساس دينى، لأنها تقوم بالإقصاء والتفرقة بين أبناء الوطن الواحد، مستشهداً بحزب النور حيث أنه يمنع أى عضو فى هيئته العليا أن يكون إمرأة أو مسيحى، مشيراً إلى أن قيام الأحزاب الدينية كانت من اخطاء المجلس العسكرى، داعياً الأحزاب الدينية أن تكون على أساس برامج سياسية وأن يفرقوا بين الدين والسياسة. مؤكداً أن ماحدث فى 30 يونيو أنعكس بالسلب على الأحزاب الإسلامية ورصيدها فى الشارع. وأشار أسعد إلى أن حزب النور يحاول أن يقدم نفسه بديلاً عن حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان على الأرضية الإسلامية. "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين" يقول كمال يوسف موظف بالتربية والتعليم أن جماعة الإخوان كونت صورة سيئة حول الأحزاب الإسلامية بعد 30 يونيو خاصتاً بعد الحقائق التى كُشفت بعد رحيلهم من أنهم لا تعنيهم مصر وشعبها، ومخططاتهم المستمرة لإختراق جميع مؤسسات الدولة للسيطرة عليها لصالح جهات خارجية. ويضيف يوسف: الأحزاب الإسلامية فرصتها ضعيفة جداً فى الحصول على أى مقاعد فى الإنتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة، لأن الشعب أصبح لايثق فيهم. لمياء حسن محمد طالبه جامعية تؤكد ان جماعة الإخوان أصبحت لم تُؤتمن على ثقة الشعب، مما يجعل المصريين لاينظرون إليهم مرة أخرى حتى لو وعدوهم بالمستحيل، مستشهدتاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم"لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين" . مضيفه أن الأحزاب الإسلامية أصبحت كذلك، والسبب جماعة الإخوان التى تريد الأن الإنتقام من الشعب بحجة" الشرعية الباطلة" والتى أبطلها الشعب بخروجه يوم 30 يونيو. ويقول ممدوح أبواليزيد مدرس تاريخ أن الأحزاب الإسلامية لم تقم لها قائمة بعد 30 يونيو بعد ان انخدعنا فيهم. مضيفاً: إنتخبنا جماعة كنا نظن أنها إسلامية وتريد إصلاح ما افسده مبارك على مدار ثلاثين عاما، وفوجئنا بعد ذلك بأننا أصبحنا أمام جماعة أرهابية دموية تعمل تحت مبدأ" إما فيها أو نخفيها". داعياً الشعب المصرى عدم إعطاء الثقة لهؤلاء المتأسلمين مرة أخرى، الذين يتاجرون بالدين، ويخلطون الدين بالسياسة، وشوهوا صورة الإسلام، والإسلام بريىء منهم إلى يوم الدين. محمد محمود ابو الفضل أعمال حرة يرى أن الأحزاب الإسلامية مهما حاولت أن تشارك فى الحياة السياسية بكل الاساليب والطرق الخبيثة التى تتبعها لن تستطيع ان تنال ولو 1% من الإرادة الشعبية التى لفظتها فى 30 يونيو . وأضاف أبو الفضل أن ما فعلته جماعة الإخوان على مدار عام لم ولن يغفره لهم الشعب المصرى حتى يوم الساعة، وإن حاولوا الدخول فى الحياة السياسية، فالشعب لن يأمن لهم مرة أخرى . حسن عبد المنعم يعمل بالسياحة يؤكد أن ما حدث للإخوان إنتحار تاريخى بسياستهم الفاشلة، والتى أضرت بهم وبالإسلامين جميعاً، وأصبح الإسلام السياسى مشتبه به، ولا أمان له فى ظل الكذب والتضليل والتكفير وخلط الدين بالسياسة الذى تتخذه الأحزاب الإسلامية منهجاً لها، ومستقبل الإسلام السياسى بعد 30 يونيو أصبح لا وجود له بين المصريين. مشيراً إلى أن الإسلامين أخذوا فرصتهم كاملة ولم ينجحوا، فأى عاقل بعد 30 يونيو يعطى لهم الثقة؟ هؤلاء خونه وجهله، ولا يفقهون شيىء سوى "حرام وحلال" حسب أهوائهم، ويقولون بما لايفعلون.