أعرب الرئيس محمد مرسى أثناء كلمته فى المؤتمر المنعقد مؤخرا، عن استعداده للذهاب إلى جميع القوى الوطنية من أجل الوصول إلى توافق وطني بين جميع أطياف الشعب المصري، وتناسي الخلافات، قائلا "هذا وقت نداء الواجب والوطن والاصطفاف، ومن أجل ذلك أنا مستعد أن أذهب إلى الجميع فرادى وجماعات". من جانبها، رفضت القوى السياسية هذه الدعوة، لتأخرها وكونها غير جادة، وأن الرئيس لا يملك في أجندته أى نوع من أنواع المصالحة الوطنية. قال الدكتور أحمد دراج وكيل مؤسسي حزب الدستور، والقيادي بجبهة الإنقاذ الوطني، فى تصريح ل"البديل" اليوم، الإخوان لا يريدون مصالحات والرئيس مرسي لا يوجد في أجندته تصالحات. وأوضح "دراج" أن الحقيقة عندما دعا الرئيس المعارضة للحضور في مؤتمر، ما يسمى بالحوار الوطني، للأسف لم تكن مصالحة، فهو من قال عنهم مسبقا، إنهم يمولوا من الخارج، فعلى الرئيس الاعتذار لهم عما بدر منه ومن جماعة الإخوان المسلمين تجاههم. وتساءل "دراج" ما الذي يقدمه الرئيس؛ ليؤكد صدق نواياه، مشيرا إلى أن الرئيس لجأ إلى القوى السياسية في قضيتين فقط، هما سد النهضة واختطاف الجنود في سيناء، وكلاهما قضايا أمن قومي. وأضاف أن الدعوة الموجهه ليس لها علاقة بمصالحة، لمجيئها قبل 30 يونيو، فالمصالحة الحقيقة، لابد لها من توافر ثقة بين الطرفين. ويرى "دراج" أن هذه الدعوة، إيقاع للقوى السياسية في الفخ، تحت مسمى "المصالحة الوطنية"؛ لانها مزيفة ونوع من التدليس على الشعب لتوريط المعارضة في قضية رفضهم للمصالحة. وأكد أن يوم 30 يونيو مقدس للقوى السياسية، وما يفعله "مرسي" الآن، مثل حالة "الغرغرة" التي تصيب الإنسان قبل الموت. وقال حسام مؤنس، المتحدث الإعلامي باسم التيار الشعبي اليوم فى تصريحات صحفية، إننا منذ فترة طويلة، ندعو إلى توافق وطني، عندما تولي الرئيس مرسي الرئاسة وقبلها، وللأسف كل ما نطالب به لا يستجيب له الرئيس ودعواته في كل مرة لم تكن جادة. وأوضح "مؤنس" أن الدعوة الآن، هي تعبير عن إحساس الرئيس وجماعة الاخوان بالأزمة المتورطين فيها، وبالتالي فإن الدعوة جاءت متأخرة جدا، فسقف المطالب ارتفع الآن، بالدعوة التي أطلقتها حركة تمرد بأن يكون هناك انتخابات رئاسية مبكرة، واذا كان الرئيس مرسي جاد في دعوته للمصالحة، عليه أن يستجيب لفكرة الانتخابات المبكرة قبل 30 يونيو، وبعد استجابته لهذه الدعوة من حقه أن يرشح نفسه مرة أخرى. وأكد أن دعوة القوى السياسية واضحة في مسألة المصالحة الوطنية، مشيرا إلى وجود بثور ثقة، فقدت تماما بين السلطة والقوى السياسية المختلفة، والشيء الأفضل والأصح هو أن يرجع مرسي للشعب مرة أخرى.