أصدر الاتحاد الأوروبي قرارًا هو الأول من نوعه، يدين فيه بشدة السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية بما فيها سياسة التهجير القسري وهدم البيوت. صادق الإتحاد الأوروبي على القرار الخميس الماضي بأغلبية ضئيلة (291 صوتًا مقابل 274 وامتناع 39 مندوبًا عن التصويت) ويعد القرار تاريخياً كونه القرار الأول الذي يتطرق من خلاله البرلمان الأوروبي مباشرة إلى السياسة الحكومية الإسرائيلية ضد المواطنين العرب البدو ويطالب إسرائيل بسحب مخطط برافر الذي يهدد باقتلاع القرى العربية غير المعترف بها. وكانت المجموعة الاشتراكية الديمقراطية في البرلمان الأوروبي قد مهدت لهذا القرار منذ أشهر مضت عقدت خلالها مرافعات مكثفة من قبل مركز عدالة والشبكة الأوروبية-المتوسطية لحقوق الإنسان في بروكسيل، بما في ذلك تقرير إجمالي قدمته المحامية سهاد بشارة من مركز عدالة، لمجموعة العمل حول الشرق الأوسط في البرلمان الأوروبي في يونيو 2012 في مقر اللجنة في مدينة ستراسبورج الفرنسية، وتناول تقرير بشارة السياق القانوني والتاريخي لسياسة التشريد والطرد التي تنتهجها الحكومية الإسرائيلية تجاه العرب البدو في النقب. وشددت المحامية بشارة أمام المجموعة على أن مخطط برافر ينتهك الحقوق الدستورية للسكان العرب البدو بالملكية والكرامة والمساواة.. وفي أعقاب مداخلتها صوت البرلمان الأوروبي على اتخاذ خطوات طارئة ضد مخطط برافر. جدير بالذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يصدر بها البرلمان الأوروبي قرارًا يتطرق إلى القضايا التي يواجهها العرب و البدو المواطنين في إسرائيل. وأوضح الدكتور ثابت أبو راس مدير فرع "عدالة" في النقب أن "هذا القرار هو قرار مفصلي بالنسبة لسياسة إسرائيل تجاه العرب البدو في النقب. إسرائيل لن تستطيع بعد الآن الاستمرار بالتعامل مع السكان البدو كما يحلو لها دون أن تضطر لشرح خطواتها وتصرفاتها أمام شركائها في العالم. إن إدراك واعتراف البرلمان الأوروبي أن الحكومة الإسرائيلية تتبع سياسة التهجير والسلب ذاتها التي تنتهجها ضد الفلسطينيين في المناطق الفلسطينية المحتلة ضد المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل، هي خطوة كبير إلى الأمام.". وجاء في نص قرار البرلمان الأوروبي: " بما أن العرب البدو هم سكان أصليون يعيشون حياة زراعية تقليدية على أراضي أجدادهم ويسعون إلى نيل اعتراف رسمي ودائم بوضعيتهم ومكانتهم المميزتين.. هذه البلدات العربية البدوية، التي تعيش تحت تهديد السياسات الإسرائيلية التي تسعى إلى تقويض سبل ونمط معيشتهم بما في ذلك تهجير قسري، هم السكان الأكثر عرضة للخطر سواءً في المناطق الفلسطينية المحتلة أو في النقب". "البرلمان الأوروبي يطالب بحماية المجتمعات البدوية في الضفة الغربية وفي النقب، وأن تحترم السلطات الإسرائيلية حقوقها بشكل كامل، ويدين أي انتهاكات لحقوقهم (هدم بيوت، تهجير قسري، تقييدات على الخدمات العامة والخ). كما يطالب البرلمان الأوروبي، في هذا السياق، الحكومة الإسرائيلية بإلغاء مخطط برافر". وينضم البرلمان الأوروبي من خلال هذا القرار إلى لجنة الأممالمتحدة المعنية بالقضاء على التمييز العنصري، التي طالبت هي أيضًا الحكومة الإسرائيلية في مارس 2012 بسحب اقتراح القانون المعد لتطبيق مخطط برافر بصفته تمييزيًا و"يشرعن سياسة هدم البيوت والتهجير القسري المستمرة ضد المجتمعات البدوية".